ادبــاء وكُتــاب


10 يناير, 2019 06:18:25 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


في الحروب وقادتها المدعومين نجد نماذج مثل ديجول فرنسا وجياب فيتنام ونماذج اخرى كثيرة لكن ناخذ فقط هؤلاء كما سنأخذ رئيس وزراء بريطانيا الأشهر في التاريخ ونستون تشرشل كدليل على أهمية الضبط حتى في الأمور فير العمرية في زمن الحرب .
ففي فرنسا بينما كانت الحكومة الفرنسية تستسلم لألمانيا، هرب ديجول إلى بريطانيا. و بِمُجرَّد دخولَهُ بريطانيا، قام بتشكيل حكومة فرنسية خاصة به و أسماها (حكومة فرنسا الحرة). و قام بتقديم خطاب على راديو هيئة الاذاعة البريطانية يحُثُّ الشعب الفرنسي على مقاومة حُكم الألمان. و في الوقت نفسه قامت الحكومة الفرنسية التي كانت قد إستسلمت لألمانيا بوصفِهِ بأنَّهُ خائن و حكمت عليه بالإعدام بِتُهمَة الخيانة.
إستمر ديجول بتنظيم حكومة فرنسا الحرة بالإضافة إلى المقاومة الفرنسية. و قام بـ جمع القوات الفرنسية التي كانت قد هربت من فرنسا، من أجل المُساعدة في تحرير فرنسا عندما يحين الوقت. و أخيراً، في (يوم النصر)، قامت قوات الحلفاء بـ غزو فرنسا. و لعبت قوات ديجول و المقاومة الفرنسية دوراُ في عملية التحرير. و عمل ديجول مع (الجنرال أيزنهاور) و قوات الحلفاء و إتفقا على أن جَيشَهُ الفرنسي هو من سُيحرِّر باريس ورفض ديجول العمل من الخارج وكان مع جنوده في الخنادق تحت قصف الطائرات الألمانية وقال لن يقاتل احد اذا شعروا اني مرتاح وأصدر الشعارات وهم فقط من يوجهون النار .
بعد إخراج ألمانيا من فرنسا، أصبح ديجول زعيم مُؤقَّت لـ فرنسا من عام 1944 حتى عام 1946. و أشرف على نهاية الحرب العالمية الثانية، و ساعد فرنسا على تشكيل حكومة جديدة. و إستقال من منصبه و ترك السياسة في عام 1946.

وفِي فتنام نجد نموذج الجنرال فو نجوين جياب هو عسكري وسياسي فيتنامي وضابط سابق في الجيش الشعبي الفيتنامي، يُعد من أهم شخصيات حرب فيتنام، وهو أيضاً صاحب خطة معركة ديان بيان فو التي هزمت فيها فرنسا في 7 يونيو سنة 1954. وكذلك تمكن من هزيمة القوات الأمريكية بعد ذلك وقد تولى بعد ذلك منصب وزير الدفاع في بلاده.
حقق جياب قمة مجده كقائد في معركة ديان بيان فو في عام 1954 التي كانت بمثابة نهاية حرب الهند الصينية الأولى والاستعمار الفرنسي لفيتنام. وأدى الانتصار على الفرنسيين إلى تقسيم البلاد وبداية عهد جديد من الحروب، وهذه المرة بين الشمال الشيوعي والجنوب المدعوم من قبل الولايات المتحدة. وساهم جياب في تحقيق النصر على الولايات المتحدة الأميركية في عام 1975.
كان في الخنادق مع الجنود وعندما كان يسافر للتفاوض كان يرفض المكوث في الفنادق ويذهب لينام مع طلبة فيتناميين في تلك الدول حرصا على عدم الراحة او سعود مقاتليه انهم في جبهات وهو في فرفش وفير في فندق خمسة نجوم.
ومن بريطانيا قدم تشرشل صمود مع شعبه وقواته وكان طيلة الحرب العالمية الثانية في خندق تحت الارض مع مجموعة وزراء والقنابل الألمانية تمطر لندن ومن بريطانيا الاخرى .
ويذكر التاريخ ان في ملحا تشرشل كانت هناك قطة تم توفير اكل خاص لها طيلة فترة وجودهم في الملجأ وعندما قدمت ميزانية العام القادم كان كل شيء مبوب كالعادة والدقة الإنجليزية والأكثر إدهاش ان هناك بند صرف خاص مسجل باسم (القطة التي بملجأ الحكومة ).
في الظروف الاستثنائية للأمم من حروب وتقرير مصير كان لابد من شخصيات استثنائية بكل معنى الكلمة دون ذلك كانت الأمور منتهية .
كلا منهم عاش الخنادق والملاجئ تحت الارض وكان غاية في المسؤولية بمعنى مسؤول عن كل شيء واي شيء حتى ان تعرض لخيانة سيكون عليه لوم لانه سمح بان يستطيع احد خيانته وهذا لايعني الا انه فاشل استطاع احد خداعه خيانته.

لو كان ديجول في موقف هادي الان لكان معه حكومة في معاشيق يسألها عن كل شيء وهو يظهر شهر في خندق في الحديدة يرفع معنويات الكل ويقاتل معهم ويفاوض الكل بزيه العسكري من هناك ثم يظهر شهرا آخرا في خندق في البيضاء وآخر بمأرب ويعود الى عدن ليتلاقي المفاوضين بزيه العسكري .
لو كان جياب في موقف هادي لكان من جبهة الى اخرى ببندقيته وان سافر لرفض ان يظهر كحيوان الكسلان ييتدلى زوائده الشحمية من الكراسي وهو ينظر ببلادة لمحاوره وكان الامر لا يعنيه.
لو كان تشرشل بموقف هادي لما كان هناك فساد حكومي ووضع جعل البعض يترحم على زمن سابق وجعل الكل من الوزراء يسعون للمكاسب الشخصية والحكومة تترهل والشعب يفقد إيمانه بالمعركة بفعل فقدان إيمانه بالقيادة فتفشل الحكومات ويقتنع الكل داخل وخارج ان لا نصر ولا عمل مجدي من عجل النصر .
لو كان هناك قائد غير هادي لسعى الى ان يجعل بينه وبين المملكة مسافة يختلف فيها ويتفق معهم ويرفض ما يراه غير صحيح يجعل الشعب والعالم يعرف انه من يقود معركة بلاده وليس اداة صورية اظهر المعركة وكانها بين السعودية وإيران وهو الذي يمثل اليمن مجرد اداة سعودية طيعة وامعة جعلت من بلده العريق بلد إمعة .
سيقول البعض ان هادي مهدد وممنوع اذا هو فاشل وجبان لو رجل وقائد حقيقي لما استطاع احد منعه او وضعه تحت تهديد.

الفشل العسكري والاقتصادي والاجتماعي دائما يأتي من الاعلى ودائما الظروف الاستثنائية لايصنع الانتصار فبها الا رجال استثنائيين.