ادبــاء وكُتــاب


17 يناير, 2018 07:11:10 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


بالنسبة للتحالف العربي وقيادته لاسيما السعودية والامارات عصيان جماعة الاخوان المسلمين وهيمنتها على الشرعية وتخاذلها عن "الحسم العسكري" يضع شكوك حول دوران جماعتي الاسلام السياسي السنية (الاخوان)والشيعية(الحوثيين) حول حلف قطر ايران ولكن التحالف العربي يجب ان يبقي على التعامل مع الاخوان بحضر لعدم افراغ الساحة من بديل للحوثيين مع تحجيم جماعة الاخوان والضغط عليها بإصدار قوائم الارهاب كل فترة واخرى لأسماء تتضمن قيادات منها وكذلك جماعة الاخوان ببراجماتيتها لا يمكنها قطع الصلة بالتحالف بل انها مأمورة بالبقاء كالفصيل الرئيسي في التحالف حتى توجد مكان مستقبلي في اي تسوية في اليمن او اي حسم وعليها الاستفادة قدر الامكان من امكانيات التحالف مع بقاء صلتها بقطر وجميع رعاة الجماعة في الاقليم.
مع كل هذه التوازنات كان لابد للتحالف من ايجاد طرف ثالث لا ينتمي لهاتين الجماعتين ويملك الشعبية والقوة وكانت العلاقة مع صالح في اخر ايامه هي الحل الا ان مقتله كان ضربة لهذا العمل ولكن يمكن للتحالف لملمة ارثه السياسي والعسكري والاسري للحيلولة دون وصول الحرب الى نهاية بحسم او حل مع وجود خيارين فقط (الاخوان او الحوثيين) وكلاهما مصدر ازعاج وخطر للتحالف العربي.
لهذا يصر التحالف العربي وعلى راسه السعودية على اللعب بورقة المؤتمر سياسيا وابقائه حيا وبورقة طارق عسكريا ولملمة حوله حلف يتقاسم مع التحالف العربي المصالح بعيدا عن نفوذ اعداء التحالف في قطر وايران.
للمراقب الذكي يمكن ملاحة ما ينشر في الاعلام والسعودي وبالمقابل ما ينشر في الاعلام القطري لمعرفة كل ذلك وهنا اضع بين ايديكم مادتين نشرتا اليوم في كلا الاعلامين.
الاولى في صحيفة القدس العربي القطرية المحظورة في دول التحالف وعلى راسها السعودية وهي عبارة عن لقاء لرجل من رجال الاخوان وفي هرم الشرعية هو محمد المقدشي اجراه معه صحفي اخواني اخر هو محمد جيمح وفيه تم التركيز كعنوان على ابعاد فكرة تكوين جيش لطارق للدخول به صنعاء كطرف ثالث لا يمثل الاخوان او الحوثيين ويقول العنوان (المستشار العسكري للرئيس اليمني يحذر من تشكيل ميليشيات لمواجهة الانقلاب خارج إطار الشرعية)"مرفق بالصورة"
والثاني في صحيفة الشرق الاوسط السعودية وفيه تم التركيز على انه يجب اشراك جميع القوى في حرب الحوثيين في الاشارة الى جيش طارق او حتى الجنوبيين ويقول العنوان( اليمن يشدّد على «مشاركة جميع القوى الخيرة» لمواجهة الميليشيات)وبقراءة المادة في الصحيفة السعودية يمكن ملاحظة مدى صعوبة ان تحصل المملكة على تصريح من "الشرعية " بذلك وهو ما اضطر الصحيفة لحشر تصريح لوزير الخارجية المخلافي في خير عن الرئيس هادي وهو مؤشرا كذلك عن اهمية مشاركة قوة ثالثة من خارج حلفاء ايران قطر بالنسبة للسعودية في الحرب.
اذا بالنسبة للجنوب هناك حرب واحلاف وصراع ضاري ونتيجة هذه الاحلاف والصراع ستنعكس عليه لامحالة ولهذا يجب ان يخوض فيها لكن بعد دراسة جميع المعطيات.
اذا ما الذي يجب على الجنوبيين فعله ومع من يجب ان يكونون وما هو الطرف او الحلف الذي يجب ان يتم تقويته من قبلهم وما هو الحلف الذي يجب اضاعفه بما انهم لا يستطيعون كجزء من الامن القومي لهم ولمستقبلهم البقاء على الحياد فيما يجري واذا مارسوا الحياد السلبي وانتصر حلف قطر ايران والاخوان والحوثيين كيف سيكون وضع الجنوب واذا انتصر حلف السعودية الامارات المؤتمر كيف يمكنهم الاستفادة؟
كل تلك الاسئلة يجب ان تطرحها قيادة الجنوب ونخبه الحية امامها دون خوف او عاطفة وان تخوض في هذا الصراع وبشروطها وضمانات مهمة وان تساهم في صنع الحاضر ورسم المستقبل حتى يكون لها مكان مستقبلي حيث تريد.