اخبار وتقارير

الجمعة - 12 يوليه 2019 - الساعة 05:06 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص



تناقلت وسائل الإعلام أخبارا متضاربة عن الانسحاب الإماراتي من الجنوب، برغم التصريحات لمسؤولين إماراتيين أكدوا أن الإنسحاب فقط من الشمال ومن جبهات الحديدة التي باتت تخضع لمراقبة دولية، لافتين إلى أن القوات الإماراتية ما زالت تتواجد في الجنوب.
غير أن تلك الأخبار تلقتها مكونات سياسية موالية لقطر وتركيا وطهران، بحفاوة ورسمت المشهد المقبل في الجنوب على ما قبل دخول القوات الإماراتية عدن وتأسيس قوات المقاومة، في تجاهل لتقييم الوضع الراهن في الجنوب الذي تشكل المقاومة فيه القوة الأولى.

عودة الجنوب إلى ما قبل الغزو

يبدو أن القوى المناهضة لمشروع استعادة الدولة الجنوبية، برغم اختلاف توجهاتها كحزب الإصلاح والحوثيين، والقوى القبلية في الشمال، كل تلك القوى مجتمعة تتوحد لمواجهة الجنوب، وتسعى إلى عودة الجنوب إلى مربع ما قبل الغزو الحوثي في العام 2014، حيث كان يتنازع الجنوب أكثر من 46 لواء تتوزع ولاءتها بين تنظيم الإصلاح وأخرى موالية للحوثيين.
وبرأي متابعين فإن الجنوب مختلف عن ما قبل العام 2015، وتحولت المقاومة التي كان قوامها مائة مقاتل في مدينة الضالع ويقودها اللواء عيدروس الزبيدي، إلى مائة ألف مقاتل كجيش وطني مهمته تأمين الجنوب من أي غزو ثالث، كما أنها تشكل رقم في المعادلةالعسكرية اليمنية ليس فقط في الجنوب، بل وحتى خارج حدود الجنوب وحققت انتصارات عسكرية في عمق مناطق الشمال، أي أن المقاومة تحولت من معركة الدفاع إلى معركة الهجوم في مناطق الشمال.


خارطة القوة الجنوبية

يمثل تعداد القوات العسكرية والأمنية الجنوبية التي أشرفت على تدريبها وتجهيزها دولة الإمارات، كتعداد الجيوش في الدول العربية والأجنبية، وفي مقارنة بين الجيش الجنوبي الحالي، وجيش اليمن الجنوبي قبل العام 1990، من حيث التعداد، كان جيش الجنوب 80 ألف مقاتل يشكل رأس حربة للاتحاد السيوفياتي في الجزيرة العربية، بينما وصل تعداد القوات الجنوبية حاليا إلى نحو مائة ألف مقاتل.
تتوزع قوات المقاومة بين الأولوية العسكرية والقوات الأمنية المتمثلة في النخب والأحزمة، وقوام الأحزمة في عدن والضالع ولحج وأبين، 15 ألف، وقوات النخبة الحضرمية 20الفا، إضافة إلى النخبة الشبوانية 10 ألف، وبقية القوات تتوزع على الألوية العسكرية والأمنية الخاضعة للواء عيدروس الزبيدي، وشلال شايع وعدد من قيادات المقاومة.
وييصطف عشرات الآلاف كقوات احتياط شعبية، وهي تمثل الحاضنة والبيئة للقوات الجنوبية، ومثلت حجر الزاوية في معركة تطهير الجنوب من الغزو الحوثي.

