ادبــاء وكُتــاب


26 فبراير, 2018 06:31:49 م

كُتب بواسطة : نبيل الصوفي - ارشيف الكاتب


نبيل الصوفي
منذ تخلي هادي عن دمّاج، كنتُ أقول للإصلاحيين، إن دوام الحديث عن تحالف عفاش مع الحوثي، يسهّل للحوثي استقطاب قاعدة المؤتمر الغاضب من الشرعية ومن الإصلاح.

نصحتهم باستخدام خطاب يوصل لقاعدة المؤتمر استحالة تحالف الزعيم والحوثي، وهو لن يستطيع الإنكار العلني حتى لو لم يكن كذلك.

لكنهم بعماهم وسطحيتهم وانعدام تديُّنهم، أو بالأصح لكونهم مجرد أيدٍ تستغلها أطراف غير القيادة التنظيمية، اعتبروا نصيحتي خدمة لعفاش وللمؤتمر..



هم عندهم أهم شيء أن لايستفيد المؤتمر.. ولايفكرون، إطلاقاً، في أن بعض الأضرار على المؤتمر ستكون، بالأصل، أضراراً ضدهم هم أيضاً، وضد التجربة الحزبية، وضد الوطن والدولة.

اليوم يكررون ذات القبائح..

توقعت أنهم بمقتل صالح ستكون رسالتهم السياسية والإعلامية.. الحربية والمدنية، كلها تقول لأي عفاشي: دع الحوثي.. واخرج ولو لمعركتك الخاصة.

في الجبهات، يهتفوت للمقاتلين: من كان عفاشياً منكم، فإننا إخوانه، من المعيب عليه أن يبقي في مكان يسمع في أنفاس الحوثة الذين قتلوا وشرّدوا وأحرقوا ونهبوا كل ما يمت للعفاشيين بصلة، بل يحاولون حتى سلبهم ادعاءاتهم التي ضحوا من أجلها طيلة السنوات الماضية أنهم ليسوا مع ما يسمونه "العدوان".

يجعلون المقاتل المؤتمري.. والمواطن المنتمي للمؤتمر.. التاجر، السياسي، الإعلامي.. كلهم يشعرون بجهنم تجتاح مشاعرهم كل لحظة لايزالون فيها بجوار أم النكبات وأبوها "الحوثي".

أهل الغوى والغواية.. جماعة الدناءة والجهالة.

أن يحولوا القاعدة الشعبية التي حمتهم من سلاحهم وسلاح أعدائهم، إلى مُعين ضد الحوثي.. لايهم اليوم مع مَنْ، الأهم الآن أولاً فك ارتباطها بالحوثي.

وبدلاً من كل ذلك، وبكل صَغارة، وبكل حماقة، لم يروا الناس تحت سلطة الحوثي، بل ـ فقط ـ رأونا نحن الذين خرجنا من بين أيديهم.

حين تقرأ الخطاب الإصلاحي وحلفائه وشركائه ضدنا، لايمكن أن تُفرّق بينه وبين الخطاب الحوثي.

لكأنهم متفقون على الحرب، وينتظرون فرصة الاتفاق على السلام.

اخدموا أنفسكم أنتم.. انسونا نحن الذين خرجنا، وإن ضايقتكم محاولاتنا الانضمام للتحالف حرباً على الحوثي، فافتحوا لنا، إذاً، غرفاً في الفنادق إلى جواركم.. وأبوها البلاد.

غضبتم منّا حين لم نكن حلفاء مع الحوثي، وغضبتم منّا حين صرنا حلفاءه، وتغضبون منّا حين نريد محاربته..

هل تدركون مخاطر الحال في البلاد، أم أنكم مستفيدون من مصالح الحرب والحرائب، وكل ما تقولونه مجرد أكاذيب؟

استخدمونا ضد الحوثي.. فأمامكم مُتسع من الوقت لتهاجمونا بعد ذلك.