ادبــاء وكُتــاب


08 ديسمبر, 2019 10:32:53 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب




تشهد المناطق الجنوبية هذه الايام قلق وتوتر واشتباكات مسلحة وتحشيد نتيجة اصرار الحكومة الشرعية في الدفع بقوات اضافية الى جانب لواء الحرس الرئاسي المتفق على عودته الى العاصمة عدن، لتامين مقر اقامة قيادة وحكومة الشرعية في قصر المعاشيق الرئاسي، مع ان الاتفاق واضح واللواء معروف بقيادته وضباطه وافراده بحسب الكشوفات السابقة.

ان الاصرار على دخول قوات اضافية الى جانب اللواء يدل على ان هناك نوايا مبيتة على عمل شيء في عدن الامر الذي يتناقض تماما مع روح الاتفاق الذي تم التوافق عليه بغرض توحيد الجبهة الداخلية للاستمرار في مواجهة العدو الرئيس المتمثل بمليشيات الحوثي الانقلابية، لحتى يتم تحرير كافة المناطق المحتلة.

ان الاصرار على الدفع بمقاتلين الى عدن يتزامن مع ارتفاع منسوب القتل والاغتيالات، ما يدل على ان هناك تنسيق وتناغم بين القوات القادمة نحو عدن والجماعات المحسوبة عليها في عدن اضافة الى دخول اطراف اخرى سوف تستغل حالة الانفلات الامني الناتج عن الانقسام بين طرفي الشرعية والانتقالي.

ان اثارة القلاقل والمشاكل في المناطق المحررة ومنها العاصمة عدن لن تستفيد منها سوى المليشيات الحوثية، حيث تعزز من موقفها وتظهر المناطق الخاضعة لها على انها اكثر امنا واستقرارا من المناطق المحررة، الامر الذي ينعكس سلبا على السلطة الشرعية ويفقدها ثقة الشعب والمجتمع الدولي.

ان عدن والجنوب عامة لا تحتمل المزيد من الصراعات والحروب، فالجنوبيون لديهم عقدة دائمة من اي قوات شمالية تدخل الجنوب وينظرون لها بانها كسابقاتها، من القوات التي اجتاحت الجنوب عام94، وقوات الاحتلال الحوثي للجنوب مهما كانت المبررات والشعارات المرفوعة وان الجنوبين عازمون على التصدي لها مهما كلفهم ذلك من ثمن.

ان الزج باليمنين في معارك وصراعات عبثية في مناطق سبق تحريرها تعد خيانة و استخفاف بدماء وارواح ابناء الوطن شماله وجنوبه.

ان الاعتقاد الخاطئ في تمرير اوراق عن طريق الخداع والقوة بعد ان عجزوا عن تمريرها على طاولة التفاوض ،يعد نقضا لما اتفق عليه ولم يكتب له النجاح .

ان اصلاح النوايا والتقيد بما اتفق عليه هما الطريق الاسلم والامثل لحلحلة كل الخلافات العالقة فلماذا يصر البعض على تجريب المجرب والسعي الحثيث لخلق صدام مسلح بين الاشقاء، في وقت يتطلع فيه الشعب للخروج من ويلات الصراعات والحروب التي كلفت الشعب الكثير من المقدرات البشرية والمادية.

ان الوضع الذي تمر به بلادنا وتحديدا عدن يحتم على الجميع تغليب المصلحة الوطنية على ماعداها من المصالح الانتقامية والانانية الضيقة.