تحليلات سياسية

الخميس - 22 أغسطس 2019 - الساعة 06:35 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص






بعد أن أعلن المجلس الانتقالي وصوله الى جدة، استجابة لدعوة من السعودية للمشاركة في الحوار مع الحكومة الشرعية، برعاية السعودية لاجل شأن الأزمة في عدن وتشكيل الحكومة، انتشرت تساؤلاتك الشعب الجنوبي حول ما يخرج به الحوار من مخرجات وخطط يسير بها البلاد دون اللجواء الصراعات الداخلية.

ما يزيد من التوتر والتساؤلات من قبل الشعب الجنوبي والمهتمين بالقضية الجنوبية هو تأجيل القمة من قبل الحكومة الشرعية، بسبب عدم انسحاب المجلس الانتقالي من المواقع التي انتزعها في عدن مؤخرا.


تحديث تايم - سامية المنصوري

دعوة السعودية لطاولة الحوار

سبق و دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد الاجتماع بعد أن سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في العاشر من أغسطس على معسكرات ومؤسسات أخرى تابعة للحكومة في المدينة الساحلية الجنوبية التي تمثل العاصمة عدن.

كما تشهد العاصمة السعودية تحركات اللحظات الأخيرة قبل حوار جدة، في ظل اشتراطات تضعها الأطراف المدعوة للحوار، ممثلة في الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.



هادي يقدم طبق من ذهب للمجلس الانتقالي

كانت خطوة إعلان حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، عن تعليق عمل وزاراتها في عدن، وتعطيل الخدمات العمومية ومصالح المواطنين، خطوة تأتي لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي، وكأن هادي يقدمها على طبق من ذهب لصالح المجلس الانتقالي، حيث خلفت هذة النقطة موجة من الاستياء في صفوف الأهالي من لجوء الحكومة، ووصفت دوائر سياسية يمنية إصلاحية، أسلوب حكومة هادي في التعاطي مع أزمتها الناجمة عن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن بـ”الغريب” كونه يثبت مصداقية المجلس في توصيفه لتلك الحكومة بالغائبة عن الواقع والعاجزة عن إدارة الشأن العام.


كما صنّفت مصادر سياسية تعليق عمل الوزارات، بدلا من الحرص على تأمين تواصل حضور الدولة ودورها في هذه الفترة الحسّاسة، كإجراءات تصعيدية مضادّة لجهود التهدئة التي يقودها التحالف العربي والتي أثمرت في أولى خطواتها بدء المجلس الانتقالي في الانسحاب من عدد من المواقع.

وقالت المصادر إن جهات نافذة في الحكومة تسعى لإفشال التهدئة في استباق لاستحقاقات حوار جدة المرتقب الذي دعت إليه الحكومة السعودية.


وتسعى قوى نافذة تهيمن على القرار الحكومي إلى إحباط أي محاولات لإعادة التوازن لمؤسسات الشرعية وإشراك الأطراف والمكونات الفاعلة في المشهد اليمني في رسم السياسات واتخاذ القرارات، من خلال اللجوء إلى المزيد من الإجراءات التصعيدية الأحادية التي تعمل على تأزيم الأوضاع والضغط على التحالف العربي ومحاولة خلق حالة صدام بين التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بكف يد الإخوان عن مفاصل السلطة، وعدم تحويلها إلى مخلب لمهاجمة القوى المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن، لصالح أطراف بعينها.

واعتبر مراقبون يمنيون أن إعلان وزارة الداخلية في الحكومة اليمنية عن تعليق العمل في مقرها الرئيسي في عدن، ووقف العمل في مصلحتي الهجرة والجوازات والأحوال المدنية، تصعيد خطير يلقي بظلاله على حياة المدنيين، ويساهم في تعقيد المشهد السياسي، ويعد بمثابة ابتزاز للتحالف العربي وعقاب جماعي يتعرض له سكان عدن الذين خرجوا في مظاهرات مؤيدة للمجلس الانتقالي.

وإلى جانب وزارة الداخلية علّقت وزارة الخارجية في وقت سابق عملها في عدن، ثم انضمت الأحد وزارة النقل، إلى قائمة الوزارات التي جمدت نشاطها،

وقالت مصادر في السلطة المحلية بالعاصمة عدن، من انعكاسات وآثار هذه الإجراءات التصعيدية التي تأتي في سياق رفع سقف التفاوض في حوار جدة المرتقب.

وكشفت المصادر عن تلقي العديد من قيادات السلطة التنفيذية في عدن تهديدات بإقالتها في حال حاولت تسيير العمل الحكومي في مؤسساتها، لكن تلك التهديدات والضغوط لم تنجح في شل الحياة في عدن، بحسب المصادر ذاتها.



تحاليل واستنتاجات لحوار جدة

بشتى الطرق يحاول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الوصول الى حل لخروج اليمن من الازمة الحالية من خلال جمع الاطراف سويا على طاولة الحوار، والحفاظ على ما تبقى من ماء وجهة الحكومة الشرعية ومكانتها السياسية للمعسكر المناوئ للانقلاب، ويلبي في ذات الوقت مطالب ومخاوف المجلس الانتقالي وقاعدته الشعبية.

وكما تظهر التحاليل الاستنتاجية للمشاورات حوار جدة، الوصول لمخرجات حول إصلاحات واسعة في مؤسسة الرئاسة اليمنية، منها تغير نائب الرئيس علي محسن الأحمر، واختبار بدلا عنه نائب بصلاحيات تنفيذية كبيرة للتغطية على غياب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لم يعد قادرا بسبب وضعه الحالي على مسايرة أداء مختلف المؤسسات، فضلا عن تشابكات الملف العسكري والأمني.

