اخبار وتقارير

الجمعة - 12 يوليه 2019 - الساعة 12:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث.نت

كشف الكاتب اليمني نائف حسان عن اسباب تصاعد الحملة الإعلامية الاخوانية ضد الامارات في اليمن ومطالبتهم بإخراجها من التحالف .

وقال رئيس تحرير (الشارع )المتوقفة عن الصدور مؤخراً، : "تصاعدت الحملة "الإخوانية"/ "الحوثية" على الإمارات، وزادت حِدَّة الدعوات المطالبة بإخراجها من "التحالف العربي" واليمن! والسؤال هو: لمصلحة مَنْ سيكون ذلك؛ إن حدث؟

واضاف : لا يخفى على أحد أن ذلك سيصُبّ في مصلحة مليشيا الحوثي. كذلك، لا يخفى على أحد أن الحملة المسعورة على الإمارات هي تتويج لحملات التحريض والإساءة لـ"التحالف العربي"، التي صَبَّت، منذ بداية الحرب، في صالح "الحوثي"، ومن خلفه إيران. أما قطر فهي مجرد أداة هامشية للإيذاء؛ لا تستطيع تحقيق مصالحها إلا عبر تجنيد نفسها كأداة لخدمة آخرين، وتحقيق مصالحهم وأهدافهم أولاً وأخيراً.

واشار حسان الى انه ورغم التذاكي المكشوف الذي أبداه عملاء قطر في تحييد السعودية، إلا أن أصواتهم تصاعدت اليوم للمطالبة بإخراجها أيضاً من اليمن. وهذا هو بالضبط ما تريده مليشيا الحوثي وتُطالب به. إن لم تكن هذه هي مطالب جماعة الحوثي فمطالب مَنْ إذاً؟!

وأردف : المضحك أن مرتزقة قطر، أو بعضهم، تفاخروا بأن حملة الإساءة والتحريض التي شَنّوها على الإمارات أجبرت الأخيرة على سحب قواتها من اليمن!

وتابع قائلا : حسناً؛ من المستفيد من انسحاب الإمارات، وايقاف دعمها المهم والكبير لليمن؛ وهو دعم محوري ورئيسي وحاسم، كما أثبتت الوقائع على الأرض في تحرير عدن والساحل الغربي، والضالع حالياً

ثم اجاب : لا شك بأن "الحوثي" هو المستفيد الأول، واليمن هي الخاسر الأكبر.

واكد "حسان" ان مليشيا الحوثي هي الخطر الحقيقي والرئيسي الذي يُهدد اليمن واليمنيين، في هذه المرحلة التاريخية. ومهمة عملاء ومرتزقة قطر تتمثّل في التشويش على حقيقة الصراع وطبيعته، وتشتيت قوى وطاقات اليمنيين؛ عبر إدخالهم في معارك مختَلَقَة مع "التحالف العربي" الداعم لهم! لهذا، فالحملة المسعورة ضد الإمارات تخدم "الحوثي" بشكل وقح ومباشر؛ لأنها حالت وتحول دون تشكيل جبهة وطنية صلبة لمواجهته، وستفضي إلى تخفيف الضغط العسكري على مقاتليه، وستترك اليمنيين لقمة سهلة له دونما إمكانيات فعلية للمقاومة، أو سند عربي داعم. واوضح حسان ان مليشيات الحوثي ما زالت جاثمة على حياة اليمنيين؛ مع ذلك هناك من يريد تجريدهم من مصدر قوتهم: دعم الأشقاء! ونتيجة ذلك ستكون، بكل تأكيد، في صالح "الحوثي" وإيران.

