اخبار عدن

الأحد - 08 ديسمبر 2019 - الساعة 06:37 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

يُصادف السادس من ديسمبرالجاري الذكرى ال4 لاغتيال صاحب "الابتسامة البريئة" و"الكلمة الحرّة. اللواء جعفر محمد سعد، المحافظ الأسبق للعاصمة عدن.

رجلٌ اختزل هموم شعبه وقضيّته، ولملم ملامح وطن لم يره يوماً إلا كلاً مُتكاملاً وحقاً يأبى أن يفرّط في ذرّة تراب منه. رجل رحل ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن المسلوب. إنه عدني القلب والهوى.

كان يوم السادس من ديسمبر، يوماً أسود في تاريخ عدن، باغتيال جعفر محمد سعد حيث كان قبل ذلك  اللواء سعد يشغل مستشاراً عسكرياً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، ومنحه هادي قبل ايام وسام الشجاعة نظير جهوده العملية والميدانية خلال المعارك ضد الحوثيين وقوات صالح، حيث شارك بفعالية في عملية تحرير مدينة عدن وكان أحد أبزر القيادات التي قادت العملية بنجاح و أشدّ شراسةً في الدفاعِ عن ثوابتِ الأمّة وكان "يختزل الوطن في مشواره ".

جعفر الذي يسكن في منطقة جولد مور في التواهي كان قد غادر منزله صباح اليوم متوجها إلى عمله، وأثناء مرور موكبه من أمام مقر المنطقة العسكرية الرابعة، فإن سيارة كانت مركونة بجوار الطريق تم تفجيرها، مستهدفة السيارة التي تقل محافظ عدن، ما أدى إلى مقتل المحافظ وعدد من مرافقيه ممن كانوا معه في السيارة نفسها.

عمَ حزن عارم العاصمة عدن بعد تأكيد مقتل المحافظ جعفر في الحادثة وسادت حالة من الحزن على حياة مواطني المدينة بذلك اليوم. وعقب ساعات من الانفجار أعلن تنظيم “داعش” مسئوليته عن اغتيال اللواء جعفر محمد سعد. مثلت واقعة الاغتيال أكبر صدمة لأهالي عدن الذين كانوا يحاولون التعايش مع الواقع الجديد بعد خروج مدينتهم من حرب مدمرة

يموت الخالدون بكل فج ويستعصي على الموت الخلود..زمن اغتيال جعفر كان زمناً فاصلاً حينها،  وخسرت العاصمة عدن باغتياله “أبرز من حاول خلال فترة وجيزة” ثلاثة أشهر”، عودة عمل المؤسسات الأمنية والمدنية في المدينة، وفي ظروف بالغة السوء والتدهور انتجتها حرب المليشيات الحوثية على عدن.

وكان الشهيد اللواء سعد، عاد إلى مدينة عدن قبل بدء الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي على/وفي المدينة، وشارك في غرفة عملية وزارة الدفاع في الرياض مع انطلاق عاصفة الحزم قبل أن ينتقل إلى عدن للمشاركة في عملية تحرير مدينة عدن من سيطرة الحوثيين.





- من يقف  وراء الاغتيال!

بعد رباعية الزمن لازال دم الشهيد على قارِعةِ الطريق أ لم يُكشَف قاتِل الشهيد، وربما لن يُكشَف، هكذا في وطنٍ يغتال الشهيد ألف مرّة في اليوم. نقترب أحياناً من نثر الحياة، وآثر بعض آخر لغة من خشب. وُعِدوا، في الحالين، بمدينةٍ تنصف الأحياء، وتردّ الاعتبار إلى أمواتٍ جمعوا بين الأحلام والخيبة.


اربع سنوات تمر  اليوم على ارتكاب  الجريمة النكراء. ومازالت الحقيقة غائبة. ومازالت المحاسبة مرهونة «سياسيا « ومازال السؤال قائما  من يقف  وراء اغتيال الشهيد جعفر محمد سعد ؟

يحيي اليوم  الشعب في عدن ذكرى اغتيال الشهيد جعفر محمد سعد في كنف العجز الفعلي عن استيعاب الجريمة التي لم تفك بعد رموزها ومازال الملف يراوح مكانه تقريبا  رغم حجم الجريمة.


وفي وقت سابق اكدت أرملة الشهيد جعفر "كوثر شاذلي" وجود مؤامرة على زوجها ممن قتلوه لتنفيذ مخطط استهداف كبير لمقاومة عدن وشبابها وتدميرهم والزج بهم في السجون.

وفي مقال بعثت به "شاذلي" في ذكرى مولد زوجها الشهيد قالت الشاذلي ان هناك من يحاول التستر على قتلة زوجها وطي صفحته .                                          

وقالت شاذلي انداك ان عدن وابنائها باتوا يعانون عقب الحرب لصالح اطراف أخرى وان عدن وابنائها باتوا يتعرضون لكل صنوف التهميش والحرمان والمصادرة.


