ادبــاء وكُتــاب


20 مارس, 2019 04:00:07 م

كُتب بواسطة : عبدالرحمن الزبيب - ارشيف الكاتب



لا استقلال للاوطان الابمكافحة الفساد واستئصاله من جذورة كون الفساد يفقد الأوطان امكانياتها وقدراتها ويحولها الى متسول منكسر يبحث عن المساعدة من الاخرين ولو تنازل عن كرامته واستقلاله وحريته .

لايمكن ان يتحقق الاستقلال للاوطان والفساد ينخرها ويمتص امكانياتها وقدراتها مهما كانت الإمكانيات والقدرات بسيطة بمكافحة الفساد واقتلاع جذورها ستتحول تلك الامكاينات الى حصن حصين ومساند لاستقلال الوطن وتعزيز قدرة الصمود في وجه الاستبداد والسيطرة والتحكم .

أهم المعارك في أي وطن هي المعركة الموجهه نحو الفساد اذا كانت هناك إرادة حقيقية للتنمية وتحقيق الاستقلال الحقيقي .

نستغرب من ترحيل المعركة ضد الفساد بمبررات واهيه وغير صحيحه لأن من يبرر ترحيل وتأخير المعركة ضد الفساد هو من يعيق الاستقلال الحقيقي للوطن واستمرار التبعية والسيطرة والتحكم في القرار الوطني .

وكما يقال في المثل الشعبي مخرب غلب الف عمار فكذلك الفساد هو اكبر مطرقة تدمر مؤسسات الدولة واساسات الأوطان وتجعلها خاوية على عروشها لاتستطيع الوقوف في وجه من يحاول السيطرة والتحكم في مصير الأوطان والشعوب التواقه للحرية والاستقلال .

أي جهود بناء مهما كانت عظيمة اذا لم يسبقها او على الأقل يواكبها مكافحة حقيقية وجادة للفساد فان جهود البناء سيكون مصيرها الفشل والاخفاق لان معاول الفساد ستدمرها وتدمر أحلام وآمال الوطن في الحرية والاستقلال .

لانستيطع الانتقاص من جهود مكافحة الفساد ولكن نتمنى ان يتم تسريع وتيرة جهود مكافحة الفساد واغلاق أبواب الاستثناءات للفساد التي تفتح بوابات كبيرة لدخول الفساد يجب ان تكون جهود مكافحة الفساد بلاتمييز ولا استثناء وبشفافية كاملة وشاملة أي استثناء او إخفاء او كتمان لموارد وامكانيات الدولة سيفتح باب من أبواب الفساد ليدلف منه ويدمر ويعبث بامكانيات الوطن .

اول خطوات بناء الأوطان هو بمكافحة الفساد وتجفيف منابعة وأول خطوات مكافحة الفساد هو بالشفافية الكاملة لامكانيات وقدرات الوطن ليعرف الشعب كم هي ثرواته وأين تذهب واذا كان هناك فاسدين ينهبونها سيقف الشعب في مواجهتهم وسيكون امام أجهزة الدولة اما اختيار الفساد واحتضانه وسيكون في مواجهة مباشرة امام الشعب او ستتجاوب أجهزة ومؤسسات الدولة لتطلعات الشعب في الحرية والاستقلال بمكافحة الفساد وسيصطف الجميع في مواجهة الفساد والفاسدين كائن من كان لانه عدو الجميع الشعب والوطن لانه يدمر الحاضر والمستقبل كما دمر الماضي .

الوطن والدولة امام خيارين لاثاللث لهما اما بناء الأوطان وتحقيق الحرية والاستقلال بمكافحة شاملة للفساد او الخيار الثاني وهو التسامح مع الفساد ليتفشى في جسد الوطن ويضرب الحرية ويدمر أحلام الاستقلال نعم الفساد يتفشى في الأوطان مثل السم في دم جسد الانسان يسقطه بلارحمة وينهشة بلاشفقه فيصاب بالشلل او يضع اخر مسمار في نعش وطن كان يحلم بالاستقلال واسقط تلك الاحلام فساد يتفشى ليدمرتلك الاحلام وينهشها .

الحرب ضد الفساد اذا كانت هناك إرادة للقضاء عليه تكون بوسائل مستعجلة وسريعة دون تباطوء ولاتأخير بسرعة خاطفة تختطف الفاسد لتقذف به خلف القضبان وتعيد أموال الشعب المنهوبه الى خزينه الدولة واغلاق ثقوبه .

من غير المعقول ان يستمر التعامل مع وباء الفساد وكأنها مخالفات او في اقصى الحالات جرائم بسيطة يجب ان يتم التعامل مع جرائم الفساد كوباء وجرائم جسيمة تمس الامن الوطني واموال الشعب خط احمر يمنع تجاوزه او نهبه واستغلاله .

من مازال لديه أمل بأن يتوقف الفساد عن ابتلاع أموال الشعب دون مكافحة و بلا حرب تطحنه فهو واهم ويحرث وسط مياة البحر المجنونه .

لن يتوقف الفساد الا بمعركة طاحنه تطحنه بلارحمة ولاشفقة ولاتمييز ولا استثناء وهي معركة حاسمة تؤسس لاستقلال حقيقي وانهاء لعصور الاستبداد المجنونه .

وفي الأخير :

هل مازلنا كشعوب لدينا حلم الاستقلال والحرية وهل نسعى لتحقيق تلك الاحلام الوردية التي تبني وطناً سقطت دماء أبناء الشعب لتدافع عنه بصمود واستبسال اذا كان ذلك الحلم مازال يعشعش فينا فلنبدأ بتحقيقه في الواقع بمعركة حاسمة نحو الفساد المتفشي الذي يعطل مؤسسات الدولة ويبدد امكانياتها ويضيع ثروات الشعب لينهبها الفساد لتحقيق مصالح شخصية ولو على حساب وطن ينهار تحت ضربات معول فساد يدمر كل جميل في وطني ويحيلها الى أحلام وردية من الصعب ان تتحقق في واقعنا بسهولة .

انا مازال لدي حلم بمكافحة الفساد واستئصالة من جذورة وتجفيف منابعة في وطني وسأسعى دوماً لتحقيقه والشعب كذلك يحلم وسيسعى مهما كان الفساد عنيف فهو ضعيف امام إرادة شعب حي يتوق للحرية والاستقلال .

لنضرب طبول الحرب ضد الفساد اذا كان مازال لدينا إرادة حقيقية لبناء الأوطان وانهاء التبعية والاستبداد بلاتمييز ولا استثناء لأن الفساد يعيق الاستقلال ويعزز التبعية والاستبداد .