تحليلات سياسية

الخميس - 19 سبتمبر 2019 - الساعة 09:14 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


لم يكن الاجتماع القبلي حدثا عابرا، خصوصا والاجتماع جاء في ظل ظروف تشهدها محافظة أبين، بعد أن أراد الاحتلال الإخواني الثالث للجنوب تحويلها إلى رأس حربة في معركته للسيطرة على العاصمة عدن وكل مدن الجنوب.

لكن القوى القبلية قالت كلمتها في حشد جماهيري حضره أبرز رموز أبين القبلية من أجل الحشد لمقاومة قوى الاحتلال التي اتخذت من أبين محطة للغزو الجديد، تلك القوى اليمنية تناست الظروف المتغيرة والواقع الحالي للجنوب، المختلف عن المحطات التاريخية السابقة التي تصدر فيها قادة أبين العسكريين، جيش علي عبدالله صالح، حيث بات الكثير من القادة العسكريين السابقين يعبرون عن أسفهم للظروف التي دفعت بهم لغزو الجنوب في العام 94، والعديد من تلك القيادات تقدمت صفوف الثورة الجنوبية في مواجهة جبروت وصلف النظام السابق، وبرغم المحاولات الحثيثة من قبل الشرعية المخترقة من تنظيم الإخوان اللعب على وتر المناطقية وتحقيق أهم هدف لقوى الشمال المتمثل بهدم قاعدة التصالح والتسامح، إلا أن مشائخ والقادة السياسيين في أبين كانوا على انتباه وفندوا خيوط المؤامرة في بيان الاجتماع القبلي في أبين، عندما شددوا على رفضهم ان تتحول أبين إلى جسر عبور لتحقيق أطماع حزب الإصلاح في الجنوب.

وفي موقف ينسجم مع الموقف الشعبي العام المطالب بعودة الجنوب لابناءه، ورفض الإرهاب بكل أشكاله وتحقيق الأمن والاستقرار للجنوب، أكدت قبائل أبين أنها مع الحق المقدس في الدفاع عن الجنوب، وفي سبيل ذلك يجب تقديم كل الامكانيات لدعم خيار المقاومة في الجنوب، وفق توجيهات القيادة السياسية الممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.

من هنا قطعت قبائل أبين الطريق على تنظيم الإخوان، المستثمر في شق الصف الجنوبي، عبر إخراج أبين من المواجهة ومحاولة السيطرة على المدينة من أجل فصل مغرب الجنوب عن مشرقه، لكن ذلك الرهان سقط تحت شعار الحشد القبلي لقبائل أبين، الذي قال لا لتمزيق الجنوب، والدفاع عن الأرض واجب وطني مقدس.