منوعات

السبت - 12 أكتوبر 2019 - الساعة 01:17 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات


تفيد الدراسات بأن الكثير من صحافيي العالم بدؤوا يفضّلون صحافة الهاتف، تشجّعهم على ذلك الهواتف الذكية التي تسخّر لهم تقنيات تحرير المحتوى، بأسرع وقت وبأدوات محدثة وعلى أوسع نطاق.

على خشبة مؤتمر”ماجوكون”، الذي استضافته العاصمة الإيرلندية دبلن، وقف الصحافي الأميركي جيف روث، ولوّح بهاتفه آيفون 6 ناصحا الحاضرين “انسوا الكاميرا والميكرفون الضخم وجهاز الإضاءة. هذا كل ما تحتاجه لتقوم بقصة صحافية محترفة وستقوم بها لوحدك”.

كان ذلك عام 2016، تأكد الأمر اليوم مع إصدار آيفون لهواتف تمتلك خاصيات مذهلة، لا تجذب الصحافيين وحدهم بل أيضا أهم المخرجين على الإطلاق.



آيفون في يد المشاهير

صممت شركة آبل أحدث الهواتف لجذب المصورين المحترفين والهواة. وجذب آيفون 11 وآيفون 11 برو وآيفون 11 برو ماكس شريحة واسعة من المستهلكين. لكن، تبدو هذه الهواتف الجديدة مصممة لجذب أشخاص مثل المخرج ستيفن سودربرغ.



يعدّ سودربرغ من المخرجين البارزين، وتمكن من الفوز بجائزة الأوسكار. ويعرفه الجمهور بأعمال مثل “أوشن 11“، “ماجيك مايك”، “إيرين بوكوفيتش”.



لكن، برز ستيفن بهوايته المتمثلة في استخدام هاتفه الخاص لتصوير بعض من الأفلام، فقد صور فيلما يحمل اسم “آنساين” بعدسة آيفون 7 بلاس، وفيلم “هاي فلاينغ بيرد” بجهاز آيفون 8.



لسنوات، تميزت أجهزة آيفون عن الهواتف الأخرى بفضل الخاصيات التي توفرها كاميراتها. وتمتّع مستخدميها بجودة صور عالية وإن كانت الإضاءة منخفضة. كما يمتاز الجهاز بحجمه الصغير الذي يمكّن من وضعه في الجيب وجودة الفيديو الرائعة التي يقدمها والأدوات السينمائية الاحترافية المتاحة من التطبيقات التي صممت لتوظيف ميزاته. ويرى المختصون في مجال التصوير أنه أرخص وأسرع من الكاميرات الاحترافية.



ويمكن أن تقلّص الهواتف مدة الإنتاج وتوفر المال، مما يمكّن المخرجين من التركيز على الأمور التقنية الأخرى.

وقد تميز هاتف الآيفون 11 برو الجديد مع الكاميرات الخلفية الثلاثية، والكاميرا الأمامية المحسّنة. كما عمل التقنيون على إطالة عمر البطارية. تتحد هذه الخاصيات لجذب المبدعين في مجال التصوير. وعملت شركة أبل على تحسين الكاميرا الأمامية التي تستعمل لالتقاط صور السيلفي لتتناسب مع جودة الكاميرات الخلفية.

هواتف آيفون الجديدة التي أنتجتها شركة آبل باتت تقدم عالما جديدا وسّع آفاق التصوير

ولأول مرة، تصل دقّة جميع كاميرات آيفون إلى 12 ميغابكسل، ويمكنها تسجيل فيديو بطيء الحركة. كما يحتوي تطبيق الكاميرا المرفق بالهاتف على عدد من الخاصيات الجديدة المستوحاة من تطبيق سنابشات.

وتتيح عدسة الكاميرا لمستخدميها القدرة على رؤية ما يحيط بإطار الصورة. وعلى الرغم من الميزات التي يقدمها، لا يستخدم المخرج ستيفن سودربرغ تطبيق الكاميرا الذي أضافه مصنعو الهاتف لتصوير أفلامه. بدلا من ذلك، يستخدم تطبيق “فيلميك برو” الذي يساعده على استغلال كل ما توفره كاميرا الهاتف.



هاتف سودربرغ لتصوير الأفلام





وتشمل النسخة الجديدة من “فيلميك برو” آلية عرض جديدة يمكنها جمع كل ما تلتقطه الكاميرات الأربع في وقت واحد، مما يسمح بالتسجيل من كاميرات متعددة في الوقت نفسه.

ويمكن للمخرجين توظيف أكثر من كاميرا لتصوير لقطة واحدة، مما يقلل من الإعدادات التي يحتاجونها لالتقاط مشهد واحد من زوايا مختلفة.

