عرض الصحف

الأربعاء - 10 يوليه 2019 - الساعة 02:19 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

فضحت صحيفة "سي إن إس نيوز" زيف التصريحات المنمقة للأمير القطري تميم بن حمد، الذي يدعي أنه يساعد الولايات المتحدة لدحر الإرهاب والتطرف، لكن تصرفاته مع الجماعات المتشددة والمتطرفة توضح عكس ذلك.

وفي تقرير للصحيفة، سلطت فيه الضوء على كلمة أمير قطر خلال مأدبة عشاء لوزارة الخزانة الأمريكية، حضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين، حيث زعم فيها الذليل أن بلاده والولايات المتحدة "تعملان معًا لاجتثاث الإرهاب وتمويله، أينما يتجذر".

وتأتي تصريحات تميم بن حمد، قبل يوم واحد من اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض، على الرغم من القلق العميق في الولايات المتحدة ومنطقة الخليج إزاء دعم قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة، ومساندتها للنظام الإيراني.

وتشير الصحيفة إلى أنه قبل عامين، تسببت مواقف قطر هذه في نشوب خلاف لم يُحل بعد بين الدوحة وأربع دول عربية؛ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، حيث فرضت هذه الدول عقوبات دبلوماسية واقتصادية على الإمارة الصغيرة الغنية بالنفط، بسبب موقفها من إيران، وعلاقاتها الوثيقة بجماعة الإخوان في مصر وفرعها في فلسطين، حركة حماس.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، إذ رصد التقرير استضافة تميم لقادة حماس في قصر البحر بالدوحة الشهر الماضي، ووفقًا لوكالة أنباء قطر الرسمية، فإن ممثلي حماس عبروا عن "بالغ الشكر والتقدير لأمير قطر على الدعم المتواصل الذي تقدمه بلاده للشعب الفلسطيني كافة لا سيما في قطاع غزة". ومن جانبه، شدد أمير قطر على "موقف دولة قطر الثابت الداعم للأشقاء في فلسطين وقضيتهم العادلة".

يذكر أن الولايات المتحدة تصنف حماس كمنظمة إرهابية أجنبية منذ 1997، وتعد الحركة التي أطاحت بغريمتها حركة فتح واستولت على قطاع غزة باستخدام العنف عام 2007، مسؤولة عن مقتل مئات الإسرائيليين في تفجيرات وهجمات صاروخية.

ومنذ أن تم التوقيع على اتفاقية أوسلو المؤقتة للسلام في 1993، قُتل ما لا يقل عن 15 أمريكيًا بين عامي 1993 و2002 في هجمات أعلنت حماس مسؤوليتها عنها.

وعلى عكس حماس، فإن جماعة الإخوان المسلمين ليست مصنفة منظمة إرهابية أجنبية في الولايات المتحدة، رغم أن البيت الأبيض ذكر في أبريل الماضي أن الرئيس ترامب يبحث إمكانية تصنيفها على هذا النحو، وهو ما يشكل ضربة قوية لتنظيم الحمدين الداعم الأول لهم بمشاركة إردوغان.

وتطرقت الصحيفة إلى كلمة ألقاها تميم العار خلال عشاء وزارة الخزانة، حيث ألمح إلى المنازعات القائمة في منطقة الخليج، لكن دون تسمية الدول المنخرطة فيها.

وبعد إبراز "الشراكة الاقتصادية القوية" بين قطر والولايات المتحدة، قال تميم: "لسوء الحظ هناك البعض في منطقتنا لا يشاركوننا ما نؤمن به. في عالم اليوم يجب في بعض الأحيان إقامة تحالفات مع شركاء ضروريين، وبعض الحلفاء ليسوا بأصدقاء في الواقع".

وواصل تميم العار أكاذيبه: "لكن فيما يتعلق بالولايات المتحدة وقطر، فنحن شركاء وحلفاء وأصدقاء، ونعمل معا لاجتثاث الإرهاب وتمويله، أينما يتجذر، لضمان عالم أكثر سلمًا وأمانًا"، فيما ركزت بقية كلمة الأمير القطري في الغالب على العلاقات الاقتصادية القوية، وكذلك كانت تصريحات ترامب. تحدث الرئيس الأمريكي بحرارة عن الأمير ووصفه بأنه "شريك رائع"" و"صديق عظيم".

وأشار تقرير "سي إن إس نيوز" إلى أن ترامب انتقد علنًا سلوك قطر في الماضي قبل عامين، متحدثًا من البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من المشاركة في القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياض، حيث قال: "إن دولة قطر، لسوء الحظ، هي داعم تاريخي للإرهاب على مستوى عالٍ جدًا".

في ذلك الحين أشار ترامب إلى أن الشواغل بشأن قطر أثيرت خلال القمة في العاصمة السعودية، وقال إنه قرر، بالاتفاق مع مستشاريه، أن "الوقت قد حان لمطالبة قطر بإنهاء تمويلها للإرهاب".

وأضاف الرئيس الأمريكي أن واشنطن تريد أن "تعود قطر إلى وحدة صف الأمم المسؤولة".

وقبل اجتماع تميم وترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، دعت الأصوات المحافظة وغيرها الرئيس الأمريكي إلى إثارة المخاوف بشأن سلوك قطر المقلق.

وفي رسالة إلى ترامب، أشار كل من السفير الأمريكي السابق لدى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كين بلاكويل، ورئيس حركة حزب الشاي، جيني بيث مارتين، ورئيس مؤسسة "أمريكيون من أجل الحكومة المحدودة"، ريك مانينغ، إلى تمويل قطر لجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس.

وكتبوا في الرسالة: "لا يمكن للدولة التي تدعم هذه الأنواع من المنظمات الإرهابية أن تعتبر نفسها حليفة للولايات المتحدة وينبغي إيصال هذه الرسالة بحزم".

ولفت تقرير الصحيفة إلى الدول العربية الأربع التي تخوض نزاعًا مع قطر مستاءة من نهج الدوحة إزاء كل الإخوان المسلمين وحماس وإيران، الذين يعتبرونهم تهديدًا محليًا وإقليميًا.

في افتتاحيتها الشهر الماضي، ذكرت صحيفة "غلف نيوز" الإماراتية أن قطر أمامها سنتين لكي تثبت لمنتقديها أنها قد تغيرت. واتهمت الدوحة بأنها "ما زالت تدعم الإخوان المسلمين دعمًا كاملًا ومستمرة في جهودها لتقويض الحكومات في جميع أنحاء المنطقة.. كما أنها تواصل تقديم المساعدات والدعم والمساعدة لأولئك الذين يشاركون مشاركة نشطة في التخريب.. وما زالت متحالفة مع النظام في طهران".

كما أشارت الصحيفة الإماراتية إلى أن حل العزلة الإقليمية لدولة قطر بسيط للغاية: "ينبغي على الدوحة أن تعترف بأعمالها الطائشة وأن تكف عن دعم ومساعدة وتحريض الإرهابيين والمتطرفين".