واستطرد : كُنا نظن أن بإمكان الشعب اليمني مواجهة الطغيان الحوثي والانتصار عليه اعتماداً على العمل السلمي. لكن "الحوثي" لم يترك أمام اليمنيين من خيار غير خيار الحرب؛ لم يترك لهم غير خيار الموت المجاني، أو خيار الموت من أجل الدفاع عن اليمن. وأثبتت الوقائع وتطورات الأحداث أن الحوثية هي الحرب (هوبسباوم قال إن الفاشية هي الحرب)

لافتا الى ان مليشيا الحوثي قاتلت وتُقاتل اليمنيين مستقوية بأسلحة وإمكانيات الدولة التي سَطَت عليها، ومسنودة بدعم مباشر من إيران، والمليشيات الشيعية في العراق ولبنان. ولم يكن بإمكان اليمنيين العُزَّل مواجهة هذا التحالف الطائفي الكهنوتي الفاشي العابر للبلدان، إلا بدعم عسكري عربي حقيقي ومباشر. وكما لاحظ أحد الأصدقاء، فطوال التاريخ لم يتم القضاء على الحركات والأنظمة الفاشية إلا بتدخلات عسكرية خارجية (النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، مثلاً).

ومضى حسان بقوله : السعودية والإمارات، قدمتا الدعم لليمنيين من أجل مواجهة الفاشية الحوثية، ومن أجل منع إيران من السيطرة على اليمن، باعتبار ذلك خطراً على الخليج. ورغم أن الإرهاب الحوثي مازال مسلّطاً على اليمن واليمنيين، إلا أن مرتزقة قطر وعملاءها يقودون حملات مستمرة؛ الهدف منها إخراج الإمارات، ثم السعودية، من البلاد؛ بما يؤدي، مرة أخرى، إلى جعل اليمن فريسة سهلة لمليشيا الحوثي.

ونوه حسان الى انه غالباً ما تحدث أخطاء وتجاوزات في التدخلات العسكرية الداعمة للشعوب التي تقع في امتحان الأقدار، ومِحَن تقلبات التاريخ.

وقال : نحن مع انتقاد تلك الأخطاء والتجاوزات، لكنا ضد حملات التشنيع التي تنطلق بهدف خدمة أجندة خارجية قذرة، نتائجها وخيمة على بلادنا. هناك من ينتقد السعودية والإمارات بدوافع وطنية صادقة هدفها إصلاح الأخطاء وإيقاف التجاوزات، وهناك من يفعل ذلك بدوافع مشبوهة هدفها خدمة أجندة خارجية وداخلية معادية لليمن. أنا مع انتقاد أي أخطاء أو تجاوزات تقوم بها السعودية والإمارات. لكني ضد الحملات المأجورة التي سترتد بأضرار كارثية على اليمن واليمنيين. دعونا نتخلص من الحوثي أولاً، وبعدها ممكن أن نختلف ونتصارع فيما بيننا. الأولوية اليوم لاستعادة الدولة، وتخليص اليمن من مليشيا الحوثي، وما دون ذلك مجرد معارك وهمية هدفها التشويش على الصراع الحقيقي.

وقال حسان ان ما يحدث اليوم، يُذكِّرنا بالتدخل المصري، الذي بدأ، عام 1962، لدعم ثورة 26 سبتمبر في اليمن. خلال ذلك التدخل، حدثت أخطاء وتجاوزات من قِبَل بعض الضباط والجنود المصريين، الذين جاؤوا إلى بلادنا للدفاع عن الثورة الوليدة ونظامها الجمهوري. حينها، استغل أعداء الثورة والجمهورية ذلك، وأوكلوا لعملائهم داخل الصف الجمهوري مهمة شَنّ الحملات على مصر وعبد الناصر. ومن داخل الصف الجمهوري، تعالت الأصوات متحدثة عن "احتلال مصري لليمن"، ومطالبة بتحرير البلاد من ذلك "الاحتلال" المزعوم! وشأن مرتزقة اليوم، قام مرتزقة الأمس بحملاتهم تلك متخفِّين خلف الشعارات "الوطنية" الكاذبة: "السيادة"، استقلال القرار اليمني، تصاعد الأزمة الإنسانية، سقوط ضحايا مدنيين في عمليات قصف غير دقيقة، وغير ذلك من الشعارات والمبررات. وكما طالب مرتزقة الأمس بإخراج مصر من اليمن، يُطالب مرتزقة اليوم بإخراج الإمارات والسعودية من اليمن. ومثلما انكشف مرتزقة الأمس وبقي التدخل المصري في اليمن علامة مضيئة في التاريخ العربي، سينكشف مرتزقة اليوم وسيبقى التدخل السعودي الإماراتي علامة مضيئة أخرى في تاريخنا العربي.

