تحقيقات وحوارات

السبت - 25 يوليه 2020 - الساعة 09:14 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن (تحديث نت) خاص:

◼️استغلال ملف خدمات الاتصالات:

يتطلع أبناء الجنوب لتحسين خدمات الاتصالات والإنترنت تشغيلها عبر شركة اتصالات ذات كفاءة عالية ، ومنذ بداية الإعلان عن مشاريع اتصالات مستقلة في عدن قبل أكثر من عامين حظيت بتفاعل وتأييد جنوبي كبير ، غير أن شكوك كثيره يثيرها إعلان حكومة الشرعية مؤخراً عن إنشاء شركتي اتصالات جديدة في عدن ، بسبب الغموض الكبير الذي يأتي على وقع الفشل الذريع والغير مبرر لشركة عدن نت بعد أن تم إنفاق المليارات لإنشائها ، وسرعان ما تبخرت إغراءات تقنيات الإنترنت من الجيل الرابع التي لم يجد المواطن في الجنوب لها أي أثر ، بينما يتفاقم فشل الحكومة في إدارتها للخدمات الأخرى كالكهرباء والماء وغيرها بسب تفشي الفساد ، في ظل النهب المكشوف للمال العام وسعي اصحاب النفوذ لاستغلال الخدمات الأساسية واستنزاف مخصصاتها المالية وإغراق المواطن في مزيد من المعاناة ، دون وضع حدٍ لمسألة الاستهتار بالحاجات والأولويات الأساسية للمواطن الجنوبي في ظل تدني ملحوظ في مستوى الخدمات الأساسية الأخرى كانقطاع الكهرباء وانعدام الماء والكثير من الاحتياجات الملحة.
 
يؤكد محللون ونشطاء جنوبيين أن عودة حكومة الشرعية لاستغلال ملف الاتصالات عبر الترويج لإنشاء شركتي اتصالات في عدن ، يتم توظيفه للتغطية على نهب المال العام وتكرار ما حدث عند إنشاء عدن نت حين تم تحويل خمسة مليارات من حساب محافظة العاصمة عدن التي يعاني سكانها من تردي الخدمات الأساسية ومقومات الحياة ، إضافة لتبديد أكثر من 100 مليون دولار في مشاريع الاتصالات التي لم تتحقق ، فيما يتم الإعلان هذه المرة عن إنشاء شركتي اتصالات بعد أن تبددت تلك الأموال وازدادت ملفات الفساد المالي حول شركة عدن نت ، وجاء هذا الإعلان كغطاء جديد لمسلسل العبث والفساد واستغلال الوضع العام القائم وإلحاق الضرر بالمواطن والمتاجرة بمعاناته ، ما يعده البعض مؤشر إضافي يؤكد استخدام الخدمات لإفراغ الموازنات المالية واختلاق أزمات متلاحقة تتسبب في النهاية بتردي الوضع المعيشي للمواطن الجنوبي.
 
 
 
◼️ما علاقة لوبي الإخوان المسلمين بعودة (سبأفون) من عدن؟

التساؤلات التي يطرحها المتابعون والمحللون حول توقيت إنشاء شركتي اتصالات في عدن هي تساؤلات محقه ، كون مثل هذا الإعلان يأتي في ظل عجز حكومة عن إدارة الشبكة الحالية وفشلها الواضح لإدارة عدن نت وفقدانها كل أدوات التحكم الذاتية ، ناهيك عن توفير البنية اللازمة لإنشاء مثل هذه الشركات أو منحها التراخيص وتمكينها من العمل والاستثمار في وقت أثبتت أنها لا تملك أدوات التحكم بشبكة الاتصالات الرئيسية.
حقائق ومعطيات وظروف إنشاء شركتي اتصالات في عدن تأتي من أجل التغطية على قضايا مالية كبيرة تجري على حساب المواطن وخدماته الأخرى ، كما أنها في ذات الوقت إحدى الممارسات التي تأتي بغرض المزايدة والاستخدام السياسي ليس بين الشرعية والحوثيين كما يتصور للبعض ، بل بين الشرعية وممثليها من الإخوان وبين بقية أطراف الجنوب في ظل مجريات التفاوض على إنشاء حكومة جديدة إضافة إلى محاولات الأطراف في استخدام النفوذ واثبات الوجود على الساحة بمختلف أبعادها.
وفي ظل عودة شركة سبأفون كواحدة من الشركات الجديدة التي تم الإعلان عنها ، تجعل من تدخلات الإخوان المسلمين واردة بل ومن المسلمات ، نظراً لكونهم يشكلون نفوذاً واسعاً في قرارات الشرعية ، إضافة إلى أن ملكية الشركة تعود للقيادي الإخواني حميد الأحمر ويساهم في رأسمالها العديد من قيادات الإخوان المسلمين ، وهو ما يثير الاستغراب والريبة أمام الكثير من المخاوف في استغلال هذه الشركة وتسخيرها لاستهداف ومواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي بعد ضمان عودتها من مدينة عدن ، وإلا لماذا لم يتم إنشاءها في مأرب التي يتم فيها الاستحواذ الكامل على عائدات الغاز والنفط دون أن يعود لخزانة البنك المركزي في عدن فلساً واحداً ، وإلى أي حد ممكن أن يؤثر ذلك على نفوذ المجلس الانتقالي في الجنوب.
 
 
◼️أكذوبة سحب الاتصالات من سيطرة الحوثيين:

سحب بساط الاتصالات من تحت سيطرة الحوثيين بمجرد الإعلان عن إنشاء شركتي اتصالات في عدن ، تبدوا أكذوبة كبيرة ولا تحتاج للكثير من الجهد لمعرفتها والتحقق منها ، وأنها لن تكون أكثر من كونها واحد من الشعارات التي عمدت الشرعية على ترديدها امام التحالف وأمام الشعب دون أن تفعل شيئاً على الأرض ، ولتكون الصورة أوضح فإن سحب بساط الاتصالات من تحت سيطرة الحوثيين لا يتم بإنشاء شركة اتصالات جديدة قبل أن تنجح شركة عدن نت المملوكة للدولة والتي تم تمويلها لتكون البوابة الدولية للانترنت ، غير أن فساد الحكومد وأهدافها الغامضة تسببت بفشلها الكبير رغم ما تم توفيره من عوامل للنجاح ، ومن ناحية ثانية فإن هذه الشركة المزعوم إنشائها تأتي لتشغيل خدمة وبحاجه لبنية تحتية وشبكة اتصالات ترتبط بقنوات التحكم الرئيسية لتمكين تلك الشركات من التشغيل والعمل وتقديم الخدمة ، ولا يمكن لهذه الشركات أن تقوم بسحب البساط من تحت سيطرة الحوثيين ظل عجز الشرعية وفشلها عن التحكم بأدوات السيطرة الحقيقية ، ما يعني أننا أمام استغلال آخر تستخدمه الشرعية للمزايدة على التحالف وعلى الشعب ، على حساب استمرار معاناة الشعب الجنوبي وتدني مستوى خدماته الأساسية.