اخبار وتقارير

الخميس - 12 سبتمبر 2019 - الساعة 07:16 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

.



-دعم سياسي دولي كبير للحوار من الدول الراعية للسلام

-حكومة الشرعية تحولت إلى مشكلة أمام الجميع.


-اضهرت قيادة "الانتقالي" مرونة ورغبة في الجلوس للحوار.

-رفض حكومة الشرعية للحوار  يضعها في حرج كبير امام المجتمع الدولي.



تقرير خاص/تحديث تايم.



في خضم الاحداث السياسية الاخيرة جددت المملكة العربية السعودية، دعوتها للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، للانخراط بشكل فوري ودون تأخير، في حوار جدة التي دعت إليه الخارجية السعودية مسبقاً لمناقشة تداعيات ما جرى في مدينة عدن جنوبي اليمن.

ووصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة جدة، استجابة لدعوة الخارجية السعودية للحوار مع الحكومة اليمنية.

ويعد وصول وفد "الانتقالي" لجدة هو الثاني بعد وصول الوفد في 20 من أغسطس/آب الماضي، ومغادرته بعد يومين، دون إجراء أي حوار مع الحكومة اليمنية التي جددت رفضها الحوار المباشر مع وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تتبناه المملكة العربية للخروج بتفاهمات تمنع المزيد من تدهور الأوضاع في جنوبي اليمن.

وجاء رفض الحوار المباشر في بادئ الأمر على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري عبر تسجيل صوتي حصلت تحديث تايم على نسخة منه، شدد فيه على رفض الحكومة الحوار مع الانتقالي "تحت أي ظرف كان.

وكان المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي قد نفى بدء أي حوار بين الحكومة و«الانتقالي» وقال “لا توجد أي مشاورات مع الانتقالي لا مباشرة ولا غير مباشرة”.


وهو ما اثار العديد من الاسئلة في المجتمع الدولي وبعض المراقبين للشأن اليمني: ما الأسباب الفعلية التي تجعل الحكومة ترفض الحوار المزمن عقده بمدينة جدة السعودية، حيث تظهر قيادة "الانتقالي" مرونة ورغبة في الجلوس للحوار بالمقابل من خلال حضورها للمرة الثانية إلى جدة رغم رفض الحكومة. وهو ما يضعها في حرج كبير امام المجتمع الدولي ويظهر عدم نيتها في تسوية سياسية تنهي الازمة الحاضرة وتعيد السلام للبلاد.

واستغربت أوساط يمنية تصاعد نبرة التحدي والرفض الحكومية للاستجابة للدعوات السعودية للحوار، في مقابل حالة إذعان أظهرتها “الشرعية” في حواراتها مع الميليشيات الحوثية والتي كان آخرها مشاورات السويد التي أفضت إلى وقف عملية تحرير الحديدة.

وكانت قد رفضت حكومة الشرعية الدخول في حوار جدة نهاية الشهر الماضي، حيث قال نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي إن "الحكومة تشترط انسحاب المجلس الانتقالي من المواقع التي سيطر عليها بعدن من أجل المشاركة في حوار جدة".

يشار إلى أن الحكومة تنتهج سياسة مليشيا الحوثي في إدارة حوارتها التي ترعاها الأمم المتحدة حيث تضع العراقيل من أجل إفشال أية جولات للحوار.



-تعثر المفاوضات يؤدي الى بيان مشترك للتحالف.

وبسبب تعثر مفاوضات جدة بين الشرعية والانتقالي، أصدرت السعودية والإمارات ، مساء الأحد الماضي بيان مشترك دعتا خلاله ، الحكومة اليمنية  والمجلس الانتقالي الجنوبي  إلى وقف العمليات العسكرية في جنوب البلاد.

وقال البيان: "عملت الدولتان وبتنسيق وثيق مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار، والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بناء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة".

 وأكد البلدان "أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة، والعمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف (المملكة والإمارات) والأطراف التي نشبت بينهما الفتنة".

ومجددا رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بالبيان السعودي لاماراتي المشترك بخصوص الاوضاع في الجنوب.

عبر لسان  المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي " نزار هيثم" الذي اكد ان المجلس الانتقالي الجنوبي يرحب بشأن البيان المشترك الصادر اليوم الأحد الموافق ٨ سبتمبر 2019م،والذي يعكس حرص المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة على توحيد الجهود نحو السلام والاستقرار والشراكة وانتصاراً للمشروع العربي الذي تقوده دول التحالف.

