تحليلات سياسية

الجمعة - 29 مايو 2020 - الساعة 12:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


لن تجد الجماهير التي انخرطت في الثورة وقدمت التضحيات، أصعب عليها مما تعتقده متاجرة من قبل قيادتها بالقضايا الوطنية المصيرية التي لاتقبل المساومة.

يبدو أن المنعطفات التي مرت بها القضية الجنوبية وإن كانت شديدة الخطورة، إلا أنها مثلت عملية صقل للقيادات الجنوبية التي تصدرت المشهد أثناء اندلاع الثورة الجنوبية في العام 2007.

هناك من يرى في باعوم الابن جزءا من تلك القاعدة التي ارتكست فيها قيادات الجنوبية أوكلت إليها الجماهير الجنوبية حفظ وأمانة قضيتهم المركزية، قبل أن تتضح الرؤية مؤخراً وتكشف حجم المتاجرة بالقضية الجنوبية ومعها آمال وطموحات شريحة عريضة من الشعب الجنوبي.

يرى البعض في ظهور فادي باعوم، إلى جانب أولاد صالح، وتحديدا إلى جانب عمار ويحيى، والأول رئيس جهاز الأمن القومي والمسؤول المباشر على حملة الاغتيالات والاعتقالات التي طالت قيادات وأنصار الحراك الجنوبي منذ العام 2007، تساؤلات تتمحور عن دور مفترض لفادي باعوم في الاتكاسات التي رافقت القضية الجنوبية، خصوصاً وباعوم فضل التحالف مع إيران والحوثيين في وقت أستشهد فيه عشرة ألف جنوبي وهم يدافعون عن عدن في العام 2015، وهو التحالف الذي كان يمضي ضمن تحالف علي عبدالله صالح مع إيران، وكان يتردد عمار صالح على بيروت برفقة فادي شهرياً، قبل أن يقتل علي عبدالله صالح .

يتهم مناوئون لباعوم مساره الحراكي الذي مثل بنظرهم مربعا للانتهازية، خصوصا بعد أن انهالت عليه التبرعات من التجار الجنوبيين، ووجد نجله فادي، مرتعا خصبا للارتزاق بإسم القضية الجنوبية، واستفادوا لصالحهم شخصيا وكدسوا مبالغ هائلة.

وزعموا بان ما اسموه ب " الانتهازية الباعومية " سقط قناعها في الداخل خصوصا بعد أن خرج الرئيس علي سالم البيض من مسقط، وبدأ في فتح علاقات مباشرة مع قيادات الحراك والتجار الجنوبيين، على حد سواء، وأوضح البيض حقيقة حسن باعوم، وكشف عن حجم المبالغ المالية التي كان يتلقاها باعوم من البيض بعد 94, بل أن البيض ذهب إلى أكثر من ذلك، وشكك في مصداقية حسن باعوم، مع الجنوب، وفتح البيض وثائق ومعلومات صادمة تثبت حجم الانتهازية التي يمارسها باعوم.

قسم من معارضي حسن باعوم اتهموه بانه حاول ابتزاز السعودية بما اسماه في العام2011 الحراك الإيراني، ونجح في فتح علاقة مع الرياض، تمخض عنها تقديم السعودية دعما سخيا لمجلس الحراك الذي يتزعمه باعوم، غير أن الأخير استحوذ على المال ضاربا عرض الحائط بتوجس قيادات المجلس، ومضى باعوم وأولاده في تنفيذ مخطط كان حينها يستهدف ضرب الوحدة الوطنية الجنوبية، وهو أول مشروع جرّ الحراك إلى مربع الصراعات الإقليمية، ومن أجل حظ النفس فقط، ذبح باعوم التوافق الجنوبي الجنوبي، ودعا إلى فعاليات مناهضة لكل فعالية تجمع عليها مكونات الحراك من حيث المكان والزمان، كفعالية المنصورة التي قسمت الساحة الجنوبية إلى فريقين بدعم خارجي وتولّى باعوم مسؤولية شق الصف الجنوبي.


وأضافوا بان المملكة العربية السعودية تنبهت لانتهازية حسن باعوم، فأوقفت الدعم المالي، ولم يكن مع باعوم إلا مواصلة مسيرة الأرتزاق الدولي، فشدّ الرحال إلى الرئيس علي ناصر محمد، من أجل التوسط عند الرئيس البيض وعودة الأوضاع إلى ما قبل الذهاب إلى السعودية، لكن البيض رفض العرض، ولم يكن أمام باعوم إلا الذهاب إلى طهران التي كانت فاتحة أبوابها لليمنيين، شريطة العمل وفق أجندات الحوثيين .

واتهموه بانه تنازل عن كل شعاراته التي سوّق نفسه بها للسعودية، ورفع شعارات تتوافق مع أهداف المشروع الإيراني، الأمر الذي جعل من إيران تستخدم باعوم، كجسر عبور للحوثيين إلى الجنوب، ووجدت طهران ضالتها في حسن باعوم، وأولاده، وفق قاعدة منا المال ومنكم كل ما نطلب، تلك المبادىء التي رفضها البيض وتعامل مع إيران وفق شراكة لا تبعية.

لكن إيران لم تبدد الوقت، أخذت كل ما تريد ولم تعط باعوم غير الفتات، واعتبرت طهران أن قدرات باعوم الذاتية ضعيفة، وأن حجمه على الأرض صغير جدا، فلم تواصل الرهان على جواد خاسر، وقلصت حجم المساعدات المالية على باعوم، قبل أن توقف عليه كل المخصصات، بعد فضائح فادي باعوم، في بيروت ومسقط وتورطه في قضايا أخلاقية وسياسية صادمة.


مشككون راوا في مغازلة باعوم الابن للإدارة الذاتية فصلا انتهازيا مستأنف يبتز سلطنة عمان، ويفتح خطا ساخنا مع الرياض، التي رحبت به كأحد المكونات التي أرادت السعودية أن يكونوا ضمن تشكيلة الجنوب بعد اتفاق الرياض .


لكن مراقبون اكدوا بان مساعي باعوم في إبرام صفقة اخيرة قد فشلت وانه خسر حلفاءه السابقين ولم يتبق أمامه إلى الرجوع لتكرار شعارات الشارع الجنوبي التي هتف بها الشعب في العام2007، وبسببها تحوّل باعوم إلى إسم على الصعيد الوطني في محاولة لصناعة شخصيته التي تمزقت بسبب الأرتزاق والأرتهان والتقلبات .