ادبــاء وكُتــاب


17 أكتوبر, 2018 06:01:37 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


بعيد عن الفكرة الرومانسية المثالية عن وجود ادانة (لقتل صحفي )وكاننا نتحدث عن يسري فودة مثلا كمثال للصحفي المهني فان قضية خاشقجي من وجهة نظري تناقش من زاوية اخرى .
فطرفي القضية هما قيادي اخواني بارز معرض لنظام الحكم في بلاده من منطلق العمل مع منظمة هي جماعة الاخوان المسلمين تسعى لقلب نظام حكم المملكة منذ عقود وبالتعاون مع دول ابرزها الدولة التي يحمل جيناتها كأصل وهي تركيا حيث ان خاشقجي تركي الأصل سعودي الجنسية وكذلك مع قطر كعدو لنظام السعودية .
خاشقجي يضرب ملايين الدولارات من مصروفات شركات العلاقات العامة التي تسخرها المملكة لتبييض وجهها في المجتمع الأمريكي من سياسيين وسنتاتورات وصحافة بندوات يعملها أسبوعيا في مركز الدراسات هناك يوضح فيها ما يجري في بلده .
وكما جاء في الصحف الغربية ونقلته الجزيرة الرجل كان يتحضر لاشهار كيان معارض بحجة دعم الديمقراطية شامل قبل اختفائه.
الى جانب كل تلك الأبعاد كمعارض ضد النظام هناك ماهو اخطر وهو ان الرجل كان من رجال البلاط الملكي طيلة عقود ويعرف كل شيء عن دواخل قصور المملكة وهذا يشكل معلومات استخباراتية مهمة لانظمة معادية لاسيما قطر تركيا التي اصبحتا ترعيان الرجل بعد انشقاقه .
اذا فالامر ليس قتل (صحفي )بل يشبه ما قامت به تركيا مثلا مع عبدالله اوجلان الذي اختطفته من دولة أفريقية ولا يزال سجين حتى الان وكما حصل مع عشرات المعارضين والأنظمة في العالم .
لكن اللافت بالنسبة لي هو قدرة المخابرات السعودية على تنفيذ العملية بكل حرفية وفشل المخابرات التركية فشل ذريع فتركيا أصبحت تستخدم الاعلام والتسريبات فقط لتقديم روايات افتراضية بينما لو كان تحت يدها شيء لكشفته على لفور الا انها لا تملك شيء .
والعملية هذه تمثل لكثير من المعارضين لبلدانهم العربية الذين يعملون مع تركيا وتستضيفهم من الاخوان العرب لاسيما مؤشر خطر ان تركيا اردوغان ليست قلعة حصينة ومخابرات نافذة بل يمكن على ارضها ان يتم الوصول الى اَي منهم .
اما ضغط المجتمع الدولي فلن يكون جمال خاشقجي اهم من رفيق الحريري ولا النظام السعودي اشد شيطنة من نظام الأسد ولا اقل علاقات وقدرات على التأثير في العالم وأكثر ما ذهبت اليه قضية الحريري بعد سنوات محاكمة هزلية لم تصل الى شيء ومع الوقت كل شيء برد وانتهت الهالة الاعلامية .