ادبــاء وكُتــاب


30 يوليه, 2018 12:49:06 ص

كُتب بواسطة : د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب



مشاهد التأريخ كثيرة وتعطينا نموذجا بل نماذج تؤكد هذا القول، فالإحتكام للعقل خير من اغوائات المشاعر وآثارها العاطفية (المؤقتة) الغير مدركة للعواقب أو بالأصح المتوهمة في تحقيق أمر ما ترغب به وليست امكاناتها وسبل أداءها هو من سيوصلها اليه، إن العبث الحاصل إنما هو الصراع القائم بين منح مساحة للعقل أن يدلي بما لديه خير من الامتثال للعاطفة( او للقلب كما يقال عند العامة) أي المشاعر والاحاسيس دون أي معيار ولو نسبي لإدراك ماهية النتيجة المتوخاة من هذا الموضوع أو تلك القضية أو الأزمة أو الصراع أو الحرب القائمة كما هو الحال في بلادنا.

لن ينتصر صاحب الشعارات الخاضع للمؤثرات الصوتية العاطفية الموجهة لأجل غرض زمني معين ونسبي لانها تتلاشى تدريجيا، ولكن لغة العقل والحكمة منه يكمن فيما ينتج عنه من رؤى وأفكار وخطط وإستراتيجيات وإحتمالات للتراجع والكر والفر وغيره مما يمنحه من قوة في أداءه ومن ثم تليه نتائج إيجابية لإنتصارات رائعة تتحقق على الواقع الملموس وعلى أي جهة أو مكون او مرحلة، ولكننا يجب في كل حال أن نضع إعتبار للزمن (وعلى اساسه) ووفق آلية لتسيير أعمالنا فبالانضباط تقاس النتائج التي على أساسها تقاس ايضا جودتها المنشودة.

هكذا تدار الأمور بل يجب أن تدار بهذه الطريقة من قبل القائمين على الشأن اليمني في المدن وخاصة في مدينة عدن لما تعيشه هذه المدينة الجميلة من عبث وليد مرحلة الحرب وما آلت إليه من تشوه لمعالمها ولسمعتها الطيبة العبقة مدى الزمن، وكذلك الحال يجب أن يكون في ساحة المعارك كما هو الحال اليوم ويجب أن تدار بأكثر من مجرد إستراتيجيات عسكرية بل أيضا يجب التعامل معها بعقول أكثر فطنة ودهاء لمجاراة الآخر محليا وإقليميا ودوليا والولوج معهم إلى العمق الذي هم أصلا ينطلقون منه في كل ما يصنعونه من مبادرات وغيرها وبما يكون بمثابة مراقبة ومتابعة شديدة تزداد قربا من حقيقة الحدث أو ملامسة له، وهو الأمر الذي لاحظته وللأهمية من توافره بصدق فيما ينشده واقعنا اليمني من أجل الوطن ولعدن بالذات...فقريبا نتوقع الانتصارات تلو الأخرى وقريبا تتحقق طموحاتنا نحو وطن آمن يتسع للجميع محبة وسلام ونماء ... وإن ناظره لقريب.

د. لؤي عبدالباري قاسم.