عربي ودولي

الأربعاء - 17 يوليه 2019 - الساعة 05:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

هودان نالايا وجه الصومال الجميل

تحديث نت | العرب


قتلت الصحافية الصومالية هودان نالايا وهي حامل بطفلها الثالث، وقد كرست حياتها خلال السنوات الأخيرة لبث قصص إيجابية عن بلد يعاني منذ عقود من الحرب الأهلية والهجمات المتطرفة والمجاعة.

وقتل مع الصحافية زوجها فريد جمعة سليمان، كما لقي 23 شخصا آخرين حتفهم بعد أن انفجرت آلية مفخخة عند مدخل فندق مزدحم في وسط كيسمايو، الجمعة الماضي.

كانت نالايا (43 عاما) حريصة على أن تظهر أن ثمة حياة في الصومال وهي تنشر صور الأسماك وهي متدلية من أيادي الصيادين، فيما القوارب الصغيرة تنطلق في المياه الزرقاء الناصعة.

كتبت في إحدى المرات على حسابها في تويتر “يدّخر الناس ما يجمعونه في حياتهم ليعيشوا على الشاطئ بعد تقاعدهم. ولكننا في الصومال نمتلك شواطئ واسعة ولا يرى شعبنا قيمتها. دعونا نقدر البركات الجميلة التي رزقنا بها”. وقال معاذ خان منتج الأفلام في تورنتو، إنه قابل هودان قبل بضع سنوات واستلهم من “حكمتها”.

وأضاف في تصريح لوكالة أسوشيتد برس أنها دائما ما ألهمته، حيث كانت تشجع الشباب على التمسك بأحلامهم وآمالهم وإن كانت صعبة في البداية. ونعى أحمد حسين وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الكندية، نالايا، قائلا إنها “أبرزت قصص المجتمع الصومالي الإيجابية ومساهماته في كندا” من خلال عملها. وعبر عن حزنه على خسارتها وخسارة الآخرين الذين قتلوا في الهجوم الأخير. ولدت نالايا في مدينة لاس عانود الواقعة شمال الصومال، ثم انتقلت مع أبيها وأمها وإخوتها الـ11 إلى مقاطعة ألبرتا الكندية في شتاء سنة 1984، بينما كانت البلاد تعيش تحت درجات حرارة منخفضة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر.

تحدثت عن تجربتها خلال مقابلة سابقة مؤكدة أن والدها عمل في مجال إنفاذ قانون مواقف السيارات بعد أن كان دبلوماسيا صوماليا.

انتقلت الأسرة إلى تورنتو سنة 1992، ثم أكملت نالايا دراستها في جامعة وندسور لتعمل في مجالات المبيعات والأعمال إثر ذلك. ثم عادت إلى الجامعة مرة أخرى للحصول على شهادة في الصحافة وتحقيق حلم طفولتها إذ أرادت أن تصبح مقدمة برامج تلفزيونية. وأصبحت بعدها من المشاهير على وسائل الإعلام.

في عام 2014، أطلقت نالايا منصة تلفزيونية من كندا كوسيلة لنشر القصص الصومالية، وانتقلت إلى مدينة كيسمايو الساحلية سنة 2018 لمواصلة عملها بعد زيارة موطنها عدة مرات. واكتسب البرنامج، المعروف بين أفراد الشتات الصومالي، مئات الآلاف من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. كما قابلت سليمان، الذي كان يساعد في حفر بئر للمياه الصالحة للشرب في الصومال التي تعاني من الجفاف. وتزوجا.

قالت ساسيدو شاي، وهي ناشطة صومالية في مينيسوتا، إن نالايا كانت تريد أن يتعرف الأجيال الشابة من الشتات الصومالي على بلادهم. وأشارت إلى أنها كانت تستغل منصتها لإلقاء الضوء على الصوماليين في الداخل والخارج.

ووصف أو هيرسي، زوج نالايا الذي قتل معها، والذي كان يعرفه بأنه زوج مخلص. وقال “كان رجلا رائعا وكان يهتم بالناس، كان لطيفا وغير متكبر”. وأكدت شاي أن نالايا لم تكن تريد أن تكون مشهورة بقدر ما كانت تحاول أن توفر منصة لأبناء بلادها ليعبروا عن أنفسهم. كلما سئلت عن الإرث الذي تريد أن تخلفه بعد وفاتها، كانت نالايا تقول “أريد أن يتذكرني الناس كشخصية موحدة”.