اخبار سياسية

الأحد - 14 يوليه 2019 - الساعة 05:30 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

يعد الحراك الجنوبي أول حراك شعبي جنوبي بعد الوحدة اليمنية، حيث بذا بكيان جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين المسرحين من عملهم، وكانت من مطالب الحراك الجنوبي
الاستقلال الجنوبي اليمني.

ويعد البيض بدوره أحد أبرز الشخصيات السياسية، يحظى بشعبية كبيرة، ويعتبره الجنوبيون "الرئيس الشرعي للجنوب"، ويترأس تيار المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، وهو التيار الأكثر شعبية.

وظهر الحراك الجنوبي في يوليو 2007م، ومنذ ذلك العام، حيث نظّم مواطنون من جنوب اليمن اعتصامات ومسيرات ومظاهرات احتجاجاً على الحكومة المركزية التي يسيطر عليها الشماليين، بما في ذلك فصل الجنوبيين من العمل المدني والأمني.

واستمرت الاحتجاجات لأجل مطالب حقوقية بإعادة المتقاعدين، ومعالجة آثار الحرب الأهلية 1994م، لكنها تطورت إلى دعوات للانفصال نتيجة تجاهل النظام اليمني، إبان حكم علي عبد الله صالح لهذه المطالب.

وكُثّفت احتجاجات الحراك الجنوبي وحملاته في عدن، والضالع، ورددوا شعارات مناهضة ضد الوحدة، إلا إن شكاواهم الاقتصادية والسياسية لم تجد حلاً.

وفي سبتمبر من عام 2007م، قامت قوات الأمن بقتل 3 من المتظاهرين المطالبين بالاستقلال و8 جرحى بمدينة الضالع.

وفي نوفمبر من نفس العام، قُتل شخص وجرح العشرات أثناء تفريق قوات الأمن تجمعات كبيرة كانت متجهة إلى المشاركة في مهرجان دعا له المتقاعدون في عدن بمناسبة ذكرى استقلال الجنوب (عيد الجلاء) يوم 30 نوفمبر.


*اتهام نظام صالح بنهب ثروات دولة الجنوب وتدميرها*

اتهم الجنوبيون نظام الرئيس صالح والشماليين، بنهب ثرواتهم وتدمير الدولة الجنوبية ومؤسساتها ونهب المعسكرات والبسط على الأراضي، وتسريح الموظفين الجنوبيين من وظائفهم في مؤسسات الدولة.

فقد كانت بداية انطلاق احتجاجات الجنوبيين حقوقية مطلبية، كإعادة المسرحين والمساواة والعدل وتصحيح مسار الوحدة، لكن نظام صالح قابلها بالقمع، وسقط العشرات من القتلى والجرحى.

وتطورت حتى سقط الآلاف من أنصار الاحتجاجات بين قتلى وجرحى ليرفعوا بعدها سقف مطالبهم إلى سياسية، وبرزت شعارات التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، وأعلنوا التصالح والتسامح الجنوبي، لتجاوز أحداث مجازر عام 1986 التي اندلعت بين أعضاء الحزب الاشتراكي الحاكم للجنوب قبل الوحدة وقطع الطريق أمام النظام لضربهم.

من جهته، حاول صالح احتواء الاحتجاجات عبر شراء الولاءات، لكن لم يفلح في تحجيم الاحتجاجات، ولا سيما أنها كانت تتزايد وخصوصاً بعد انسداد الأفق بين المعارضة حينها والنظام وصولاً إلى حد القطيعة.


*احتجاز قيادات حراكية*

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات، وبقدوم عام 2008م، حيث راح الكثير من أبناء جنوب اليمن يطالبون بالانفصال واستعادة استقلال الجنوب، القائمة حتى قيام الوحدة اليمنية.

وخلال هذا العام من شهر ابريل، اعتقلت قوات الأمن 12 من قيادات الحراك الجنوبي، وكان من بين الزعامات أحمد بن فريد، وعلي الغريب، وحسن باعوم وعلي مُناصر، وآخرين، حيث تم احتجازهم ستة أشهر تحت الأرض، واتهموا بالمساس بالوحدة اليمنية والتحريض على الإنفصال، وفي شهر سبتمبر عفى عنهم الرئيس السابق (عفاش).

يبرز القيادي حسن أحمد باعوم، كأهم القادة التاريخيين في الجنوب، ويعتبره الجنوبيون الأب الروحي لثورتهم، ويقود الميدان وتعرض لأشد أنواع التعذيب بعد اعتقالات وتعسف تعرض لهما خلال عهد النظام السابق.