وبالنسبة إلى صانعي الأفلام الوثائقية والصحافيين، يمنح هاتف الآيفون 11 برو المزود بتطبيق “فيلميك برو” تغطية أوسع تغنيهم عن الحاجة إلى التحكم في أكثر من جهاز واحد.

وسيخلق الجهاز ثورة في تقنيات تصوير شخصين يواجه كل منهما الآخر، إذ يمكّن التطبيق من تسجيل الممثلين في وقت واحد. تمكّن الكاميرات العادية من تصوير شخص واحد في كل مرة، ويجب على المختصين أن يلتجئوا إلى عدد من الإعدادات لالتقاط الشخصين المشاركين في المحادثة.

ويعد جهاز آيفون 11 بلاس أول هاتف يستقطب المصورين بهذه الكيفية. ولكن، يبدو أنه يقدم ميزات الكاميرا والفيديو نفسها التي يوفرها برو 11.

وقد يكون شراء آيفون 11 الحل الأمثل، إذ يمكن استغلال الأموال الموفرة لتحميل الهاتف بمساحة تخزين إضافية (تشغل مقاطع الفيديو مساحة كبيرة)، والحصول على دعم إضافي للعدسات وشراء منتج صممته جهة خارجية مثل تطبيق “فيلميك برو”.



في السنوات القليلة الماضية، شهد مجال التصوير الصحافي جدالا حول الأجهزة التي يجب اعتمادها. فمن ناحية، يصر بعض المصورين الصحافيين على اعتماد الكاميرات الاحترافية التي تدربوا على استخدامها، ومن ناحية أخرى، يوظف بعض الصحافيين هواتفهم الشخصية الذكية.

وقد سهّل التطور المذهل في صناعة الخبر ثم نشره بسرعة هائلة على الهواتف الذكية، خاصة، توسيع مشاركة الناس في توجيه الحدث.

ففي الدول الغربية مثلا بات الهاتف المصدر الأوّل لتلقي الخبر، ونشره، والرد عليه، حتى أنه لم يعد هناك مجال للشك بأن الهاتف الذكي سوف يسيطر على الإعلام.

وتنمو هذه الصناعة الجديدة بشكل واضح بالدول العربية، ففي السعودية، أفادت دراسة بأنّ نحو 82 بالمئة من الصحافيين يمارسون صحافة الهاتف.

وقد أثبتت الأحداث الأخيرة في العراق الأمر، حيث لعب الهاتف دور البطولة في نقل الاحتجاجات.

ويتساءل مراقبون إذا كان المراسلون قادرين على استخدام هواتفهم الخاصة لتحقيق نفس النتائج التي يسعى إليها المصور الصحافي المدرب، فهل تتواصل ضرورة تعلم استخدام الكاميرا الاحترافية؟

في معظم الحالات، لا يمكن لمتصفحي الصحف الالكترونية أن يحسوا بالفرق كما أنهم لا يهتمون بنوعية الأجهزة التي التقطت بها الصور.

ورغم ذلك، يصر بعض المدربين على ضرورة تعليم الصحافيين كيفية استخدام الكاميرا الاحترافية، لصعوبة تصوير بعض المشاهد بالهاتف الذكي، وخاصة عندما تكون الإضاءة غير مناسبة. لكننا مع هواتف آيفون الجديدة أصبح القيام بذلك ممكن، إذ مثلت العدسة التي جهّز بها هاتف آيفون 11 الجديد مفاجأة. وقد أصبح التقاط الصور التي تناسب المواد الإعلامية ممكنا دون اللجوء إلى كاميرا احترافية.

وتسعى شركة أبل إلى تطوير هذا الفضاء مع خاصية الذكاء الاصطناعي الموجودة في هواتفها الجديدة، والتي ستعالج الصور باستخدام خاصية التعلم الآلي. ومع العدسات الإضافية والبرامج المتطورة التي تتمتع بها الهواتف الحديثة، يستطيع الصحافيون إنتاج الصور التي تتناسب مع رغباتهم.



وتمكّن الهواتف الجديدة من تحدي قوانين الكاميرات لإنتاج صور تشبه تلك التي تنتجها الكاميرا الاحترافية. وتقدم هذه الأجهزة الصغيرة عالما جديدا وسّع آفاق التصوير.

وتمنح الهواتف الذكية كذلك خاصيات للمراسلين. فغالبا ما يعارض بعض الأشخاص توجيه الكاميرا الاحترافية نحوهم. ويطرد الصحافيون الحاملون لهذه الكاميرات من مواقع الأحداث، بينما يستطيع الأشخاص الذين يحملون هواتف محمولة التقاط الصور بحريّة.

لكن مراقبين يقولون إنه على الرغم من التطورات التي قدمتها التكنولوجيا، سيحتاج الصحافيون المتخصصون، مثل المصورين الرياضيين.