ادبــاء وكُتــاب


24 نوفمبر, 2019 11:07:26 م

كُتب بواسطة : د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب


بكل ما قاله ويقوله بحرقة هذا الرجل الرمز عن مدينة عدن ينبعث من الأعماق، فالأستاذ نجيب يابلي يعد من قلة قليلة ممن تبقى من أعلامها وأبنائها من ذلك الزمن الجميل (ربنا يحفظه ويطيل من عمره)، وعلى ذكر عدن ومعاناتها في الماضي والحاضر وتشابه الأحداث والمواقف يحضرنا ما أكده هذا الرجل في لقاء جمعنا في دار أحد قيادات مؤسسات عدن العلمية وبحضور كبير لمسؤولي من مكتب الرئاسة وغيرها، كان ذلك بعد تحرير عدن مباشرة في نهاية العام٢٠١٥ (تقريبا)... كل ما قاله وكرره على مر السنين ومنذ عام ١٩٦٧م عما حدث لعدن عند تحويلها لأرضية صراع وإقتتال بين عناصر الثورة ومرحلة التحرير بالذات بحيث أكد على أهمية الإبتعاد كثيرا (وعدم تكرار المأساة) عن المدينة عدن وأن لا تكون مسرحا للصراعات وتصفية الحسابات كما كانت عليه ذلك الحين، وأكد على أثر التزاحم على عدن ودمارها نتيجة النزاعات المسلحة وما ينتج عنها من خراب للمدينة، كما أكد اليابلي بل و أيقن بأنه إذا حدث ذلك وأستمر هذا الحال حينه(أي بعد تحرير عدن ٢٠١٥م) وكما حدث بالفعل بدقة وتفصيلا لكل ما قاله ونبه له هذا الرجل العظيم.
لهذا نؤكد ونكرر لمن تهمه عدن وتاريخها سواء ولد فيها أبا عن جد أو صنعت أو قدمت له هذه المدينة جميلا أو كانت له فيها ذكريات من ذلك الزمن الجميل أن يبادر بإسمه وعلمه ومن موقع عمله وسكنه، ومن المقهى ومن دواوين اللقاءات ومجالسها ومن كل مكان يتواجد فيها محبي عدن أن يبادروا ولو بكلمة أو شعار " قفوا يا هولاء فهذه مدينتنا ولن نسمح بوأدها وهي لازالت تقاوم كعادتها وقت المحن، فهي لازالت وستظل تنبض بالحياة وتسعى للأجمل".
صدق اليابلي وكفى عبثا يا هولاء، وعليه ومع توجه الوفاق الداخلي والإقليمي نحو التغيير للأفضل فلابد من سلطة محلية (من الكوادر والكفاءات) من أبناء هذه المدينة وبكامل الصلاحيات ومحمية بقوة الحماية المقررة لها على صعيد الدولة والحكومة والضامنين لاتفاق الرياض، وكذلك بمحبتنا جميعا لها ولأجل خدمتها بكافة السبل الكفيلة باستعادة بريق ومجد وجمال عدن، وبذلك سنعيد لها مذاقها المميز كما عرفة أبنائها ومن عاش فيها بنظامها وقوانينها و آدابها ملتزما لا عابثا كما يحدث اليوم.
حفظ الله عدن ومحبيها بكل خير و أزال عنها كل لئيم ناكر جميل متآمر مخرب فاسد.
د. لؤي عبدالباري قاسم.
كلية الحقوق-جامعة عدن-