تحليلات سياسية

السبت - 16 مايو 2020 - الساعة 01:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


تستنزف القوات الجنوبية قوات علي محسن الأحمر، يوما بعد أخر في محافظة أبين، وخلال الأيام الماضية دفع الأحمر بقوات كبيرة من سيئون بحضرموت ومن شبوة بتجاه شقرة في أبين، الأمر بالنسبة للجنوبيين هدف عسكري استراتيجي، ليس فقط وفق حسابات عسكرية دقيقة أكد عليها أشهر عسكري في العالم سان تزو، في مؤلفه فن الحرب، عندما أكد أن هزيمة القوة تحركها من مسافات شاسعة للقتال في أرض ليست أرضها، ليس هذا فحسب، بل لأن المجلس الانتقالي دائما ما يشدد على ضرورة إخراج قوات محسن من شبوة وحضرموت بصفتها قوات احتلال، والان جاءت الفرصة للمقاومة الجنوبية تقطيع أوصال قوات الإصلاح في أبين بعد استدراجها.

تقول قوات الإصلاح إن المعركة هجومية وإن الانتقالي في حالة دفاع عن عدن، لكن الصحيح إن المقاومة الجنوبية نجحت في نصب الفخ للإصلاح، وهو ما حدث بالفعل حين عزز محسن قواته في أبين بترسانته العسكرية التي يقودها في المنطقة العسكرية الأولى بسيئون طميس وأبو عوجا.

من هنا بدا واضحا استنفاد كل الخيارات المتاحة لحزب الإصلاح، بينما المقاومة الجنوبية لازالت تحتفظ بقواتها في بقية المحافظات ولم تشارك إلا قوات محدودة في أبين، والأمر الأكثر خطورة على قوات محسن يكمن في أن المقاومة الجنوبية لم تبدأ بعد خوض معركة الحسم في كل المحافظات وذلك لأن المعركة مؤجلة حتى انهاك قوات محسن في أبين.

ويتساءل مراقبون كيف للمقاومة الجنوبية أن تستطيع حسم المعركة مع الإصلاح ، ولعل الكثير يتناسى أن المقاومة الجنوبية لم تعد قوات شعبية ، بل باتت قوات نظامية استفادات من التدريب الإماراتي خلال الخمس السنوات الماضية، وما يبرهن على ذلك وضع الخطط العسكرية المحكمة التي كبدت الإصلاح خسائر فادحة مادية ومعنوية.

والسؤال هنا إلى ستذهب قوات الإصلاح بعد هزيمتها في الجنوب وقد خسرت مناطق الشمال منطقة تلو أخرى، بل إن مأرب بعد سقوط الجوف باتت محاصرة، وبعد هزيمتها في الجنوب لكن يكون إمام السعودية من خيار لاستمرار المراهنة على الإصلاح وستضطر الى الرضوخ للأمر الواقع الذي ستفرضه المقاومة الجنوبية بسواعد رجالها في كل محافظات الجنوب.

إذن هي المعركة الأخيرة للإصلاح في الجنوب، ولن يكون امام قيادات عسكرية إصلاحية ومقربة من التنظيم غير البحث عن مناطق خارج اليمن للإقامة على غرار القيادات السياسية القابعة في فنادق الرياض واسطنبول.