منوعات

السبت - 21 سبتمبر 2019 - الساعة 07:16 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات


تمكّن العلماء من تشكيل صورة تقريبية لابن عم الإنسان من خلال تحليل الحمض النووي لعظام إصبع طفلة تنتمي إلى إنسان الدينيسوفان، ووضعوا مقاربة بين ملامح البشر اليوم والإنسان المنقرض منذ آلاف السنين.

نيويورك- توصل العلماء إلى فك غموض سمات أحد أقرباء البشر البدائيين، حيث تمكنوا من إعادة تشكيل جمجمته بعد تحليل حمضه النووي.

وجاءت المادة الوراثية من عظام إصبع إحدى إناث الدينيسوفان، التي عاشت قبل حوالي 50 ألف سنة، ووجدت في كهف دينيسوفا بالقرب من جبال ألتاي بسيبيريا.

ومن المتوقع أن تكون المجموعة قد عاشت داخل هذا الكهف منذ أكثر من 200 ألف سنة، وعثر في الآونة الأخيرة، على جزء من فك يرجع لأكثر من 15 ألف سنة ويعود إلى أحد أفرادها في الصين. ولكن هذه الاكتشافات لم تمنح العلماء دلالة كبيرة على ملامح هذه الأنواع.

ولا يحمل البشر الذين يسكنون الأرض اليوم شبها من إنسان الدينيسوفان أو النياندرتال، على الرغم من أن جنسنا تزاوج مع كليهما، بالإضافة إلى أن بعض المجموعات السكانية تحمل علامات وراثية من التي تتميز بها المجموعتان إلى اليوم.

وانفصل إنسان الدينيسوفان وإنسان النياندرتال قبل 400 ألف سنة ليصبحا مختلفين أكثر، فبعد مغادرة أفريقيا توجه النياندرتال إلى أوروبا وغرب آسيا وتوجه الدينيسوفان إلى شرق آسيا. واندثر إنسان الدينيسوفان قبل 50 ألف سنة من دون أن يعرف العلماء سبب ذلك.

استخدم علماء من الجامعة العبرية في القدس، تحت إشراف ليران كارمل، بيانات الحمض النووي المأخوذة من اثنين من النياندرتال، جمعت 5 بالمئة منها من البقايا التي عثر عليها، و55 بالمئة من البشر اليوم، و5 بالمئة من الشمبانزي، بالإضافة إلى عدد من البيانات المستخرجة من عظام إصبع إحدى إناث الدينيسوفان، ونُشرت النتائج الخميس في مجلة سيل.

وأوضح كارمل “العظمة عائدة لطفلة من إنسان الدينيسوفان في سن الثالثة عشرة. وقد فتحت هذه العظمة فصلا جديدا في تطور الإنسان”.

وبحثوا عن اختلافات في الجينات التي يمكن أن تؤثر على السمات التشريحية. ونجحوا في إظهار 56 فارقا بين إنسان الدينيسوفان والإنسان المعاصر وإنسان النياندرتال، وحددوا 32 سمة أبرزت مظهر هيكل الدينيسوفان العظمي.

كما كان متوقعا، تشابهت بعض الملامح مع النياندرتال، بما في ذلك الفكان القويان، والجبهة الضيقة، والقفص الصدري الكبير، والحوض الواسع.

وأشار التحليل إلى أن وجه الدينيسوفان كان أوسع من وجه البشر البدائيين والنياندرتال، وكان بارزا أكثر من وجوه أجدادنا وأقل من وجوه النياندرتال. ولم يستطع العلماء معرفة حجم هذه الاختلافات.

وأفاد الباحثون أن الطريقة الجديدة أظهرت دقة غير مسبوقة في التنبؤ بالسمات الجسدية المعروفة للنياندرتال والشمبانزي.

وعبّر الخبراء عن إعجابهم بالنتائج المنشورة، حيث أشار بنديكت هالغريمسون، من جامعة كالغاري الكندية، إلى استحالة تحديد مدى دقة الدراسة في تقدير سمات الدينيسوفان، إلا أن المقاربة “رائعة ومبتكرة”.

ووصف بينس فيولا من جامعة تورنتو الكندية، والذي يدرس حفريات الدينيسوفان، الدراسة بأنها “خطوة كبيرة إلى الأمام” وأكد أنها كانت بمثابة خيال علمي قبل خمس سنوات.

وقال كارمل إن نتائج الجمجمة كانت دقيقة قدر الإمكان ولكنها “تتضمن بعض التأويلات الفنية”.