واشار حسان الى ان التشابه بين مرتزقة الأمس ومرتزقة اليوم يتجاوز التطابق في الشعارات والمطالب والمبررات، إلى تبنِّي الأفكار والكلمات ذاتها. أولئك قالوا إن التدخل المصري هو سبب المشكلة، وهؤلاء يقولون إن التدخل السعودي الإماراتي هو سبب المشكلة! أولئك قالوا: "يجب إخراج المصريين من اليمن، ونحن والملكيون يمنيون سنتفق فيما بيننا"، وهؤلاء يقولون: "يجب إخراج الإمارات من اليمن، ونحن والحوثيون يمنيون سنتفق فيما بيننا"! أولئك تحدثوا عن "احتلال مصري"، وهؤلاء يتحدثون عن "احتلال إماراتي سعودي" لليمن! وإلى هذا، فآلية عمل الطرفين واحدة. أراد أولئك التشويش على حقيقة الصراع الاجتماعي وطبيعته، وتشتيت قوى وطاقات اليمنيين، عبر ادخالهم في معارك مختَلَقَة مع مصر الداعمة لهم، فيما يحاول هؤلاء التشويش على حقيقة الصراع، وتشتيت اليمنيين، عبر ادخالهم في معارك مختَلَقَة مع الإمارات والسعودية الداعمتين لهم!

والمعروف أن خروج الجيش المصري من اليمن، عام 67، كان لصالح الملكيين، ووبالاً على الجمهوريين. والشاهد أن ذلك دَفَعَ قادة الطرف الأول إلى حشد كل قواتهم ومرتزقتهم، وحاصروا صنعاء. وكاد "حصار السبعين" أن يؤدي إلى انتهاء ثورة 26 سبتمبر، وعودة "الإِمَامة"، ممثلة في "محمد البدر"، إلى الحكم. وما أدى، حينها، إلى انتصار الثورة وجمهوريتها الوليدة هو شجاعة المدافعين عنها، وإيمانهم بعدالة قضيتهم؛ وهو ما يفتقده اليمنيين في حربهم الحالية ضد "الحوثي"، الذي يريد إعادة "الإِمَامة" إلى حكم البلاد. ولا حاجة إلى الإشارة لتَغَيُّر الموقف السعودي اليوم عنه خلال حرب الدفاع عن ثورة سبتمبر. هناك، كانت تدعم الملكيين؛ وهنا أصبحت تدعم الشعب اليمني.

وبحسب "حسان" ليس كل من ينتقد الإمارات مرتزقاً؛ ذلك أن عدداً كبيراً من الصحفيين والنشطاء، وبسطاء الناس، اشتركوا في "الحملة الإخوانية" المسعورة ضد الإمارات وقادتها، دونما إدراك لدواعي تلك الحملة، أو للأثار السلبية الخطيرة التي قد تلحق اليمن بسببها. وكذلك كان الحال في الحملة التي استهدفت مصر وعبد الناصر من قبل. ويكفي أن نشير هنا إلى سهولة التفريق بين موقف رئيس الجمهورية الأسبق، القاضي عبد الرحمن الإرياني، وموقف بقية رفاقه، قادة التيار التقليدي داخل الصف الجمهوري، من التدخل المصري في اليمن. كان الإرياني ضد أخطاء وتجاوزات التدخل المصري؛ فيما كان أغلب رفاقه، الذين تبنوا تلك الحملة، ضد ذلك التدخل من الأساس. لم يتخذ الإرياني موقفه ذاك طلباً للارتزاق، ولم يُجاهر به، بهدف إرضاء طرف بعينه، أو دولة بعينها؛ كما فعل بقية "أبطال" تلك الحملة. في مذكراته، تحدث الإرياني عن أخطاء التدخل المصري تلك؛ لكنه حَرِصَ أن يقول، بعد كل إشارة إلى تلك الأخطاء: لولا مصر وعبد الناصر لكنا تحت الأرض.. لولا مصر وعبد الناصر لكنا تحت الثرى.