ادبــاء وكُتــاب


25 نوفمبر, 2018 11:47:53 م

كُتب بواسطة : ياسر علي - ارشيف الكاتب


#رسالة_إلى_الرئيس_عيدروس
الأخ الرئيس/ عيدروس الزبيدي حفظكم الله
تحية طيبة .... وبعد
• عرفناك قائداً صلباً مخلصا لأرضه ووطنه، لم يساوم ابداً، ولهذا فوضناك وعهدنا اليك التحدث نيابة عن شعب الجنوب ولن نزايد ابداً على اخلاصك وتفانيك وايمانك وحرصك على الجنوب واهله.

• ولأن من واجبنا التناصح فيما بيننا وكما هو وعد الرجال للرجال فكان من واجب الرجال ان يناصحوك:
1- كن كما كنت: شاهد الامور بعينك لا بعيون من حولك، فآفة الحكام بطانتهم ومن حولهم، اولئك الذين يعيشون في منطقة الامان، ويصنعون سوراً حول رئيسهم حتى لا يرى قبح افعالهم، ويبدأون بتزيين الأوضاع حتى لا يظهر له تقصيرهم وفشلهم.

2- كن كما كنت: ذلك الرجل الواضح الصادق القريب من اهله وناسه، صارح الشعب بما يحدث بكل الضغوط التي عليك فقوتك كانت الشعب ذاك الذي رافقك في الجبال والجبهات، دعك من اصحاب الكرفتات والياقات والملابس النظيفة، وانظر إلى رفقاءك البسطاء من كنت واحدا منهم، ولا زلت محسوبا عليهم، من رفعوك على اكتافهم المليئة بالغبار، من اختلط عرقهم بعرقك في ساحات الوغى، من حملتهم بيدك وهم ينزفون، ودفنت أعز اصدقائك وهم يعلقون الآمال عليك.

3- أخرج من ذلك التابوه الذي وضعوك فيه، كأنتيكة جميلة، لا يقترب منها احد، جامدٌ كتمثال يستحضرونه وقت المؤتمرات، فما عرفناك الا أسد هصور يجول ويصول ولا يسكن إلا بعد حصوله على فريسة، وبعد ان يقهر خصم وعدوه.

4- قرب المخلصين منك، الشباب منهم خاصة، فهم كانوا زندك وعضدك، واختر من لم تغيرهم حياة الرخاء الحديثة والطارئة، وفتش عن الذهب الذي لا يتغير بغبار المغريات و ببريق المناصب، اختر نحلاً يعمل ويتحرك لينقل للناس وللشعب العسل، ودعك من الذباب حولك فما زادوا الجنوب الا قذرا ووسخاً.

5- عليك أن تؤمن بنفسك مرة وبشعبك مرات، فبه انتصرت، وبشعبك استطعت ان تتجاوز الصعاب، وهم الآن من يقف بصفك ضاربين كل مخططاتهم عرض الحائط، ولا زالوا يؤملون فيك الخير الكثير، وزن الأمور بعقلانية وتأكد ان وراءك وامامك شعب يخوض الاهوال لأخذ حقه.

6- لا تستمع للسياسيين كثيراً واسمع هتافات الشعب، واسمع أنين الجرحى، وهموم المحملين بالتعب والشقاء، فاولئك من نفد منهم الوقت ويموتون مع اطالة امد السياسيين المرفهين المنعمين بما لذ وطاب، وتأكد أن دوران عجلة الوقت يسحق في طريقه ملايين من شعب الجنوب.

7- تنبه لما يحاك حولك من مؤامرات ومخططات، وحتى وان رأيت انها ليست ذات تاثير، فهي وسط هذا الواقع المزري قد تسللت إلى حياة ااناس وصارت حاضرة بينهم، وأخذت تلعب في عقولهم وسط واقع وصل حد الموت، فعند الجوع تضيع القضايا الكبيرة، وحين سماع صراخ الاطفال تبقى اللقمة هي الوطن الذي يبحث عنه رب الاسرة لأطفاله، فلا تستخف بتحركات الاعداء فهي تنخر نسيج الجنوب وتضعف اواصره وتفتته من الداخل، ومهما بلغ عدد التشكيلات العسكرية فهي لن تغني عن تأييد شعب انت اكثر من يعرفه.

• في الآخير ندرك أن الحمل كبير والمهمة شاقة وعسيرة، لكننا على ثقة بأن معنا جبل يناطح قمم جبال الجنوب، وهو يمتلك من الأمانة والقوة ما يؤهلانه لذلك، فتدارك ما يمكن، ونسأل الله أن يعينك ويسدد خطاك، ويوفقك لما فيه الخير والصلاح للجنوب.

أخوك المواطن/ #ياسر_علي
ع.ع