ادبــاء وكُتــاب


17 فبراير, 2018 03:43:39 م

كُتب بواسطة : خديجة فيصل - ارشيف الكاتب



السودان تقع في شمال أفريقيا تحدها من الشمال مصر وليبيا ومن الغرب تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى ومن الشرق أثيوبيا وإريتريا ، عاصمتها الخرطوم وهي اكبر المدن السودانية ، وتطل ع النيل ومنذ قديم الزمان عرفت بالمعالم الأثرية العريقة، وطن نعجز عن وصف كل مابه كون الحديث لايفي ولا يصلنا لمقصدنا.

عرف أهالي الخرطوم بالأخلاق وحب العلم فهم ينتمون الى البلدان العربية ذات الجودة العالية بالتعليم ، وينتشر أهالي السودان بجميع انحاء العالم يحملون شهاداتهم الورقية وعقولهم الممتلئة بالعلم وهو مالا يملكه كثير من الشباب في البلدان العربية .ويوجد في الخرطوم الكثير من الجامعات العريقة ليس فقط في السودان بل في أفريقيا بأكملها كذلك الشرق الأوسط ، ولذلك قررت أختي الكبرى الالتحاق بإحدى جامعتهم ، وها هي الآن تكمل مسيرتها العلمية بكل جهد وباختيارها الممتاز للدراسة في الخرطوم.

وعندما طلبت مني مرافقتها إلى هناك كنت أجهل كل هذا ،ويوجد الكثير مثلي فلم أتوقع يوما في حياتي بأن أول بلد أخرج من وطني إليه هو السودان، فلطالما كنت احلم في السفر إلى مصر أو دبي أو ماليزيا او الهند لرؤية ما اشتاق له قلبي من مشاهدتي للافلام والبرامج و غيرها ، و عندما اخبرتني اختي الكبرى بأنها ستأخذني معها الى السودان سعدت وحزنت بنفس الوقت، لماذا السودان وليس مصر او أي بلد اخر وسعدت لأني سوف أخرج اخيرا وأرى بلد غير بلدي واتعرف على اناسً جديدة واخوض تجربة السياحة ، وسارعت بإخراج جواز سفر من أجل أول مغامرة سأعيشها خارج وطني . خروجي من اليمن إلى السودان كان أجمل ما فعلت بحياتي ، ذهبت الى المطار مع أخواتي ثم ركبت الطائرة لأول مره، شعرت بأني احلق في السماء كالطيور وحضيت باجمل اللحظات حين اقلعت الطائرة وانا بجانب من أحب واسمع ضحكات منال وهي تراني ابتسم للاقلاع دون خوف وأرى نظرات عبير القلقة من خوفي من لحظة الاقلاع او ان يحصل لي شي وقتها، وحين اقلعت الطائرة كنت ابتسم رايت اجمل ماخلق ربي من مناظر، وهبطت ع ارض السودان وتحديدا في مطار الخرطوم فرحة لاني خرجت من وطني الى بلد اخر بلد كوطني وأجمل وشعب كشعبي وأطيب ذو اخلاق حميدة وابتسامة جميلة بلد الأمان لم اشعر للحظة انني في الغربة او خارج بلدي شعرت وكأن روحي سعيدة قبل جسدي رايت مناظر خلابة لنيل السودان في النهار ومناظر جميلة في الليل يزينها ضوء القمر. أناس تبتسم لي دون معرفة من اكون وآخرون يرون بأني أشبههم لأني سمراء . أحببت قولهم عني سودانية لدرجة اني تمنيت ذلك، بلدي جميل وشعبي طيب ولكن لم يعد آمن لي ولا لغيري والبلد الذي خرجت إليه آمن برغم معيشته الصعبة وغلاء أسعاره إلا ان شعبه طيب ومسالم وراض بما كتبه الله لهم ،يوجد تعاون بينهم لم أراه من قبل وابتسامة دائمة برغم الظروف، السودان مميزة بشعبها الطموح المتمتع بفائق الطيبة والاحترام عشقت هذا البلد وأتمنى أن أعود إليه الف مرة واشكر من جعلتني اذهب اليه ، اختي الكبرى الذي لم تحرمني من شيء بحياتي والتي أتمنى بأن تحصل ع الامتياز في رسالة الماجستير وان تسعد في دنيتها واخرتها ، اشتقت لامي جنتي وأختي و إخواني وعائلتي وصديقاتي و أتمنى أن يزوروا البلاد التي عشقتها فيعشقوها مثلي .