مشددا انه طالما كان الحوار والسلام هو المسار الذي طالب به المجلس الانتقالي الجنوبي منذ اليوم الأول، إيماناً بانه الوسيلة الأفضل والأقوى للوصول الى حلول عادلة لكافة الملفات والقضايا العالقة، بما يحقق الامن والاستقرار في المنطقة، والمصالح العليا لشعبنا الجنوبي.

تعطيل للعملية السياسية في اليمن.

ومرة اخرى اعلنت حكومة الشرعية رفضها للبيان وتمسكها بعدم الحوار مع المجلس الانتقالي وهو ما اكده عدة مسؤلين في الشرعية ووصل الأمر ببعضهم اطلاق تهديدات مباشرة بشن الحرب على عدن والجنوب مجددا.

و في ضوء العبارات الواردة في البيان وكما هو على الأرض فإن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح في حكم سلطة الأمر الواقع في الجنوب، خاصة بعد الأحداث الأخيرة والتي وضعت الشرعية في موقف أضعف من أي وقت مضى بعد انفضاح أمر اختراق جماعات القاعدة وداعش للقوات الموالية لتلك الحكومة"


-دعم سياسي دولي كبير للحوار من الدول الراعية للسلام

وأكدت مصادر ان الحوار الذي ترعاه الحكومة السعودية في جدة يحظى بدعم سياسي دولي من الدول الراعية للسلام في اليمن ودول الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات.

وأشارت إلى ضغوط تمارسها واشنطن ولندن لإنجاح حوار جدة الثنائي الذي يعتبره المجتمع الدولي مقدمة لتسوية أوسع في الملف اليمني، وتمثل جزء من الضغط في رفض الطلب الذي تقدمت به الحكومة اليمنية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات المواجهات التي شهدتها محافظات عدن وأبين وشبوة خلال الأيام الماضية.

وتزامن الرفض الدولي مع إشارات واضحة أطلقتها واشنطن عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي دعا الحكومة والانتقالي للجلوس على طاولة الحوار.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والرخاء، مشدداً في السياق نفسه على أهمية عقد حوار ومفاوضات بين حكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للتوصل إلى حل للأزمة وإنهاء الصراع.

كما جاءت مواقف رئاسة مجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في ذات السياق حيث اعلن مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة عن دعمه للمحادثات التي ترعاها السعودية بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية. وحث غريفيث في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، الطرفين لاغتنام الفرصة وتسوية الخلافات سلميًا




-حكومة الشرعية تحولت إلى مشكلة أمام الجميع.

.


كما أن المتتبع للتصريحات الأمريكية والروسية والمصرية، يخلص إلى أن المنطقة قادمة على إعادة ترتيب الأولويات للتسوية السياسية في اليمن التي سيكون فيها الانتقالي الممثل الأبرز وربما الوحيد في الجنوب.

واعتبرت مسؤولة رفيعة في الأمم المتحدة أن موقف الحكومة اليمنية  برفضها للحوار مع المجلس الانتقالي، بشأن الأحداث الأخيرة في جنوبي البلاد، بدا كما لو أن الحكومة "تحولت إلى مشكلة أمام الجميع".

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، في تصريحات للصحفيين ، إنه إلى حد الآن يعتبر موقف الحكومة اليمنية برفضها للحوار كما لو أنها تحولت إلى مشكلة أمام الجميع، خصوصاً وقد سبق إن كانت سبباً في تعطيل عدد من الحوارات بينها جولات حوار للجنة إعادة الانتشار في الحديدة.

وأكدت أن حوار جدة يعد المخرج الصحيح للأزمة التي نشأت في جنوبي اليمن بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي .

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الحكومة اليمنية ، لا تزال ترفض الاستجابة لدعوة المملكة العربية السعودية لخوض حوار في جدة لوضع حلول مناسبة للخلافات.

وعبّرت عن امتعاضها من موقف الحكومة اليمنية إزاء حوار جدة وما يتصل به من تخفيض نسبة التوتر في جنوبي اليمن خصوصاً في محافظات شبوة وأبين وحضرموت، معتبرةً أن مثل هذا التصعيد لن يخدم إلا الجماعات الإرهابية.

وأفادت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أن التقارير الواردة من شبوة وأبين تؤكد عودة التحركات للتنظيمات الإرهابية والقيام بأعمال تفجير مجدداً مما يتيح لتلك التنظيمات استغلال حالة الدفع العسكري وارتباط قيادات عسكرية يمنية بها.