تحليلات سياسية

الأربعاء - 03 يونيو 2020 - الساعة 09:36 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


لم يكن اغتيال الصحفي نبيل القعيطي، حدثاً عابراً، خصوصاً والعملية جاءت بالتزامن مع تحشيد عسكري وسياسي وإعلامي لاقتحام عدن من قبل حزب الإصلاح المسيطر على الحكومة الشرعية.

شكّل نبيل القعيطي وزملائه في العمل الإعلامي الحربي هاجساً مرعباً إلى جانب القوات العسكرية والأمنية الجنوبية في مواجهة جحافل الشرعية في الجنوب والحوثيين في الشمال، الأمر الذي جعل من نبيل هدفاً مشروعاً لعصايات الإجرام التي مافتئت أن تستهدف الكوادر والقيادات الجنوبية منذ ثلاثة عقود.

وبرأي محللين فإن شرعية الإرهاب رمت بالمنديل بعد استهدافها نبيل القعيطي، ورفعت الراية البيضاء لكنها شرعت في مسلسل الرعب التي تنتهجه منذ وصولها إلى السلطة، وهي تهدف باغتيال الصحفي المصور الجنوبي نبيل القعيطي، إلى طمس الحقيقة التي وظفت من أجل أخفائها الألاف من الذباب الإكتروني العاملين في اليمن وخارجه والممولين من قطر وتركيا.

تشير سهام الاتهام إلى تورط الشرعية في الاغتيال، وهو ما أكده نائب رئيس الدائرة الخارجية للمجلس الانتقالي، أحمد عمر بن فريد، الذي حمّل بشكل مباشر خلايا مدعومة من أحمد الميسري ومن علي محسن الأحمر وقوفها خلف استهداف نبيل القعيطي.

ويتساءل مراقبون ما الهدف من استهداف القعيطي في هذا الظرف الذي تمر به عدن؟

يبدو أن الشرعية تريد افراغ الجنوب من الأصوات الفاعلة في عدن بعد أن خسرت معركة أبين، والذي يعد نبيل القعيطي أحد أسباب هزيمة الشرعية في المعارك الدائرة في أبين منذ متصف رمضان، حيث وقف ورفاقه الإعلاميين بالمرصاد للحرب الإعلامية الشرسة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وكشف زيف الانتصارات الوهمية التي تريد الشرعية من خلالها رفع معنويات المقاتلين التابعين لها.

ويرى متابعون بأن تهور الشرعية في جريمة اغتيال نبيل القعيطي دليل إفلاس وفشل المخطط الذي أنفق عليه مليارات الريالات من قوت الشعب الجنوبي، وهو المخطط الهادف إلى اقتحام عدن بقوة السلاح عبر الألوية التي استقدموها من حضرموت ومأرب وتتبع حزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان المخطط الحقيقي اغتيال الجنوب قبل أن يتحوّل إلى اغتيال لمصور صحفي آمن وسط العاصمة عدن.

وسجّل أبناء الجنوب مشهداً فريداً تضامناً واسعاً ومطلقاً مع القعيطي، وأدانوا العملية وحملوها الحكومة الشرعية، معتبرين العملية الغادرة درس لكل الجنوبين للتضامن والتماسك خلف القيادة السياسية للحفاظ على المشروع الجنوبي، لافتين في تضامنهم إلى أن الجنوب بلد معطاء وسيرفد البلد بالألاف من الفدائيين الإعلاميين لمواجهة التحديات العسكرية والسياسية الإعلامية التي تهدف إلى طمس الجنوب هويةً وشعباً.