16 سبتمبر, 2018 04:24:20 م
تغلب على نقاشات الطرف الآخر ثقافة الفكر المتطرف، المتسم بالغلو والتطاول على الآخرين.
آثرنا الصمت والتجاهل وتقبلنا كل أحاديث الإساءة والغلوا والتطرف من أجل الوطن، لكن للأسف كل يوم يزيد المسيئون اساءاتهم وتطاولهم وتحذلقهم.
يدعون استقلالية الرأي، وهم مكبلون بقيود الطاعة العمياء والتسليم الكامل والخنوع المطلق والمذل لتوجيهات وأوامر المرشد العام للإخوان المسلمين، والعمل لخدمة أجندات قطر وتركيا، وربما تجر القائمة دولاً أخرى....
وفي محاولة منهم لخلع جلباب الطاعة والتبعية عن أنفسهم يقومون برمي ذات الأمر على الانتقالي والحزام والنخب والأمن الجنوبي، بالحديث عن تبعيتهم للإمارات.
ثم يستدلون لإثبات ذلك بالحديث عن أن الإمارات هي دعمت أجهزة الأمن الجنوبية وكافحت الجريمة وحاربت الإرهاب، ومكنت السلطات المحلية في عدن والجنوب المحرر من أداء مهامها حين تخلت عنها حكومة الشرعية المختطفة من حزب الإصلاح اللاشرعي، ووقفت بعض دول التحالف موقف المتفرج.
فمن هو التابع هل هو من يرهن نفسه لأعداء وطنه وشعبه؟ أم من يبحث عن شركاء وحلفاء لبناء وطنه؟
أعلم بأن هناك من سيقرأ منشوري ويدخل مشمراً للتعقيب عليه، قائلاً لم يضعنا في هذا الموضع غير نهجكم الإقصائي وتفصيل الوطنية على مقاسكم.
نقول لمن يعقب بذلك، الوطنية لا نفصلها نحن ولا أنت، بل مواقف كل منا هي من تشهد على وطنيته.
لسنا هنا لنقيد حرية التعبير، أو منع أحد من النقد والاعتراض، ولكن ليكن النقد مسبب وله دوافع محددة فانتقدو الأخطاء والسلبيات وأشيدوا بالايجابيات، لنستطيع العمل والبناء، ولا تهدوا البنيان للانتقام من أشخاص أو تقوموا بتصفية حساباتكم الشخصية مع مجتمعكم ووطنكم بأكمله.
من كان يشكوا من لوثة في عقله، فليراجع الأطباء ولا يرمي أباطيله على الناس، ومن كان مرتهن لأجندات حزبه، فليكتفي بشره لنفسه، ولا يحاول إصباغ الناس كلهم بصبغته الملوثة.
هناك شعب ناضل وضحى وقدم آلاف الأرواح لنيل استقلاله واستعادة دولته، وسيجرف كل من يحاول اعتراضه أو الوقوف في طريقه.
وسلام على من اتبع الهدى.
#أنيس_الشرفي
16سبتمبر 2018م