اخبار وتقارير

الثلاثاء - 13 أغسطس 2019 - الساعة 07:27 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

شهدت مدينة عدن جنوب اليمن، صباح الأول من أغسطس، مشاهد دموية في معسكر الجلاء في البريقة، و إدارة الأمن بالشيخ عثمان؛ ماجعل عدن تعم بالضجيج والالم حزن، و زعزعة استقرار العاصمة.

وأعلنت ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم على احتفال لتخريج دفعة جديدة من الجنود في معسكر الجلاء بمنطقة البريقة في عدن، الذي استهدف قوات الحزام الأمني التي لعبت الدور الأبرز في مكافحة الإرهاب ومواجهة مسلحي القاعدة وتنظيم داعش في عدن ولحج وأبين، وكأنها تنتقم من قوات الحزام لشركائها 《الارهاب》.


وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد سريع في خبر عاجل بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة إن ما يسمى القوة الصاروخية نفذت عملية مشتركة على معسكر الجلاء بعدن استهدفت مقرات أمنية تابعة للحزام الأمني المدعوم من الإمارات وعرضا عسكريا.

وأدى الهجوم الحوثي الإرهابي إلى مقتل العميد منير اليافعي، قائد اللواء الأول في قوات الدعم والإسناد بالحزام الأمني في عدن، بالإضافة إلى 40 شخصا، وإصابة العشرات، وفق مصادر أمنية وطبية.

ويأتي الهجوم بعد يوم واحد من عملية استهدفت موكب أمين عام المجلس الانتقالي أحمد حامد لملس في مديرية الرضوم بمحافظة شبوة، وتوفي ثلاثة من قيادات الانتقالي.

 

رائحة 《الدوحة، و طهران، وإسطنبول》

وتشير دلائل تفجيرين في يوم واحد في عدن على تنسيق بين مليشيا الحوثيين والجماعات الارهابية، والنتيجة الأقرب إلى الخبرة عدن مع الإرهاب في كل من الشيخ والبريقة، صباح يوم الخميس من الاسبوع الماضي، حيث أن هجومها يحمل رائحة 《الدوحة، و طهران، وإسطنبول》، التي كل ما يهمها هو زعزعة أمن العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية.

وبينما تتعرض تلك القوة الضاربة لحملة إعلامية شرسة تدار من قطر وتركيا وميليشيات حزب الله اللبناني وإيران، فإن طريقة تنفيذ الهجوم باستخدام صاروخ باليستي تحمل بصمات طهران.

ولطالما استخدمت ميليشيات الحوثي الصواريخ الباليستية في كثير من الاوقات عند استهدافتها الارهابية، وكذلك على الأراضي السعودية، وتثبت كل الدلائل أن مصدرها طهران.


ضجت العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، ومواقع التواصل الاجتماعي في الجنوب والخليج بردود فعل عن ماحدث من تفجيرين في يوم واحد بأن العملية مدبرة وأن هناك تخطيط مسبق بمساعدة مجهولة من داخل عدن.


إيران وراء الهجوم

وفي هذا السياق، قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إن إيران تقف وراء الهجوم في عدن.

وأضاف آل جابر في تغريدة على حسابه في تويتر أن "الاستهداف المتزامن من قبل الميليشات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لأمن واستقرار العاصمة عدن، مؤشر قوي لتوحد أهدافها مع أخواتها الإرهابيه داعش وتنظيم القاعدة التي تستحل الدماء ولا تعترف بالدولة ولا بالقوانين ولا بحرمة الإنسان".

حقيقة توحد الأهداف التي تتبناها قوى الشر


و قال وزير الشباب والرياضة نايف البكري  إن "توافق الحدثين والجريمتين يكشف للشعب والعالم حقيقة توحد أهداف مشاريع الموت التي تتبناها قوى الشر والانقلاب ورأس الدمار والإرهاب في صنعاء والعصابات المتطرفة".

وأضاف البكري "لقد خسرنا اليوم سواعد شابة كان يُعوَّل عليها في بناء الدولة التي يحلم بها أهل عدن، وستبكي عدن كثيراً فراق أبنائها، ولكن علينا أن نعي جميعاً أنّ عدونا واحد يتربص بنا الدوائر ويعد عدته لمحاربتنا في شتى أرجاء الوطن".