إنجازات المقاومة

حققت المقاومة منذ تشكيلها بدعم من دولة الإمارات، العديد من الانتصارات ولعل باكورة تلك الانتصارات تحرير مدن الجنوب من الغزو الحوثي، لكن المعركة الأصعب والتحدي الأكبر الذي واجهة القوات الجنوبية كان الإرهاب المتمثل في جماعتي داعش والقاعدة، ومن يقف خلفهما ممن تتقاطع مصالحمها وهم أطراف يمنية وأخرى إقليمية، أرادت طعن المقاومة الجنوبية في الظهر، وزرعت تلك الجماعات في قلب مدن الحنوب، وذلك لإفشال مهمة تطبيع الأوضاع الحياتية في الجنوب، ومن أجل أيضا تخويف العالم بالإرهاب، وربط الجنوب بتلك الجماعات.
فور تحرير عدن عقدت قيادات المقاومة في أغسطس من العام 2015، العزم على تطهير مدينة عدن التي سقطت عدد من مديرياتها في يد تنظيم القاعدة وكانت المنصورة وحتى دار سعد مربع للموت، ومقرا للقيادة، ومعسكرا للتدريب، التقطت قيادات المقاومة أنفاسها بعد تحرير عدن من الحوثيين، وواجهت التنظيمات الإرهابية في معركة المصير، وهزمت تلك الجماعات وحققت لعدن الاستقرار، وبعدها انطلقت لتحرير أبين وشبوة وحضرموت حتى نال الجنوب النصر في معركة أعطت للمقاومة الجنوبية رضى وثقة وقبول المجتمعين الإقليمي والدولي، خصوصا وأن بقاء الجنوب رهينة للجماعات الإرهابية يمثل تهديدا للملاحة الدولية إضافة إلى دول الجوار.
ومن المعارك التي انتصرت فيها المقاومة بعد تطهير الجنوب من الاحتلال الحوثي، وإرهاب جماعتي القاعدة وداعش، معركة الحفاظ على مكتسبات الجنوب ومؤسساته وإيراداته التي نُهبت من قبل الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، وخاضت المقاومة معركة لمنع سقوط مؤسسات الجنوب بيد تنظيم الإخوان وأودت الضغوط التي مارستها قيادات المقاومة إلى إقالة أحمد عبيد بن دغر، وتشكيل حكومة معين عبدالملك ، وإجبار الأخير بتصريف الخدمات وبعدم الخوض في مناكفات سياسية تستهدف الجنوب.

مستقبل الجنوب

ينظر الجنوبيون إلى الجيش الجنوبي، بأنه ضمانة حقيقية لمستقبل المواطن في الجنوب، وذلك بعد الانتصارات التي حققها الجيش الجنوبي منذ العام 2015 في معاركه الدفاعية عن الجنوب، وبات المواطن يشعر بالأمان وهو في طريقه من المهرة شرقا وحتى ميون غربا.
وبحسب المصادر فإن القيادة السياسية في المجلس الانتقالي تخطط للانتقال خطوة نحو تحقيق حق المصير، وهو ما طرحه اللواء عيدروس الزبيدي، في جولاته إلى أوروبا وروسيا ودول الخليج، ولم يعارض ذلك الحق أيا من الدول، غير أنهم رهنوا ذلك بعامل الوقت في انتظار سقوط صنعاء والدخول في عملية سياسية ينال الجنوب استحقاقه برضى الجميع، وأكدت المصادر أن تعثر تحقيق انتصار ضد الحوثيين في الشمال، سيعيد المطلب الجنوبي مرة أخرى إلى طاولة دول الإقليم والعالم.
ويرى محللون أن ذلك لن يتحقق لولا انتصارات وقوة الجيش الجنوبي، الذي رعته دولة الإمارات، وبات قوة وازنة ليس في اليمن وحسب، وإنما في المنطقة.


_____________________________________


الإمارات في اليمن.. انتقال من إستراتيجية الحرب إلى إستراتيجية السلام

أنتقلت دولة الإمارات العربية المتحدة من خيار الحرب إلى إستراتيجية السلام في اليمن مؤخراً.

وقال مسؤول إماراتي رفيع، في حديث لصحيفة البيان الإماراتية، يوم الثلاثاء 9 يوليو، أن الإمارات ترى ضرورة إيجاد مخرج سلمي للأزمة اليمنية وحماية الجهود الأممية التي توصلت إلى اتفاق استوكهولم، كما قال إن بلاده أشرفت على تدريب نحو 90 ألف عسكري يمني أصبحوا يشكلون قوة أثبتت جدارتها، مشيرا الى أن القوات اليمنية باتت قادرة على تولي المسؤولية وحفظ الأمن في المناطق المحررة خاصة في الحديدة.

وتابع المسؤول الإماراتي": لدينا خطة لإعادة الانتشار في اليمن، من أهدافها الرئيسية إعطاء دفعة أقوى للعملية السياسية وإنجاحها من أجل إحلال السلام في اليمن، إضافة إلى إفساح المجال للقوات اليمنية لتستلم زمام الأمور على الأرض”.