وقبل عام أثارت معلومات  نشرها أحد المقربين من الشهيد موجة غضب في أوساط المواطنين الذين طالبوا بضم هذه الشهادة إلى ملف القضية وفتح تحقيق ومحاكمات حقيقية وعادلة لكل الذين تم التلميح بتورطهم في هذه العملية الآثمة

حيث كشف  أحد أنساب المحافظ الشهيد، و من الأشخاص المقربين إليه والمرافقين له أثناء توليه مهام قيادة المحافظة، عن خيوط وإشارات خطيرة من شأنها أن تُفكفك خيوط الجريمة و تؤدي الى اقالة العشرات من المسؤولين واحالتهم للتحقيق، ولكن يبدو أن الجميع قد تناسى الشهيد جعفر محمد سعد واعماله الكبيرة لعدن.

و لمّح "شاذلي"انداك  إلى تورط مرافقين للمحافظ ووكلاء ومسئولين في المحافظة ووزارة الاتصالات في الترتيب لعملية الاغتيال .

واردا تفاصيل خطيرة عن تصرفات مشبوهة أثارت ريبة المحافظ الشهيد قبل ليلة من اغتياله، حيث قال عنه : « في الساعة الخامسة عصرا، قبل اغتيال الشهيد جعفر بيوم، قُطعت جميع شبكات الاتصالات بشكل كامل عن منزل المحافظ «71-73-77» إضافة إلى الهاتف الأرضي والإنترنت».

مضيفا :"وجهني الشهيد جعفر بمتابعة الموضوع ، اتصلت على مدير الاتصالات في التواهي فأتى إلى المنزل وفحص كل شيء وكان انقطاع الانترنت والاتصالات متعمدا وفي محيط المنزل فقط، وهو ما جعلنا في حيرة، سيما وأن الخدمة كانت شغالة بجانب المنزل وفي المحلات المجاورة" .

و موكدا في شهادته : "قمنا بتشديد الحراسة وطلب مني الشهيد جعفر بأن اقوم بإخراج احدى المدرعات الى خارج محيط المنزل بجانب البوابة فاعطيت التوجيهات لفريق المدرعة لكنهم رفضوا ان يتحركوا ويخرجوا بحجة انهم بدون مرتبات ، أخبرت المحافظ بذلك فطلب مني على ان لا اتكلم معهم"


وأشار :انتشرت الحراسة في محيط المنزل وخارجه حتى صباح يوم الاغتيال في حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا.

 واستيقظ المحافظ جعفر من نومه، وفي الساعة السابعة صباحا كنا على طاولة الإفطار بانتظار عدد من الوكلاء ومدير المكتب الذين كانوا سيخرجون مع المحافظ للعمل كالمعتاد، لكنهم تغيبوا ولم يحضروا.

فانتظر الشهيد جعفر كثيرا ومن ثم قرر الخروج والذهاب بمفرده، وكان في انتظاره الوكيل الشهيد السقاف بجانب البوابة، فركب السيارة مع الشهيد جعفر وبجانبه. كان هناك تجمع بجانب منزل المحافظ لديهم طلبات فنزل الشهيد جعفر من سيارته وتحدث معهم ووعدهم بتلبية طلبهم، ففرحوا كتيرا وهتفوا له ، بعدها ركب سيارته وانطلق صوب النفق المؤدي إلى طريق التواهي».

وتاتي خاتمة جزء الأول من شهادته في القضية كالتالي:  مرت دقائق وحصل ماحصل وتم الاغتيال ، ووصلوا اثنين من الوكلاء الذين تغيبوا في الوقت المحدد، واتوا الساعة التاسعة صباحا ومن الطريق الآخر المؤدي إلى القلوعة.

وكانت معلومات سربت في وقت مبكر من اغتيال الشهيد جعفر، قد تحدثت عن تورط وتواطئ عدد من المحيطين به في مكتبه علاوة وكلاء المحافظة ومن افراد حراسته الذين عادوا بعد اقل من ساعة إلى المنزل ونهبوا منه وثائق وأوراق وأموال واختفوا عن الانظار.


واليوم. وبعد حوالي اربع من اغتيال اللواء جعفر لايزال السؤال الاكثر طرحا من قبل الاهالي في عدن:” اين قتلة الشهيد جعفر محمد سعد؟ وما الذي يمنع تقديمهم للمحاكمة او الكشف عن هويتهم؟.


مسيرة الوفاء للشهيد جعفر محمد سعد.

وفي إحياء الذكرى الرابعة لإستشهاد اللواء الركن "جعفر محمد سعد" وذلك من خلال مسيرة الوفاء للشهيد جعفر محمد سعد والتي ستكون يوم الخميس القادم الـ٥ من ديسمبر في تمام الساعة العاشرة صباحاً.

وقالت اللجنة المنظمة:  انهُ سيكون التجمع في كورنيش الشهيد جعفر (امام فندق كورال) بمديرية خورمكسر، ومن ثم التوجه جميعاً بسيارات وباصات لنقل المشاركين في المسيرة إلى موقع إستشهاده في مديرية التواهي.

وأشارت الى انه سيتم إزاحة الستار عن جدارية الشهيد ومن ثم وضع اكاليلا من الورود، ومن ثم قراءة الفاتحة على روح الشهيد.

