عرض الصحف

الإثنين - 19 أغسطس 2019 - الساعة 11:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

تتصاعد حدة التنافس السياسي على الساحة التونسية، في ظل تزايد أعداد المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن التجاذبات تتحكم في الأداء السياسي للكثير من الأحزاب والقوى اليسارية، بداية من حزب النهضة وحتى قوى اليسار السياسي والمرشحين المستقلين، وسط تزايد ملحوظ لقوة تأثير منظمات المجتمع المدني.

لمصلحة من؟

هل يعيش حزب النهضة حالة من عدم الاستقرار والصراعات الداخلية؟ سؤال مركزي بات مطروحاً وبقوة عقب بعض من التقارير الصحفية المنشورة أخيراً، سواء في تونس أو خارجها، خاصة مع وجود الكثير من الدلائل على الخطوة.
ورصد الكاتب الصحفي الهاشمي نويرة ظواهر لهذه الصراعات عبر مقال له في صحيفة "الصحافة التونسية"، وقال إن "هناك أشياء جدّية وخطيرة تحدث داخل حركة النهضة (الذراع الإخواني في تونس)".
وتوقع الكاتب أن تأتي أيام عصيبة على تونس، وهي الأيام التي ستحدّد مستقبل حزب النهضة السياسي بعدما تأكّد انتهاء دور "الإسلام السياسي" داخله.
ونبه نويره في مقاله إلى وجود تناقض الآن بين مصلحة الحزب السياسية ومصلحة "الشيخ"، في إشارة إلى مرشح الحزب عبد الفتاح مورو بالانتخابات. وأوضح أن الكثير من الجهات داخل حزب النهضة تعترض على قرارات الحزب السياسية التي صدرت خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن وجود جناح يعترض على ترشح مورو للانتخابات الرئاسية، وهو ما يزيد مما أسماه بالجرح الداخلي للحزب.
وقال الكاتب إن "الجُرْحَ الداخلي بالحزب لم يَنْدَمِلْ وهو يهدّد الجسم النهضاوي في وجوده أصلاً".
ونبه الكاتب إلى أن مورو، غير واعٍ لهذه المخاطر وتداعياتها على مستقبل حزبه الذي أفقدته ممارسة الحُكْمِ و "طُغْيان" الحرّية والسّعي المحموم إلى نَيْلِ المكاسب والمحافظة عليها، الأمر الذي يزيد من دقة الأزمة السياسية لحزب النهضة.

تزوير

صحيفة "اليوم السابع" المصرية حاولت الإجابة عن تساؤل هل الأزمات التي تواجه حزب النهضة ستدفعه لتزوير الانتخابات؟ بحسب ما نقلت عن الخبير في شؤون الحركات الإسلامية عبد الشكور عامر.
وقال عامر إن "حركة النهضة التونسية عازمة على تزوير إرادة الناخب التونسي في الانتخابات الرئاسية بكل الوسائل الممكنة" موضحاً أن حجم ما يدور من خلافات داخل الحزب والأحزاب الموالية له بالحكومة والبرلمان التونسي مما يخشى معه الحزب أن تؤثر هذه الخلافات في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو ما يدعو الحركة الإخوانية التونسية إلى العمل على تزوير الانتخابات لصالحها.
وقال عامر إنه "من المؤشرات الواضحة على عزم حركة النهضة تزوير الانتخابات الرئاسية هو موافقة كل من الكتلة البرلمانية لحركة النهضة الإخوانية والائتلاف الوطني التابعة لحزب "تحيا تونس" على الفصول المعدلة لقانون الانتخابات في تونس بـ124 صوتاً، وهو ما يؤكد انقلاب النهضة على المسار الديمقراطي وتزويراً للمسار الانتخابي القادم في تونس.

سباق محموم

ومع التوقعات المتواصلة بالعبث الإخواني بالإنتخابات التونسية، نبهت صحيفة "العرب" إلى دقة المشهد السياسي داخل الأحزاب السياسية بالبلاج الآن، سواء إن كان النهضة أو غيره من الأحزاب السياسية الأخرى.
وكشفت الصحيفة أن "تيار الإسلام السياسي التونسي يعاني من التشرذم" واستشهدت بترشيح النهضة لعبد الفتاح مورو، في الوقت الذي ترشح أمينها العام السابق حمادي الجبالي بصفة مستقل إضافة إلى عضو مجلس شورى النهضة المستقيل حاتم بولبيار، وهو ما يعكس تبايناً سياسياً واضحاً.
في الوقت ذاته تعاني أيضاً بعض القوى السياسية من نفس الأزمة، واستشهدت الصحيفة بما تعانيه الأحزاب اليسارية التي تدخل بدورها بثلاث مرشحين للانتخابات، في الوقت الذي اختار فيه مهدي جمعة المحسوب أيضاً على التيار الوسطي الحداثي المشاركة في هذا السباق الرئاسي باسم حزبه "البديل"، بينما اختار البعض الآخر صفة "مستقل" لخوض غمار هذا الاستحقاق الرئاسي، وهو ما يزيد من حدة هذا الانقسام.
وأشارت الصحيفة في النهاية إلى تواصل ما اسمته بالتحركات التكتيكية الواضحة في الشارع الرئاسي التونسي الآن، وهي التحركات التي تتحكم بها تفاعلات سياسية ستتواصل حتى إجراء الانتخابات.

المجتمع المدني

سلطت صحيفة "إنديبندنت" عربية الضوء على وجود صراعات داخل الأحزاب السياسية وتشرذم سياسي واضح يؤثر في طبيعة المشهد على الساحة التونسية وعلى قوة المجتمع المدني الماثلة الآن على الساحة السياسية.
ورصدت الصحيفة الدور السياسي الذي يلعبه هذا المجتمع الذي يعمل كمراقب للمسار الديمقراطي بالبلاد. ونبهت إلى الدور الذي لعبه هذا المجتمع في عملية الكشف عن عمليات التزوير وتزكية المرشحين، حيث نجح الضغط الذي مارسته منظمات المجتمع المدني عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الكشف عن الكثير من التوجهات السياسية لعدد كبير من النواب، وحددت هذه القوى أسماء بعض النواب وتزكيتهم لمرشحين محددين سراً، رغم محاولة البعض منهم منع ذلك ومارسوا ضغوط على منظمات المجتمع المدني من أجل منع هذا الأمر.
وقال الإعلامي والمحلل السياسي، إبراهيم الوسلاتي، للصحيفة إن بعض المرشحين نشروا أسماء النواب الذين منحوهم تزكيتهم في إطار الشفافية والمصداقية أمام الناخبين، وهذا فتح الباب لمزيد من الضغوط مارسها المجتمع المدني لإثبات مزيد من الشفافية اللازمة والمصداقية على العملية الانتخابية.