ويترأس باعوم المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب، الذي يعدّ أهم التيارات داخل الحراك وأكبرها، إلى جانب تيار الرئيس الجنوبي ونائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، المقيم في الخارج.


* من يتحكمان في الشارع الجنوبي*

البيض وباعوم هما من يتحكمان في الشارع الجنوبي وقراراته بدرجة رئيسية، بالإضافة إلى كل من الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء الأسبق حيد أبو بكر العطاس، اللذين يقودان تيار "مؤتمر القاهرة" ويحظيان بنفوذ، ولو أقل، وسط الحراك.

كما يبرز أيضاً القياديان محمد علي أحمد رئيس مؤتمر شعب الجنوب، والعميد ناصر النوبة الذي يُعتبر المؤسس الأول للحراك الجنوبي، وجمعيات المتقاعدين العسكريين.

وهناك أطراف فاعلة على الساحة الجنوبية كحزب الرابطة، الذي يتزعمه السياسي عبد الرحمن الجفري، والمجلس الوطني، وغيرهما من تيارات الحراك الجنوبي التي تندرج بشكل أو بآخر تحت إطار التيارات الكبيرة.

كما يوجد الحزب الاشتراكي بشكل كبير، داخل الحراك الجنوبي، واغلب قادته كان ولا يزال البعض منهم ينتمي إلى هذا الحزب.

لكن في المقابل هناك أيضاً تيارات دينية داخل الحراك الجنوبي، البعض منها مؤطر كحركة النهضة السياسية، ذات التوجه السلفي، وهي الأخرى تحظى بشعبية، نتيجة للمرونة التي تبديها قيادتها في التعامل مع الأحداث، وتعتبر كأول حركة إسلامية تتبنى مطالب الانفصال.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد مكون الهيئة الشرعية الجنوبية، داخل الحراك الجنوبي ويديرها مشايخ ورجال دين، وتحظى بتوافق الكل، ولديها شعبية ونفوذ حتى في القرارات.

وظهر أخيراً حلف قبائل حضرموت والعصبة الحضرمية وهؤلاء يركزون على حضرموت تحديداً.


*انضمام شخصيات بارزة الى الحراك*

تطورت الأحداث في عام 2009م، وأدت الى وقوع مصادمات مسلحة بين أتباع الحراك الجنوبي من قبائل ردفان وقوات الأمن في جبال الأحمرين بالقرب من الحبيلين، على بعد 100 كيلومتر تقريباً شمال شرق عدن وذلك بسبب قيام قوات الجيش باستحداث مواقع عسكرية على جبال الأحمرين المطلة على مديريات ردفان الأربع وهو ماخلق حالة من الاستهجان والرفض لدى الحراك الجنوبي و أشعل فتيل الحرب التي أدت إلى عدة جنود قتلى ومدنيين مصابين.

وفي نفس العام، أعلن القيادي الإسلامي الجنوبي البارز طارق الفضلي، عن نهاية تحالفه مع الرئيس السابق صالح والإنضمام إلى الحراك الجنوبي في جنوب اليمن، وهو ما أعطى دفعة جديدة إلى الحراك الجنوبي، وكان الفضلي مع المجاهدين في أفغانستان أثناء الحرب السوفياتية في أفغانستان.

وفي أبريل من نفس عام 2009م، اعتقل السفير السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قاسم عسكر جبران بتهمة "تهديد الوحدة والتحريض على قتال السلطات"، ونقل الى العاصمة السابقة صنعاء للسجن الأمن السياسي، وأحيل للمحاكمة بناء على أدلة قوامها "خُطب ووثائق ومنشور بعنوان "مشروع لرؤية خاصة بحراك الكفاح السلمي لقضية الجنوب ومستقبل شعب جنوب اليمن" ووثيقة تفيد بالانتماء إلى "المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة جنوب اليمن"

وفي يوليو 2009م، وقع صدام في زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وخلف 12 قتيلاً على الأقل، كما وقعت حوادث عنف هنا وهناك ضد مدنيين من الشمال في جنوب اليمن، مما يشير إلى تصاعد حدة التوترات بين أبناء المنطقتين.

حيث قتل ثلاثة شماليين في ردفان على يد من يُشتبه في كونهم متعاطفين مع الحراك الجنوبي، وفي الشهر نفسه، هاجم المتظاهرون وأحرقوا ونهبوا متاجر يملكها شماليون في المكلا بمحافظة حضرموت.


*معاناه الحراك الجنوبي في عدم قدرته على التوحد*
ورغم مرور الحراك الجنوبي بمنعطفات خطيرة، ومساعٍ لجرّه إلى العنف من قبل النظام السابق، للقضاء عليه وربطه بالقاعدة والإرهاب، مستغلاً انضمام الفضلي إليه، وهو الجهادي السابق في أفغانستان، وتضليل المجتمع الدولي باسم الإرهاب في الجنوب، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل.

