ادبــاء وكُتــاب


30 أكتوبر, 2018 05:55:26 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


في كاتلونيا عقود من النصال السياسي من اجل استقلال الإقليم عن اسبانيا صراع مرير مع الحكومة الإسبانية فيه السياسي مختلط بالشعبي ويستقبل فيه الملك والوزراء ورئيس الحكومة بالأحضان لاجل السياسة في اقليم يسمح للأحزاب الوحدوية للعمل حتى تظهر احجام مؤيدي الاستقلال والوحدة وصلت حكومة الإقليم قبل عام الى عمل استفتاء للانفصال وهي تعلم ان لا اسبانيا ولا الاتحاد الأوربي ولا العالم سيؤيد ذلك لكنها ارادت فقط إظهار نتائج راي الشعب حتى لو لم يتحقق الانفصال وقامت الحكومة الإسبانية بسجن المسؤولين وقدم رئيس اقليم كاتلونيا اللجوء الى ألمانيا ولكنه احتفظ بحب شعبه وايمان شعبه به ام يقل احد انه استعجل ودمر القضية ولَم يخونه احد وقبل يومين في ذكرى الاستقلال تجمع مئة وثمانين الف من انصار الاستقلال وانصار رئيس الإقليم .
انه الإيمان بالقضية والقيادة وتركهم يعملون مع الثقة دون تسكير مجاذيف وعمل مصاعب لهم .
في كردستان عقود من الصراع العسكري والسياسي مع حكومات العراق المتعاقبة فيها الإقليم سمح لاحزاب مؤيدة حتى لحكومة بغداد وفيها تُمارس السياسة ويستقبل وزراء بغداد بالأحضان وأقدمت القيادة الكردية على استفتاء للانفصال واستعرضت نسبة التأييد عبر في اقتراع حضره مراقبين من كل العالم عوقبت وثبت ولكنها اثبتت العالم صوت الكرد ولا تزال تشارك في الحياة السياسية العراقية متمسكة بالقضية دون تخون او عدم إيمان بالقضية .
وقيس على ذلك كل حركات التحرر من آيتا الى نمور التاميل وانظر كيف غير استراتيجيتها من عمل عمري لعمل سياسي وماذا حققت بر إيمان الشعب بقيادة مؤمنة بالقضية.
في الجنوب سخر الله للجنوب قيادة على رأسها يقف رجل لو اعطوه الدنيا بحالها ما تخلى عن قضية شعبه ومعه نخبة صلبة يجب عليها ممارسة السياسة والانتقال من فكر لا يعنينا والمهرجانات الى مرحلة السياسة مع الفاعلين الاقليمين والدوليين والمحليين والدخول معهم في شد وجذب وإرخاء كسياسية مجدية نقلت حراك معزول الى كيان يعترف به كل العالم .
كم تتمنى قوى الشمال وخصوم الجنوب ان يخسر الجنوب علاقته بالتحالف العربي لاسيما المملكة والإمارات وتستفرد هي بها وتستخدمها لصنع مستقبل للشمال والجنوب لانها تعرف ان التحالف العربي هو من سيصنع مستقبل اليمن لكن قيادة الجنوب رغم الضغوط الشعبية طالما فوتت الفرصة على هذه القوى وطالما حققت نقاط سياسية لصالحها .
ان يضغط الجنوب لإقالة رئيس حكومة شرعية في وضع معركة مركزية مع الحوثيين لم تكتمل فيستجيب التحالف بعد صراع مرير وياتي برئيس وزراء غير مستفز ولا يريد التحدث في السياسة او إقامة مهرجانات وحدوية في عدن ثم يقوم الانتقالي برفض هذا الجديد بعد ان أرسا مبدأ انه من يقيل فهذه ليست من السياسة لاسيما ان أتت قبل ان يعمل الرجل اخطاء او يرتكب حماقات بحق الجنوب.
يجب ان تكون في المناطق المحررة ومنها الجنوبية حكومة خدمات تقوم على خدمة الشعب الانتقالي ليس حكومة خدمات بل كيان سياسي ويجب ان تكون هذه الحكومة غير مستفزة وتعرف حدودها وهذا ما تحقق.

انها الصلابة والإيمان والسياسة هي من تصنع من القضايا العادلة قضايا ناجحة !