اخبار وتقارير

الإثنين - 07 أكتوبر 2019 - الساعة 08:40 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص



يوماً بعد يوم، تذهب حكومة الشرعية نحو العزلة الدولية، تنطوي على نفسها، تتقوقع، وتتلاشى، لا لشيء؛ إنما لشغفها بالسيطرة والاستحواذ، وعدم إيمانها بالشراكة، وهذا بالطبع، بات غير مقبولا لدى المجتمع الدولي، خاصة مع تعدد الأطراف والقوى السياسية الفاعلة، التي أثبتت نفسها قولا وفعلاً، في الميدان وفي السياسة، وما تهرب الرئاسة من حوار جدة، الحوار الذي تدعمه الرباعية ويؤيده المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلا آخر مسمار تغرسه في جسدها بيدها، حيث أنه من خلال الأحداث والتطورات الأخيرة، أثبتت حكومة هادي، أنها ليست بحاجة إلى أعداء، طالما هي العدوة الأولى لنفسها ولمن تبقى من المعترفين بها. خاصة بعد رفضها للحوار الذي يضمن لها حضورا سياسيا أكبر من حجمها على الواقع، سيّما وأن المجلس الانتقالي يحكم سيطرته على الأرض الجنوبية ويحظى بتأييد الشارع الجنوبي.
ويأتي من بين أهم أسباب تغير الموقف الدولي ازاء حكومة الشرعية، الفساد والإفساد المستشريان في جسدها، ليس الفساد المالي فحسب، إنما يأتي في مقدمة ذلك الفساد السياسي والعسكري والإداري، فما حدث مؤخراً في الجبهات ضد المتمردين الحوثيين من تسليم وتهاون وبيع بالجملة إلا خير دليل وبرهان، فضلاً عن فساد التعيينات التي تأتي استباقاً لأي تسوية سياسية مع المكونات، والتي كان آخرها تعيين وزيراً للخارجية ومحافظا للبنك المركزي، كل ذلك يسير وفقاً لمزاج شرعية تعتبر نفسها "شاطرة" والعالم أعمى، لكن الواقع على العكس من ذلك، فالمجتمع الدولي يرى ويراقب، ويقيّم أيضاً، وهذه الحيل لم تعد تنطلي على أحد.

ليس الفساد وحده من ينخر حكومة الشرعية، هناك ما هو أكبر وأمر، إن دعمها للإرهاب أسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تتستّر بها، فأصبحت عارية من أي منطق ومن أي حجة تقدم بها نفسها لليمن وللإقليم والعالم، وهذا أيضاً يضاف إلى أسباب تغير الموقف الدولي تجاهها.
ما لا تدركه هذه الحكومة أن سمعتها من سمعة الدول الإقليمية الداعمة لها، على رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومع ذلك تتعامل بلا أي قدر من المسؤولية، كما أنها تتعاطف وتدعم المنظمات المصنّفة ارهابية من قبل الرياض وأبوظبي، على رأسها حركة الاخوان المسلمين، مستهلكة وفقا لذلك جميع مسؤولياتها بما فيها المسؤوليات الأخوية مع الأشقاء الذين قدموا في سبيل احيائها الغالي والنفيس، وقابلتهم بيد المكر والخيانة.
وفي حين "لايزال فريق المجلس الانتقالي يخوض الحوار الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية الامارات العربية المتحدة في مدينة جدة، سعياً منه إلى "ما يحقق تطلعات وآمال شعب الجنوب"، بحسب ما أكد عليه رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء أحمد سعيد بن بريك، خلال كلمة ألقاها يوم أمس في اجتماع دوري عقدته الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية في مقرها بالعاصمة عدن؛ نجد أن الشرعية لم ترفض دعوة الاشقاء، وفي ذات الوقت تماطل بالخوض فيها.
وفي السياق، يرى الكاتب والناشط السياسي علي با عامر ، أن "الشرعية تعتقد من خلال مماطلتها بانها ستحشر وفد المجلس الانتقالي بالزاوية لتضطره بعد ذلك إلى مغادرة جدة والعودة إلى عدن، لتسجل موقف أمام المراقبين الدوليين، لكنها تفاجأت بالمواقف المسؤولة والجادة لوفد المجلس الانتقالي التي تعبّر عن نضجه السياسي وتقديره لمن يرعى الحوار، وتمثيله خير تمثيل لجماهيره.

يوماً بعد يوم، يقترب مستقبل العملية السياسية، وتقترب القوى الوطنية الأكبر حجما لتمثيل جماهيرها بقدر حضورها أرضاً وسياسةً. فما بعد 7 أغسطس 2019 ليس كما قبله، لقد أسترجع العالم ذكرى نضالات الجنوب منذ 2007، وبات يدرك بعد الاحداث الأخيرة أن المجلس الانتقالي هو المكون السياسي الأكبر والأبرز حضورا، وهو من بمقدوره تمثيل القضية والتعبير عن جماهيره والدفاع أرض الجنوب.
من هنا يرى مراقبون أن الشرعية تناور في الربع الساعة الأخيرة التي لن تحقق شيئا لها بعد أن أحكمت سيطرتها على الجنوب خلال سنوات الحرب الخمس، وملئت مدن الجنوب بالإرهاب ومارست صنوف الفساد، وفشلت عسكريا أمام مجاميع ميلشاوية في جبهات الشمال.