ادبــاء وكُتــاب


18 يونيو, 2017 07:20:02 م

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب


قبل حوالي 10 سنوات استمعت لندوة اقتصاديه ، بحكم دراستي وتخصصي في الاقتصاد فقد شدتني تلك االندوة ، ضيوفها خبراء ومسؤولون من أوربا . موضوعها المهاجرون واثرهم في الاقتصاد بين السلب والايجاب .
طبعا بعض دولنا العربيه شعوبا ومسؤولون يتذمرون من ما يسمونهم " الأجانب" ويقولون فيهم ما لم يقله مالك في الخمر " اكلوا رزقنا سرقوا اموالنا .... الخ" . هذا لايمت للإسلام بصله بل يخالف تعاليم ديننا ، بداية بالمسمى أجنبي وليس مهاجر كما في الكثير من دول العالم ، طبعا الكثير لايعي مغزى التسمية والحقوق المترتبة على ذلك ? . ثانيا المعاملة, شتان بين التآخي الذي اسسه ديننا ونبينا بين المهاجرين والانصار وما يحصل اليوم في كثير من بلاد المسلمين. "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ".
دعونا من الأخوة العربية أو الإسلامية فهي بضاعة راكدة لم يعد لها سوق ولا مريدون . ماذا قال العلمانيون الواقعيون .

أحد الخبراء في تلك الندوة سيدة واكادمية المانيه تقول : المهاجرون معظمهم يعملون في الأعمال الشاقة وربما بعض الاعمال التي يتقزز منها الألماني الأبيض وهي الاقل اجرا . والبعض علماء وخبراء على مستوى عالي جدا. الفئتان تضيف للاقتصاد الألماني اكثر من الأجر الذي يتحصلون عليه . وتستمر الخبيرة الألمانية بالقول : لو شبهنا الاقتصاد الألماني بالكعكة فهؤلاء المهاجرون يضيفون للكعكه الألمانية اكثر بكثير مما يحصلون عليه، هم يساهمون في زيادة حجم الكعكة وليس كما يعتقد البعض انهم فقط يشاركوننا أكل الكعكة . وبالتالي المواطن الألماني يحصل على ربما اكثر من نصيبه وبخاصة أصحاب الياقات البيضاء اي الاعمال المكتبيه والإدارية .

الآن عرفتم لماذا الموقف الألماني كان متميزا عن غيره بخصوص مشكلة اللاجئين الجدد وبخاصة السوريين .ينظرون للمهاجر كحالة يمكن استثمارها وقد يقول البعض استغلالها ولكن ايجابيا فيما يعود بالنفع على الطرفين، والاهم من ذلك انهم سوف يحصلون على حقوقهم الانسانيه العمالية ، وبعد خمس سنوات حقوقهم كاملة كمواطنين . وهنا بيت القصيد ، المهاجر تعني الاستقرار الدائم نحو التوطين ، بينما الأجنبي او الوافد تعني الإقامة المرتبطة بعقد عمل تنتهي باستغناء صاحب العمل عن خدمة الوافد الأجنبي.
ومن الإنصاف، نذكر موقف تركيا مع اللاجئين السوريين, وهي الدولة الاسلامية الوحيدة التي كان تعاملها متميزا .ولاندري هل نقول كالغرب أم كما يأمرنا ديننا الإسلامي?

هل ادركتم لماذا يرمون العرب وغيرهم أنفسهم في البحار ، وإذا وصلوا البر الأوربي يكملون السير على الأقدام وسط برد قارس نحو الألماني .

نسب للإمام محمد عبده قوله بعد زيارة لأوروبا : وجدت الإسلام هناك ولكن لم اجد مسلمين، ووجدت في بلادنا مسلمين ولم أجد الإسلام. ربما لوعاش الإمام دهرا ليومنا هذا لكانت صدمته أكبر وخاصة بعد تواجد كبير للمسلمين في أوربا ، وتعامل ديار المسلمين مقارنه بتعامل ديار " الكفار" مع المهاجرين من المسلمين ، ولحالة قتل المسلم لأخيه المسلم في بلادنا لقال الإمام قولا آخر .