واستمر الحراك الجنوبي على نهجه السلمي، لكنه عانى من مشكلات عديدة في مقدمتها عدم قدرته على التوحد وبروز خلافات دائمة بين مكوناته، تعكس في جزء منها صراعاً على مستقبل الجنوب.


*المطالبة برحيل صالح " ثورة الربيع العربي"*

في عام 2011م، توسعت دائرة ثورة الشباب "ثورة الربيع العربي"، التي عمّت معظم المدن اليمنية شمالها وجنوبها مطالبين برحيل الرئيس واسقاط النظام، واستغل الحراك الجنوبي الوضع الراهن بذلك العام وأعلن انضمامه إلى المظاهرات والاحتجاجات التي تعم البلاد.

لم توافق بعض فصائل الحراك هذا البيان ورفضته مؤكدة استمرار مطالبتها بالإنفصال، وانسحب أعضاء الحراك من المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية الذي شكلته المعارضة في الآونة الأخيرة، وقالوا إن تمثيل الجنوبيين في المجلس غير منصف حيث طالبوا ب 50 % من المقاعد، بينما يقول منظمي المجلس أن التقسيم وتوزيع المقاعد لايكون لأبناء الجنوب وزن المناصفة وكان هناك تخوف من تثبيت أحقيه المناصفة في باقي الأمور السياسية كمجلس النواب أو الوزارات تم على أساس المنظمات والأحزاب والهيئات وجميع أطياف المجتمع اليمني وليس على أساس الشمال والجنوب.


*الحوار الوطني اليمني*

وفي بداية شهر مارس 2013م، بعد أحداث عنف دامية في المدينة بسبب عدم سماح قوات الأمن بدخول جماعة مسلحين من الحراك الجنوبي الى المدينة لإقامة مظاهرة بمناسبة حلول ذكرى إجلاء آخر جندي بريطاني 30 نوفمبر 1967م، حيث قامت قوات الأمن و التابعين لمتنفدين حزب الإصلاح الجناح العسكري للإخوان المسلمين المستفيدي من الوحدة والفساد.

و انعقد الحوار الوطني في عهد الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي، الذي انعقد في صنعاء مارس/2013 م، وحتى يناير/كانون الثاني 2014م.

وأقر الحوار الوطني الفيدرالية وتقسيم البلاد إلى 6 أقاليم بينها اقليمان في الجنوب وستة في الشمال، حيث خصص الرئيس هادي للحراك الجنوبي 85 مقعداً من بين 565 مقعداً من مقاعد مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي يفترض أن ينطلق في 18 مارس 2013م، في إطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة والسعي لحل مشكلات البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور، وتقرر أن يكون 50% من مقاعد الحوار الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية.

*رفض قيادات حراكية الإنضمام إلى الحوار الوطني*

قسماً كبيرا من الحراك الجنوبي ما زال يرفض الإنضمام إلى الحوار، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض.

والتقى الرئيس هادي ببعض قيادات الحراك الجنوبي وكان من بينهم أحمد بن فريد الصريمة في محاولة إقناعهم بالدخول في الحوار الوطني، وبسبب رفضهم للدخول الحوار، قال الرئيس هادي إن من حق السلطات أن تطلب محاكمة جنائية في محكمة العدل الدولية لأطراف من الداخل أو من الخارج تحاول عرقلة التسوية وتقف حجر عثرة أمام مستقبل اليمن، وكان يقصد بقوله هذا نائب الرئيس اليمني السابق "علي سالم البيض" الذي اعتبره مجلس الأمن الدولي من معرقلين التسوية السياسية.

أما الفريق المشارك في الحوار فلم يستمر طويلاً، وانتهى مؤتمر الحوار الوطني، وتبني الدولة الاتحادية، بستة أقاليم، اثنان منهما بالجنوب، وهو ما رفضه الجنوبيون، وخرجوا في مظاهرات ضد تلك المخرجات.

ونتيجة لتطور الأحداث في الشمال، وسقوط صنعاء بيد الحوثيين، انضم جنوبين الأحزاب والسلطة إلى الحراك الجنوبي، وأعلنوا تبنيهم مطالب الانفصال، وفي مقدمتهم الجنوبيون المنتمون لحزبي الإصلاح والمؤتمر، وهم ينخرطون في الاعتصام المفتوح والاحتجاجات الحالية لتعاد خلط الأوراق من جديد في جنوب اليمن.