تأكيد لعدم وجود مزاعم الأطماع

ودحض تصريح المسؤول الإماراتي لصحيفة البيان، مزاعم وجود أطماع للإمارات في اليمن كما تزعم الجهات المعادية للدولة، وكذا أكد أن بلاده دعمت القوات الجنوبية والشمالية من اجل تأمين المحافظات المحررة والتصدي لأي اعتداء حوثي او إرهابي ليس أكثر من ذلك.

وكانت الإمارات دعمت قيام قوات جنوبية كان الجنوب بحاجتها، وكذا دعمت نجل شقيق الرئيس السابق طارق محمد صالح والمقاومة التهامية من اجل مهمة تحرير شمال اليمن من الميليشيات الانقلابية.

انتهازية الإصلاح للحرب

ويُعتقد أن من أهم اسباب تغيير الاستراتيجية الإماراتية في اليمن، هو شعور دولة الإمارات بعدم جدية ميليشيات حزب الإصلاح في القضاء على جماعة الانقلاب الحوثية ما دفعها إلى الوصول إلى قناعة مفادها ان الميليشيات الإصلاحية لن تقاتل الحوثي وتواجد قواتها شمالاً هو وجود بلا نتائج وفائدة.

ويرى مراقبون بأن توقف الحرب في الجبهات الشمالية وبتواطؤ إخواني دفع الإمارات إلى إعادة قواتها من محافظة مأرب إلى أماكن أخرى ضمن خارطة الدفاع عن الأمن القومي العربي سواء بنقلها إلى الجنوب أو إعادتها الى دولة الإمارات للاستفادة منها.

وكانت قد توقفت الانتصارات شمال اليمن بعد تحرير مدينة مأرب واجزاء من الجوف وصعدة وتعز، إثر تحويل الإصلاح الحرب إلى مغنم، في انتهازية طائشة ولا مبرر لها.

وفي وقت سابق كشف وزير الدفاع محمد المقدشي، أن الجيش الوطني 70٪ منه وهمي في استمرار لسلسلة فساد الشرعية والإخوان، وهو مايؤكد عدم وجود جدية لإسقاط الانقلاب.

جهود إماراتية صنعت الاستقرار

إلى ذلك، أظهرت دولة الإمارات في اليمن نجاحاً مُبهراً في الجنوب من خلال صنعها للاستقرار عقب فوضى الانقلاب الحوثي صيف 2015.

وجندت الإمارات شباناً من ابناء المحافظات الجنوبية لتمكينهم من حماية مناطقهم منذ ما بعد الحرب ابتداءً من العاصمة عدن ووصولاً الى محافظتي حضرموت وشبوة، وكانت تلك التجربة أنموذجاً يحتذى به.

وتمكنت هذه القوات بدعم إماراتي من طرد تنظيمي القاعدة وداعش اللذين كانا يتواجدان بكثرة في محافظات شبوة وحضرموت وعدن.

ولم تكتف الإمارات عند هذا الحد بل مكنت قوات شمالية من تأمين اجزاء واسعة من الساحل الغربي لليمن بعد تمكن القوات الشمالية والجنوبية المدعومة من الدولة من إسقاط سلطة الحوثي من تلك المناطق.

شرعية عاجزة

في المقابل، لم يولي حكومة الشرعية والإخوان اي اهتمام بالاستقرار في محافظات الجنوب آنذاك، عقب الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية عليه والتي خلفت فراغاً أمنياً كبيراً، قبل أن تتولى دولة الإمارات ملف صنع الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية التي تحررت سريعاً من المد الحوثي.

ولا يبدو من خلال اداء الشرعية وعدم تصحيح مسارها حتى اليوم، أنها كانت تنوي صنع استقرار للمحافظات الجنوبية المحررة أو ستوليها اي اهتمام على صعيد الملف الأمني.

ولم تستطع الشرعية ضبط الاستقرار في مدينتي مأرب وتعز على مدى سنوات، وتعيش المدينتان تحت وطأة الانفلات الامني والاغتيالات والاعتقالات الغير قانونية.