واضافت: "وفي مساء نفس اليوم سيتم بث فلم وثائقي عن مسيرة الشهيد في كورنيش الشهيد (أمام فندق كورال) بعد صلاة المغرب.

وتابعت: "كن مشاركاً في المسيرة وفاءاً للشهيد تحت شعار (#عدن_لن_تنساك )

واختتم بيانها بالقول: "سيكون هنالك باصات متوفرة لنقل المشاركين موزعة في المواقع التالية:باص في جولة كالتكس باصان في موقع التجمع (كورنيش الشهيد) اضافة الى باص في كريتر (أمام البنك الأهلي) وباص اخر بمديرية التواهي (أمام نادي الميناء).


السيرة الذاتية للشهيد جعفر.

بدأ حياته العسكرية عام 1967، درس بالاتحاد السوفياتي السابق من 1969 إلى 1972، تدرج في مناصب عسكرية عديدة أهلته ليحظى بثقة قيادات اليمن منها: قيادته لفصيلة دبابات، ثم لسرية دبابات ثم لأركان كتيبة دبابات، ثم أركان تدريب سلاح مدرعات والقوات البرية في دائرة التدريب للأركان العامة.، عين محافظا لعدن، وقاد عملية تحريرها عام 2015، قتل وثمانية من مرافقيه في تفجير سيارة مفخخة يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2015.


ولد الشهيد جعفر محمد سعد بأحد أحياء مديرية الشيخ عثمان في الخامس من مايو1950م، والتحق بإحدى مدارسها قبل ان يلتحق لاحقا بإحدى الكليات العسكرية التي تخرج منها. وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء: لينا وروزاء ومحمد جعفر.

سافر أواخر السبعينات إلى الاتحاد للدراسة فيها حيث نال درجة الماجستير في العلوم العسكرية؛ وفي أواسط الثمانينات عمل ضمن غرفة العمليات الخاصة بوزارة الدفاع بجمهورية اليمن الديمقراطي

وفي العام 1989 كان أحد مؤسسي المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات برفقة الأستاذ محمد قاسم نعمان وآخرين.


بعد إنهائه مرحلة الثانوية العامة التحق اللواء جعفر محمد سعد بالقوات المسلحة اليمنية عام 1967، ثم بالكلية العسكرية للقوات البرية في الاتحاد السوفياتي سنة 1969.

تخرج اللواء جعفر في الكلية بعد حصوله على شهادة البكالوريوس سنة 1972، ورشح لمواصلة دراسته العليا في أكاديمية المدرعات بكلية القيادة والأركان في الاتحاد السوفياتي عام 1975، وحصل على شهادة الماجستير بامتياز عام 1978.

تدرج بعدها في عدة مناصب، من بينها ركن تدريب سلاح مدرعات في دائرة التدريب للأركان العامة، وركن تدريب القوات البرية للأركان العامة، ونائب مدير التدريب في الأركان العامة، ورئيس شعبة التخطيط والتدريب العملياتي للأركان العامة.

كما عين اللواء جعفر نائبا لمدير دائرة العمليات الحربية للأركان العامة، ونائبا لكبير المعلمين بالكلية الحربية مستشارا لوزير الدفاع.

وأهتم الشهيد بالتأليف والكتابة في مجاله العسكري، حيث نُشرت له مقالات عسكرية في الصحف والمجلات العسكرية، ومن بين ما كتبه من الدراسات والأبحاث: “هيئات العمليات والكمبيوتر في جيوش الدول النامية” و”خبرات وخصوصيات البناء العسكري في الدول النامية” و” أمن البحر الأحمر”، وغيرها ولديه مؤلفات في الشؤون العسكرية، منها: “هيئات العمليات والكمبيوتر في جيوش الدول النامية”، و”خبرات وخصوصيات البناء العسكري في الدول النامية”، و”أمن البحر الأحمر”. عين اللواء جعفر محمد سعد قائدا لجبهة العند في حرب 1994.

غادر سعد مدينة عدن عقب حرب صيف1994 ضمن كتلة القيادات التي أرغمت على الخروج من مدينة عدن واستقر به الحال في العاصمة المصرية القاهرة التي مكث بها لعامين، ليغادرها إلى لندن واستقر هناك، حيث شارك في عدد من الدورات العسكرية وألف كتابا في الشئون العسكرية، قبل أن يتم تعيينه مستشارا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشاركة في غرفة عمليات عاصفة الحزم، والعمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية في حربها على عدن، وتعيينه محافظا


كما تسلم إدارة التدريب في الأركان العامة بالإنابة، ورأس شعبة التخطيط والتدريب العملياتي للأركان العامة، ثم نائبا لمدير دائرة العمليات الحربية، ونائبا لكبير المعلمين بالكلية الحربية، ثم مستشارا لوزير الدفاع.

وفي حرب1994م، عيّن الشهيد “جعفر سعد” قائدا لجبهة العند، قبل أن تأتي به الأحداث والمستجدات إلى رأس محافظة عدن في 9 أكتوبر 2015م.