ادبــاء وكُتــاب


19 أغسطس, 2017 04:51:35 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالواحد البجح - ارشيف الكاتب



كثر الجدل وزاد الهرج والمرج بعد ان طال غيابه ونسى الموظف شكله وأصبح الجميع يحلم به والعاقل يتحدث عنه ومن عسرت حالته يهذي بإسمه ويتمتم ببعض حروفه انه الراتب فلا نتحدث عن الزئبق او اليورانيوم او الالماز لكننا اليوم نتحدث في ظل حرب قارب ان يُنهي عامين ونص ومرتباتٍ مفقوده تعدى حدود سته اشهر وليس هنالك من سألٍ عن هذا الشعب المغلوب على أمره المعتدى عليه المسلوب حقه وقوت ابناءه .



نكتب اليوم بقلم المواطن والمقاوم والجندي الذي صمد امام قوات الاحتلال الحوفاشي ورفض الذل والهوان وأبى إلاّ ان يكون واحداً ممن يبذلون ارواحهم فدائاً للوطن ..

نتحدث بلسان حال من رفض الخروج من ارضه ولم يرتضي ان يفارق أبناء وطنه وظل يتجرع مايتجرعه أبناء شعبه وهو يتكل بعد الله خالقه على راتبه قوتاً لابنائه وستراً لحاله ومعيشته - كحقٍ اكتسبه بعد ان أفنى عمره يخدم وطنه في وظيفته وكجنديٍ يذود عن وطنه ويبذل حياته رخيصه في سبيل عزة ومجد ارضه ووطنه..


يخط قلمي بحبر دماء من استشهدوا وضحوا وبذلوا ارواحهم من غير مقابلٍ ولامكاسب وانما بذلوا مابذلوه وضحوا بما ضحوا في سبيل قضية آمنوا بها ومجد وطن ارتضوه لهم ولمن سيحيون من بعدهم ولمن سيعيشون أصحاء بعد ان فقد الجرحى بعض أعضائهم او شيئاً من أطرافهم من اجل حرية وكرامة شعبهم ووطنهم...


ويجب ان تعرف حكومة الشرعيه ان هذه الاموال المُستحِقه لن تكون أغلى من قطرات الدماء التي سالت من اجل ان ينعم الشعب بالحريه ولن تكون بضع وريقاتٍ ماليه اعظم من جرح مقاتلٍ غائرٍ على وطنه ولا أعز من حروق مقاتلٍ كان سببها انه ادرك ان الصمود في وطنه أعز واعظم واطهر واشمخ من ان يعيش لاجئاً في ارضٍ ليست بأرضه وبين اناسٍ ليسوا من ابناء جلدته..!


لكن ما يحز في النفس ان يظل المواطنين البسطاء صامدين اوفياء بلا أدنى حقوقٍ متمثلةٌ برواتبهم التي تقتات اسرهم منها وفي الجبهات من يبذلون ارواحهم رخيصه ودمائهم الطاهره تسيل ليرتوي ترابنا من كرامتهم التي ماسمحت لهم ان يظلوا في صمتٍ عاجزين وأدركوا ان المجد سيناله الشهداء وكل الذائدين عن حمى وطنهم والمدافعين عن مجدهم وعزتهم والمجاهدين في سبيل الله وفي سبيل حرية شعبهم ووطنهم ..


والموجع اكثر والأعظم استفزازاً لضمير كل حي ومايشعل النار في احشاء الشعب ويجعل البعض بلاتفكير ويدفع الكثير الى ان يحيدوا عن صمودهم العظيم وثباتهم الجسيم هو ان يروا بعض المسؤلين بحكومة الشرعيه بشراء العقارات قد انشغلوا وفي بناء الفلل قد أسهبوا وفي بحر المال والأعمال قد غاصوا وفي وحل الفساد غرقوا ..


هل علمتم الان لما رُفعت الأصوات التي تطالب بصرف المرتبات وهل علمتم لما الغلابا وهم الغالبيه في هذا الشعب متذمرون ومن تصرفاتكم يئنون انه الفساد ياساده افيقوا من سباتكم واعطوا الناس مرتباتهم قبل ان يخرج الوضع عن السيطره ويلفظكم الشعب الى مزبلة التاريخ....

اللهم اننا قد بلغنا