و تشتمل أجندة الحوار المزمع على قائمة بالمعايير المنظمة للإعلام الرسمي وغير الرسمي والتوافق على خطاب إعلامي يتمحور حول مواجهة المشروع الحوثي.

كما إن المجلس الانتقالي وافق على تأجيل مطالبه المتعلقة بحق تقرير المصير والانفصال عن الشمال، إلى ما بعد الحرب، شريطة أن يكون له دور أمني وسياسي بارز في إدارة المناطق المحررة جنوب اليمن.

ويعد أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي بأن قواته ستحتفظ بالسيطرة في عدن إلى حين إبعاد حزب الإصلاح الإخواني، تعد خطوة كبيرة لتأكيد خروج الجنوب من الأزمات المتتالية والصرعات الدموية.

وقال قال نزار هيثم، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، إن قواته لم تنسحب من المعسكرات والمواقع الحيوية في عدن، وإنما انسحبت فقط من بعض المرافق الخدمية، ضمن تفاهمات مع التحالف العربي.​



سبب تأجيل حوار جدة

واكد سياسين لصحيفة " تحديث تاين" أن الأحداث الاخيرة في محافظتي عدن، وابين، خاصة بعد سيطرتها على معسكرات أبين التي كانت نقطة ضوء الوحيد الذي يشعر الشرعية بالامل، حيث سيطر المجلس الانتقالي على معسكراته بجانب معسكرات عدن، و رفضها تسليمها للحكومة الشرعية الداعمة للإصلاح، هي السبب الرئيسي لتأجيل الحوار، ما يؤكد شعور الحكومة بالفشل وايحاء بتأكيد بتفكك اليمن الى شطرين.

مع العلم ان فيما سبق رفض المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن السيطرة على ميناء عدن أدى إلى إرجاء اجتماع مزمع لبحث إعادة تشكيل الحكومة اليمنية كأحد المخارج الضرورية لتطويق تداعيات مواجهات عدن الأخيرة.


مطالب الشعب بمخرجات الحوار

وطالب اوساط من الشعب الجنوبي بأن يخرج الحوار تغيير نائب الرئيس، علي محسن صالح الأحمر، لما يقوم به في الجنوب من فساد واضطهاد وارهاب داخل المحافظات الجنوبية، وبسبب فشله عسكريا في إدارة المعركة مع الحوثيين؛مايثبت انه يقف بصفهم، إضافة الى استغلال منصبة لإغراق مؤسسات الشرعية بالمحسوبين على حزب الإصلاح الإخواني، كما طالب الشعب الجنوبي بإعادة هيكلة مؤسسات الشرعية اليمنية بأكملها بعيدا عن الفئات الفاسدة الإرهابية.



اراء حول مفاوضات حوار جدة

قال الاستاذ احمد حامد لملس الامين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي ان الشراكة مع التحالف العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية للقضاء على مليشيات ايران واذنابها هدف استراتيجي لا حياد عنه


واشار الامين العام في تغريده نشرها في حسابه بمنصات التواصل الاجتماعي " تويتر " الى ان الشراكة مع التحالف العربي في القضاء على التمدد الايراني واذرعها في المنطقة هدف استراتيجي وهو كحال خيار شعب الجنوب في استعادة وطنه المنشود.

ولفت الامين العام الى ان المفاوضات التي دعت لها المملكة العربية السعودية في مدينة جدة تعد فرصة اخيرة امام جنوبي الشرعية لرسم معالم وطنهم الجنوبي الذي يتسع لكل وجميع ابنائه وبعيدا عن الحسابات الضيقة والأنانية.



وقال الربيزي، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر،"‏ لم يكن رفض الحكومة اليمنية للحوار والجلوس مع "الانتقالي" كممثل للجنوبيين على الأرض بالجديد، لأنها لا تجيد إلا لغة الرفض".

وتابع: "لو كانت تقبل الحوار الجاد لما وصلت حالة اليمن عموما إلى ما وصلت اليه اليوم، ولو قبلت بالحوار الجاد وسمعت مطالب شعب الجنوب، لما سفكت دمائنا منذ2007م إلى اليوم". 

وأضاف: "أعتقد ان قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تدرك تماماً ان حكومة اليمن (الشرعية) لازالت في تعنتها، ولن تمتثل للحوار الجاد معها، لكون الحكومة اليمنية ترفض الحوار والجلوس مع من يمثل الجنوب على الأرض".


وفي نفس السياق قال نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي: "نجدد الترحيب بالدعوة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، الا اننا لن نشارك في اي حوار مع الانتقالي ألا بعد امتثاله لما ورد في بيان التحالف والانسحاب من المواقع التي تم الاستيلاء عليها".

وأضاف: "أن هذا الأمر يشمل أيضاً تسليم السلاح وعودة القوات الحكومية وإيقاف كافة الانتهاكات".


ومن جانبه قال الخبير العسكري الإماراتي، خلفان الكعبي، " ‏المملكة تستحق كل الدعم والأمور أصبحت واضحة، الرؤوس الفاسدة من الشرعية يجب إزاحتها، وحوار جدة فرصة للتصحيح".

وتابع: "لن نسمح لكائنا من كان بتوجية الاتهامات للإمارات".

وأضاف: "الهمز واللمز الذي يتبعه البعض لانتقادنا سنرد عليه ليفهم ذلك، ليتنا نفهم تعلق البعض بالإخونجية".