ادبــاء وكُتــاب


08 أبريل, 2018 04:08:35 م

كُتب بواسطة : حسين لقور بن عيدان - ارشيف الكاتب


سميت حركة الثورة الجنوبية بالحراك الجنوبي السلمي ولم تسمى بأي اسم تنظيمي او حركي كما جرت العادة في كثير من ثورات الشعوب لتعكس حالة حركة ثورية عامة ومختلفة الاشكال في المجتمع الجنوبي رفضا للاحتلال اليمني والتي ظهرت في أنصع صورها في ظهور المقاومة الجنوبية التي وقفت في وجه الغزو الحوثي 2015م.
و في اعتقادي المتواضع ان تسمية الحراك جاءت تعبيرا عن نموذج نضالي جديد بعيدا عن العنف رغم كل الإجراءات العنيفة والقتل والسجون والتشريد والفصل من الوظيفة العامة التي مارسها نظام الاحتلال تجاه الجماهير ونشطاء الحراك بعد أن تشكل في في وعيهم حالة رفض عامة لهزيمة 1994م تمثل هذا الرفض في أشكال متعددة من النضال من المنشورات و الاحتجاجات السياسية رفض انتخابات( 1997م) و المظاهرات (حضرموت 1998م) اضافة الى محاولات تنظيمية مثل حركة موج ثم تاج و كلها إرهاصات ساهمت في تشكيل وعي جنوبي وطني أسهم بشكل كبير في التراكم الثوري ومخزون النضال لدى شعب الجنوب, فعندما خرجت مجموعة المتقاعدين .العسكريين(2007م) رفضا للظلم وعدم المساواة مع نظرائهم اليمنيين في الحقوق لم تكن مفاجأة بل جاءت في السياق الطبيعي لحركة الثورة الجنوبية المتواصلة رغم ان هذه الثورة لم تشهد طوال تلك الفترة الممتدة من الاحتلال اليمني في 94م أي شكل تنظيمي مستمر و مكتمل البنيان وكل الاشكال و المكونات الحراكية
التي ظهرت في سياق الثورة لم تؤسس لهذا الحراك بل جاءت تمثل توجهات أصحابها او من يقف خلفها من القيادات السياسية السابقة حتى نظام صنعاء فرَخ مكونات خاصة به للالتفاف على الثورة فكان سهلا على الجماهير بحدسها ان تسقط كل من تردد او تراجع عن مسيرتها بل وتكشف زيف بعض المكونات وتخرجها من حساباتها والشواهد كثير على من لم يكملوا المسيرة النضالية واكتفوا بما تحقق لهم شخصيا.
لقد عجز نظام الاحتلال وزعيمه عفاش آنذاك في احتواء هذه الحركة الثورية الحراك الجنوبي لأنه لم يستطع ان يصل الى قيادة او حركة تنظيمية واحدة يمكنها التحكم في حركة الجماهير فكل الإغراءات والأموال والوظائف التي قدمها لم تقنع الا بعض من استفاد منها أما الجماهير فكانت في حالة استعداد ثوري متواصل شهدنا نتائجه في هبة المقاومة الجنوبية في 2015م

اذن ليس هناك من استطاع الإدعاء او حتى اليوم يدعي أنه كان الممثل التنظيمي للحراك الجنوبي لان الحراك كان حركة جماهيرية استمدت حركتها من وعي الجماهير الجنوبية وليس نتيجة عمل حزبي او تنظيمي مرتب فكان يكفي ان تدعو أي مجموعة من النشطاء لخروج مظاهرة او اعتصام فتخرج الجماهير تلبية لهذه الدعوة
لذلك لا أحد اليوم له الحق في ادعاء بطولات وحده لان الجماهير الجنوبية هو البطلة الحقيقية لثورتها التي قادتها بنفسها و قد أدت مهمتها واليوم لم يعد هناك شيئ اسمه حراك لان المرحلة قد تجاوزت الحاجة لتلك النضالات .