ادبــاء وكُتــاب


16 ديسمبر, 2018 10:38:40 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب


عادة ما تلجأ الحكومات الى الحكم الفدرالي والكنفدرالي في حالة ضهور كيانات أو قليات تطالب بالانفصال أو بحكم ذاتي،كحل يلبي رغبة من يسعون لنيل الاستقلال أو الحكم الذاتي لاسباب تتعلق بحقوق تاريخية او اقتصادية يطالبون بها،ولا يمكنهم الحصول عليها بعد كفاح طويل وتضحيات كبيرة.

وبعد ان تستفذ الحكومة المركزيةكل المساعي باقناعهم بالبقاء في ايطار الدولة ،بما في ذلك القوة لكن ما حصل في بلادنا لم يكن كذلك،فمن يطالب بالا نفصال او استعادة الدولة كما يسمونها هم أبناء الجنوب،ولديهم قضية عادلة بشهادة العالم كله .
كان الأجدر بمؤتمر الحوار ان يضع حل للقضية الجنوبية بما يرتضية شعب الجنوب،لكن المتحاورين ومن خلفهم المخرج ذهبوا الى أبعد من ذلك فعمدوا على تقطيع الوطن على ما يشتهي الوزان،اقليم سبا وتهامه‘حضرموت،عدن،تعز،ازال،مع ان ذلك لم يكن مطلب شعبي.

صحيح لقد كان هناك رفض للإقلمه من بعض الأطراف لكن اطروحاتهم قوبلت بالرفض التام مع أنها كانت محقه100%،و،حتى لو أقررنا بالتقسيم كحل كما يقول البعض،الا انه كذلك غير مدروس وعادل.
فقد وضع السكان في اقليم صغير المساحة،والاقليم الاخر كبير المساحة قليل السكان،وعلى سبيل المثال إقليم حضرموت يمثل63%من مساحة اليمن،مع خالص احترامنا لحضرموت واهلها،وبقية الأقاليم تمثل النسبة المتبقية37%مع خصوصية للعاصمتين صنعاء وعدن.

يعني وضعوا اللحمة لحالها والعضم لحاله ،ما يعني أن هناك شيء يسعى البعض الى تحقيقه نكاية بالجنوب وقضيته،وقد يكن باليمن بااكمله.
إذا ماعدنا قليلا الى الخلف وبالتحديد الى عام1990،فقد دخل الجنوب في وحدة اندماجية غير مدروسة مع الشمال دون مراعاة عوامل السكان والمساحة والثروة.
وبعد تحقيق الوحدة بدء الجنوبيون بالتندم على هرولتهم الى الوحدة دون مراعات عوامل المساحة والثروة والسكان. تلك المشكلة التي لا زالت تتصدر المشهد با اعتبارها اشد القضايا تعقيدا.

وها هي تتكرر تلك التجربة بتقسيم غير عادل للبلاد،ما سيتسبب بمشاكل أخرى تنذر بحروب بين الاقاليم، ستنتهي لا محالة بتقسيم اليمن ليس الى جنوب وشمال فقط وإنما الى دويلات متناحرة نكون قد زرعنا بذرتها الاولى باايدينا،انها معالجات لم تحسن تشخيص المرض،وغدا سنجد انفسنا مضطرون لايجاد علاج يعالج اثار العلاج الخطا.
بعد ان يكون الوطن قد انهك ولا يتجاوب مع اي علاج
وكما يقول المثل من ذراء حيلة صرب فقر، وان غدا لناظره لقريب!!!