وتابع البكري "ندين وبكل شدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت شهداء الوطن، وننعي كل أهل ومحبي أبو اليمامة، ونعزي أبناء الوطن قاطبة باستشهاد رجال الأمن الأبطال بمختلف الميادين".

وختم حديثه"المجد للشهداء، الشفاء العاجل للجرحى، والنصر لعدن ولا نامت أعين الغدر".



نواجه حرب قذرة

وفي نفس السياق قال الصحفي ياسر اليافعي" ابو اليمامة استشهد بطل في الميدان ويحمل شعارات ورموز القضية التي يُؤْمِن بها، حقق انتصارات تحدث عنها العالم كله وتتداولها الأجيال، وهذا مصير الشجعان والأبطال على مدى التاريخ".

واكد اليافعي"الوفاء له بالسير على الطريق الذي استشهد من أجله وقبله الالاف من ابناء الجنوب، ووحدة الصف وإعادة تقييم المشهد وسرعة التحرك للحفاظ على المكاسب التي تحققت خطوات يجب ان تتخذ وفوراً".

واشار اليافعي" نحن نواجه حرب قذرة وشاملة اطرافها كثيرة ومتعددة، وحقد دفين اظهروه في شماتتهم وفرحتهم بشهداء الجنوب ومن حقنا الدفاع عن انفسنا والحفاظ على مكتسباتنا وتضحياتنا، ولن يرضوا عنا حتى يعودوا بقوتهم ومليشياتهم وإرهابهم الى الجنوب، وهذا استحاله يحدث لذلك سنواجه حرب شاملة وقذرة".

وختم حديثه" دعواتنا بهذا اليوم الفضيل بالرحمة والمغفرة للشهيد البطل منير اليافعي وكل رفاقه وشهداء شرطة الشيخ عثمان وشهدا الواجب في المحفد".



لحظة مراجعة لا فرصة تصفية حسابات

ومن جانبة قال محمد احمد بالطيف "
ما حصل في عدن من جريمة بشعة استهدفت ادارة الأمن بالشيخ عثمان ومعسكر الجلاء بالبربقة تفرض على الجميع تحكيم العقل وترشيد الخطاب وتحديد الوجهة الصحيحة بدل المكائدات والمناكفات البينية التي لا يستفيد منها سواء العدو المشترك". 

واشار بالطيف"ماحصل اليوم يجب أن يكون لحظة مراجعة لا فرصة تصفية حسابات واصطياد في المياة العكرة وعلى حساب دماء زكية وأرواح طاهرة نقية".

واكد بالطيف" نعلن تضامننا مع أسر الضحايا وتعازينا لأهاليهم ولجميع محبيهم وذويهم سائلين المولى جل في علاه أن يتغمدهم بواسع مغفرته ورحمته وأن يتقبلهم في الشهداء والصالحين".


كانت الحرب الأهلية ستنفجر

أما الصحفي فتحي أبو النصر فقال "من فضائل الحوثيين أنهم أعلنوا مسؤوليتهم عن عملية عدن الأخيرة، ولو ما أعلنوا كانت الحرب الأهلية في عدن ستنفجر تماما"، مشيراً إلى أن كل الفصائل هناك متوترة ضد بعضها فقط ومتناسية الحوثيين الذين يضحكون على الجميع.


الدفاع عن عدن يبدأ في رداع ويريم

من جهته قال الأكاديمي معن دماج إن كل القوى الواقفة في المعسكر المضاد للحوثية ستدفع -وستدفع - ثمن انتهازيتها وضيق أفقها. وأضاف "كان الشهيد علي عنتر يقول إن الدفاع عن عدن يبدأ في رداع ويريم، والحقيقة أنه طالما وجد نظام رجعي في صنعاء فلا عدن ولا أي مكان في اليمن سيكون في أمان، وضيق أفق البعض ترك جبال القبيطة والحشاء في أيدي الحوثيين".

وتابع "لا عاقل يتوقع أن أحداث اليوم مثل التي سبقتها ستجعل الجميع يتوحد ضد الحوثي، فالصراعات البينية في المعسكر المقابل للحركة الحوثية أصبح لها الأولوية من وقت طويل، بما فيها الصرعات السعودية الإماراتية".