ادبــاء وكُتــاب


17 أبريل, 2017 04:27:57 م

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


كان يوما مفعما بالحركة في زيارتي بمعية صديقي المهندس محمد صالح الى محافظة أبين بدعوة من محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم ، وسمحت لي اول زيارة ميدانية معه أن أتابع عن قرب تصرفات المحافظ مع المواطنين.. كانت اول مفاجئة لنا عند دخولنا زنجبار عندما وجدنا طابورا من من السيارات والناقلات متوقفة بسبب قيام جنود في الأمن العام تقريبا بقطع جسر ابين وادي بنا مطالبين برواتبهم.. نزل المحافظ وذهب إلى المعتصمين وطلب منهم فتح الطريق وعدم عرقلة حركة السير ، وطلب من شخصين يمثلون المعتصمين ان يركبوا بسيارة حراسته ، وبالفعل فتحوا الطريق مباشرة وتوجه المحافظ مع ممثلي المعتصمين الى قيادة الأمن ودخل مكتب نائب المدير ، وقال للمسؤولين فيه عليكم حل مشاكل الناس بمسؤولية وأعطوا الناس حقوقها ولا نريد تكرار مثل هذا ، وهؤلاء ممثلي الشباب المعتصمين لن يخرجوا من هذا المكتب الا بعد ان تحلوا مشكلتهم .. كان حازما ولم اسمع ان أحد من قيادة الأمن قدم تبريرات عن هذه الحادثة .. انتقلنا إلى ندوة حول الإعلام وتحدثنا انا والمحافظ وأسامة الشرمي وكيل وزارة الإعلام وآخرين ، وفي مداخلتي قلت ان الإعلام يجب ان يكون عونا للسلطة المحلية وداعما لها لأن أبين تعرضت إلى تدمير ممنهج وبحاجة إلى وقوفنا جميعا لاخراجها مما هي عليه اليوم ، وأن أبين لا تخص أبنائها وحدهم ، بل هي تخصنا كجنوبيين جميعا فهي خاصرتنا ووجعها وجعنا.. بعد ذلك انتقلنا مبنى المحافظة القديم ووجدنا أعمال صيانة للمكاتب بعد ان ظل مهجورا لسنين، خاصة وأن مجمع المحافظة الكبير قد جرى تدميره بشكل كبير في الحروب المفتعلة في عهد المخلوع صالح ضد القاعدة .. حركة تدب في المكاتب التي قد إنتهى ترميمها.. تم قمنا بزيارة إلى ملعب 22 مايو المدمر ومستشفى الرازي ومحطة الكهرباء ومن تم تناولنا غذاء بشكل سريع ومتواضع يعكس تواضع المحافظ أبوبكر حسين سالم الفضلي وانشغاله المستمر .. ومباشرة تفقد مبنى الإذاعة المدمر في جبل خنفر ، ورافقنا بعدها حتى مفرق دوفس لنواصل انا والمهندس محمد صالح وصديقي ناصر الهاشمي طريق العودة الى عدن، وليعود المحافظ الى جنوده في إحدى معسكرات المحافظة .
مؤسسات أبين مدمرة وبحقد وبطريقة ممنهجة من قبل نظام المخلوع صالح الذي أراد كسرها وزرع الإرهاب واستخدمه مبرر لهذا التدمير الكبير .. غير أن الشيء الذي لمسته التفاف شعبي كبير حول المحافظ في اي مكان يزوره او دكان يدخله.. مهمة ثقيلة على كاهل المحافظ في تحريك مؤسسات المحافظة وإعادة إعمارها والحياة ايضا للمحافظة .. أبين ومحافظها تحتاج دعم الحكومة وبدون تلكوء او مماطلة ، وبحاجة إلى دعم التحالف في ترتيب كثير من الأمور فيها .. أبين مسؤوليتنا جميعا ليس لدعم المحافظ كشخص، بل مشروع إعادة المحافظة الى سابق عهدها ، خاصة وأن الناس هناك قد تعبت وملت الحروب وتريد السلام والعيش الكريم ، وهذا ما لمسته في وجوه من قابلتهم وتحدثت إليهم.