اخبار وتقارير

الأحد - 18 أغسطس 2019 - الساعة 06:35 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | العرب



اتخذ عبدالملك المخلافي، مستشار الرئيس اليمني المؤقت عبدربّه منصور هادي، مواقف أظهرت مزايدته على هادي ورغبته الواضحة في العودة إلى موقع مهمّ داخل الحكومة الشرعية في اليمن وهو ما اعتبرته أوساط يمنية نموذجا للسياسي اليمني الانتهازي المستعد لتغيير جلدته في أي لحظة متى احتاجت مصالحه إلى ذلك.

اعتبرت مصادر يمنية أن المواقف الأخيرة التي اتخذها عبدالملك المخلافي، مستشار الرئيس اليمني المؤقت عبدربّه منصور هادي، تشكل تعبيرا صارخا عن عمق الأزمة الداخلية التي تعاني منها “الشرعية” في اليمن من جهة وغياب أي شخصية ذات وزن تقبل العمل مع هذه “الشرعية” من جهة أخرى.

وأشارت هذه المصادر إلى أن المخلافي، الذي كان وزيرا للخارجية بين أواخر 2015 ومنتصف العام 2018، كان دائم الاستهزاء بالرئيس الانتقالي، إذ لم يخف في مجالسه الخاصة أنّه يجد عبدربّه منصور شخصا ساذجا غير مؤهل لتولي شؤون الموقع الذي يشغله.

لكنّ هذه المصادر كشفت أن المخلافي الذي أقاله عبدربّه منصور من موقع وزير الخارجية بشكل مفاجئ وعيّنه مستشارا له في مايو 2018 أراد في الواقع المزايدة على الرئيس الانتقالي في إظهار عدائه لدولة الإمارات العربية المتحدة، لعلّ ذلك يسترضي عبدربّه منصور ويحمله على إعادة الاعتبار له لعلّه ينزله عن الرفّ مجددا.

ولاحظت شخصية يمنية أنّ المخلافي الذي ينتمي إلى “التنظيم الشعبي الناصري”، وهو حزب تم تهميشه في اليمن كان يستخدمه علي عبدالله صالح في إطار التجاذبات والمماحكات الداخلية وقام بتأسيس مجموعة أحزاب ناصرية موازية له، يشكل نموذجا للسياسي اليمني الانتهازي المستعد لتغيير جلدته في أي لحظة متى احتاجت مصالحه إلى ذلك.

وقالت هذه الشخصية اليمنية التي تعرف المخلافي عن كثب، كما أنها من المنطقة نفسها التي ينتمي إليها (تعز)، إن الرجل لا يهتمّ سوى بحماية مصالحه إذ انقلب فجأة على علي عبدالله صالح في أواخر العام 2010 لدى شعوره بأنّ هناك تحرّكا جدّيا ضدّه في الشارع اليمني يقوده حزب الإصلاح الذي يتحكّم به الإخوان المسلمون.

وتساءلت غير شخصية يمنية وقتذاك كيف يمكن لشخص يعتبر نفسه “ناصريا” (نسبة إلى جمال عبدالناصر) نقل ولاءه من علي عبدالله صالح إلى عدم ممانعة تولي الإخوان المسلمين السلطة وهم الذين كانوا ألدّ أعداء عبدالناصر؟

المخلافي كان دائم الاستهزاء بالرئيس الانتقالي إذ لم يخف في مجالسه الخاصة أنّه يجد عبدربّه منصور هادي شخصا ساذجا غير مؤهل لتولي شؤون الموقع الذي يشغله

لكنّ هذه الشخصيات فسرت وقتذاك هذا التحوّل بحاجة المخلافي إلى حماية مصالحه، خصوصا أن لديه حصّة في جامعة أجنبية يمتلكها النائب اللبناني عبدالرحيم مراد الذي كان يعمل لمصلحة القذافي في لبنان. وقد فتحت هذه الجامعة فرعين لها في صنعاء وتعز.

وأضافت أن هناك علاقات قديمة للرجل مع حزب الله، نظرا إلى أن عبدالرحيم مراد محسوب على الحزب في لبنان، كما أن المخلافي كان يشارك في كل اجتماعات المؤتمر القومي العربي في بيروت وغير بيروت، وهي مجموعة يستخدمها الحزب في حملة العلاقات العامة لجذب شخصيات سنية عربية ووضعها في محوره المعادي لدول الخليج العربية. ولم يبتعد المخلافي عن المؤتمر القومي العربي إلا في مراحل متأخرة (استقال عام 2017) بعد أن صار واضحا تحول الحزب من منظومة تؤيد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى واجهة من الواجهات السياسية لحزب الله.

وذهبت شخصية يمنية إلى كشف أن احتقار المخلافي لعبدربّه منصور بلغ ذروته عندما راح يبعث إليها برسائل واتساب معلقا فيها على كلام الرئيس الانتقالي في أثناء إلقاء خطابه في إحدى القمم العربية.

وأوضحت أن المخلافي لم يخف، في أثناء إلقاء الرئيس الانتقالي كلمة اليمن في القمّة العربية التي انعقدت في البحر الميت في الأردن، أنّه يجد نفسه مجبرا على الجلوس خلف رجل جاهل لا يحسن حتّى تهجئة الكلمات الواردة في خطاب كتب له ولا يدرك أهمّية مضمونه!

ويذكر أن المخلافي يقيم حاليا بين الرياض والقاهرة ولا يزال يعمل من أجل العودة إلى موقع مهمّ في إطار “الشرعية”، حتّى ولو كان ذلك عبر رئيس انتقالي لا يكنّ له أي احترام.

واستغرب متابعون للشأن اليمني كيف يمكن أن تتحول مواقف المخلافي من النقيض إلى النقيض، فبعد أن كان معترضا على أخونة الخارجية حين كان وزيرا لها، بات الآن يدافع عن مواقف تخدم حزب الإصلاح الإخواني وينتقد السعودية والإمارات.

وقال المخلافي، الخميس، إن اليمنيين فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي، وإن الشرعية ما زالت تملك الكثير من الخيارات، وذلك تعليقا على أحداث عدن الأخيرة.

وأوضح المخلافي، في تغريدات بصفحته الرسمية على موقع تويتر، أن‏ على التحالف العربي أن يدرك حجم ما حدث في عدن ومخاطره، حتى وإن كانت بعض أطرافه مشاركة في ذلك.


واعتبر المراقبون أن هذه التغريدات تكشف أن مستشار الرئيس الانتقالي ينظر إلى مؤسسات “الشرعية” كغنيمة يجب الحفاظ عليها كما هي طالما أنه مستفيد منها، سواء من الجاه أم المال اللذين توفرهما، ولا يهمه من يسيطر عليها، أو إلى أين تقود اليمنيين الذين سئموا نفوذ شرعية غائبة عن الواقع وغير جامعة لليمنيين، وعلى العكس فهي قد سلمت مؤسساتها الحيوية مثل الدفاع والأمن لحزب الإصلاح ليخوض معاركه تحت غطائها لفائدة أجنداته الخاصة في الداخل والخارج.