ادبــاء وكُتــاب


12 أكتوبر, 2018 03:46:02 م

كُتب بواسطة : انيس الشرفي - ارشيف الكاتب



وفقاً لقراءة مستفيضة لأحداث الأيام الأخيرة المتسارعة وما صاحبها من المستجدات والتحولات المليئة بالغموض والضبايية والمفاجأة، أضع للقارئ والمتابع الكريم تحليل أولي وفق وجهة نظري وقراءتي للمتغيرات السياسية الراهنة وما يتوقع أن ينتج عنها، خلاصة مقتصرة على الآتي:

- أصدر الانتقالي بياناً أعلن فيه إلغاء فعالية 14 اكتوبر حرصاً منه على صون شعرة معاوية مع الشرعية، لكن يبدو بأن الطرف الآخر لم ولن يمتثل للسلم، إذ تفيد الأنباء بأنه ازداد تحشيداً لآلياته العسكرية وأفراده وازدادت وسائل إعلامه الرسمية والحزبية ووسائل حلفائه في قطر وتركيا وإيران، من التصعيد بلهجة مليئة بالتهديد والوعيد للانتقالي ولدول التحالف متناسين أنهم لا زالوا يقيمون بأرض المملكة العربية السعودية.

- خلال الفترة الماضية أظهرت المملكة والإمارات بأنهما مختلفتان، فيما كانا يتبادلان الأدوار ليكشفون السيء من الصادق، وأعتقد بأن قرار التخلص من سطوة الإخوان على الشرعية جاء بعد وصولهم إلى باب مسدود مع تلك الفئة، وبعد أن تكشفت لهم كل الحقائق بشأنهم، وامتلكوا كل الوثائق الثبوتية الدالة على أن حزب الإصلاح (إخوان اليمن) وجماعة الحوثي يخرجان من ذات المشكاة وهما متفقان على تبادل الأدوار لتخذيل التحالف وإفشال عاصفة الحزم.

- الإخوان عمدوا لتقييد حركة هادي ومنعوه عن الظهور منذ عودته من واشنطن، ولا يستبعد أن يكونوا قد قاموا بتخديره أو تسميمه أو تعريضه لأي ضغوط نفسية حالت دون ظهوره أو مشاركته في أي عمل سياسي( أفقدته الأهلية عن ممارسة أي عمل سياسي ولو لفترة مؤقتة) ريثما يمررون قرارهم الكارثي، كي يقفزون من أحضان المملكة ويسلمون اليمن لإيران وقطر وتركيا.

- ما تداولته وسائل إعلام الإخوان بشأن إلغاء دور الإمارات في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، لم يصدر عن هادي، بل إن صح مضمون الخبر فهو بكل تأكيد صدر عن علي محسن الأحمر بالتعاون مع الحكومة الفاسدة المختطفة من حزب الإصلاح، ونسبوه إلى الرئيس هادي كذباً وزوراً، ظناً منهم أن ذلك سيخضع المملكة لضغوطاتهم.

- ذلك القرار المجحف إن كان صدر فعلاْ، قد يدفع المملكة العربية السعودية لإخراج الوجه الآخر ضد الإخوان، إذ نقل موقع "تعز الآن" أن المملكة أكدت بأنها والإمارات تدافعان عن الأمن القومي العربي، ولا علاقة لهما بقرارات ما يسمى بشرعية الإخوان المسلمين، لادراكها بأن المخطط يهدف للتخلص من كلا قطبي التحالف العربي، حيث يراد البدء بقصقصة الأجنحة، ومن ثم سلخ الجلد بعد أن يعزلون المملكة لتواجه عدة قوى إقليمية ودولية بمفردها.

- سيعمل التحالف بمساعدة الانتقالي الجنوبي وقوى يمنية أخرى، بموجب ضوء أخضر من القوى الدولية الكبرى، على تقييد الشرعية وإنهاء وجهها الإخواني وبشكل نهائي هذه المرة.

- هادي سيظل في موقعه اسم بدون فعل، وسيتم ترضيته وتطمينه بما يناسبه، ولكن سطوة الإصلاح على الشرعية يجب أن تنتهي، بل أصبحت في حكم المنتهية، وبقرار دولي.

- هناك توقعات أخرى ترجح أن يكون هادي على اطلاع مسبق بمضامين خطة الإطاحة بالإخوان المتسببين بإفشال شرعيته، وتحت إشرافه وبموافقته خلال إقامته في واشنطن، ثم قرر الاختفاء عن المشهد السياسي بعد عودته إلى الرياض بشكل متعمد، لتحميل الأحمر وبن دغر وبقية القيادات الفاسدة في الحكومة تبعات قراراتهم الهوجاء وكشفهم على حقيقتهم، إذ يعتزمون اللجوء لتحالف الشر القائم بين قطر وإيران وتركيا، وربما بمعية سلطنة عمان.

- أعتقد بأن ما جرى ويجري جاء بعد توافق دولي، ووصول الجميع إلى قناعة تامة بأنه لا يمكن حسم المعركة مع الحوثي في ظل وجود قوى مستترة تحت جناح الشرعية، لإفشالها وهزيمة التحالف العربي.

- جاءت لقاءات المبعوث الأممي والسفير الأمريكي أمس وأول أمس مع علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني، لإقناعه وبن دغر بقبول الخروج من المشهد بماء الوجه، مقابل إعادة بحاح إلى موقعيه الذين كان بهما قبل إقالته وتعيين الأحمر وبن دغر الكارثي.

يبدو بأن محسن لم يستصيغ الأمر، وأراد أن يلخبط الأوراق ظناً منه أنه لا يزال يمتلك خيارات للمناورة، فاتخذ قرار بإلغاء دور الإمارات في التحالف العربي، لكن يبدو بأن هذا القرار جاء بعد فوات الأوان، ولا أشبهه إلا برقصة الديك المذبوح.

#أنيس_الشرفي
12 أكتوبر 2018م