ادبــاء وكُتــاب


29 أكتوبر, 2019 11:06:17 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب



منذ اكثر من شهرين على بدء لقاءت (جدة ، الرياض) الذي دعت لها المملكة العربية السعودية بين طرفي الازمة في الجنوب (الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي) للحوار، ما يدل على ان الحوار كان شاقا وان وجهات النظر كانت متباعدة، الا ان الضغط السعودي على المتحاورين قد اسفر على ما يبدو الى ترحيل الازمة الى وقت لاحق، ما يعني ان المشكلة ستظل قائمة، وان الصراع قد ينفجر في اي لحظة.

ان النجاح الحقيقي لاي حوار هو اقتناع كل طرف بالحل واستعداده في العمل على تنفيذ بنوده نصا وروحا ،بقناعة مطلقة وهذا ما لا يتوفر لدى الطرفين.

ان مشكلة الشرعية والانتقالي ليست وليدة اليوم ولا تتعلق بمطالب حقوقية ،ولكنها مشكلة عميقة ومصيرية، بين طرف يريد تغيير الخارطة السياسية للبلاد من خلال استعادة دولة الجنوب السابقة، وطرف اخر يريد بقاء اليمن موحدا.

ان مثل هذه القضية لايمكن ان تحل بجرة قلم او بمجرد لقاء تفاوضي، ولكن ذلك يحتاج لارادة قوية وشجاعة من كلي الطرفين تضعان حدا لصراع طال امده، وهي ضرورة اللجوء الى الشعب في الجنوب بتنظيم استفتاء شعبي جنوبي حر ونزيه، يقرر من خلاله الجنوبيون مصيرهم بانفسهم ،اما استمرار الوحدة او استعادة دولتهم السابقة، غير ذلك ماهو الا مضيعة للوقت واهدار للمقدرات وسفك للمزيد من الدماء، ولا ضير ان يتم الاستفتاء بعد فترة زمنية يحددها الاتفاق المبرم.

الملاحظ ان اتفاق الطرفان في جدة و الرياض كان ناتج عن ضغط سعودي مورس على الطرفين ، في محاولة منها للملمة الاطراف المناوئة للانقلاب الحوثي، وصولا الى موقف موحد يعقبه حوار مع جماعة الحوثي، لتنتهي كل الحوارات الشكلية بتسوية سياسية يمنية تضع حدا مؤقتا للحرب، حتى تتمكن المملكة من الخروج من المستنقع اليمني الذي كلفها ما لم يكن في الحسبان من خسائر .