عرض الصحف

السبت - 12 أكتوبر 2019 - الساعة 10:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

أشارت عدد من الصحف العربية إلى أهمية وحساسية التقارب العربي في الوقت الحالي، الهدف الذي بات مصيرياً وهاماً في ظل تطورات المشهد السياسي بالمنطقة.
ووفقاً لهذه الصحف الصادرة اليوم السبت، فإن تركيا ستدفع ثمن عدوانها على تركيا، الذي يجب أن يرافقه أيضاً تقارب عربي لإنقاذ سوريا من هذا العدوان الذي وقع نتيجة للخلافات والتباينات العربية العربية.
تأييد العدوان التركي
أشار الكاتب السوري بهاء العوام عبر مقاله بصحيفة العرب، إلى أن جرد قوائم الرافضين أو المؤيدين للعدوان التركي يجب أن ينتهي بفئة مستضعفة من السوريين لا حول لها ولا قوة، وهي الفئة التي حددها العوام بالقول بأنها تخشى أن يتحول العدوان إلى حرب أهلية عربية كردية لن تفيد بشيء إلا في إطالة أمد الأزمة.
وأوضح أن الظروف والأوضاع التي عاشتها الكثير من الفصائل السورية أثرت على توجهاتها السياسية، ووفق هذا المعيار يمكن الجزم بتأييد فصائل المعارضة وجبهة النصرة وجميع القوى السياسية التي تعيش في كنف أردوغان، لعملية نبع السلام التركية.
وقال إن "هؤلاء جميعاً لا يكرهون وحدات حماية الشعب الكردية كرمى لعيون أنقرة فقط، وإنما لأنها استغلت الأزمة السورية من أجل أن تعيد صياغة الواقع الديمغرافي والسياسي في مناطق الشمال لمصلحتهم الاستراتيجية".
ونبه الكاتب إلى خطورة مواقف عدد من الدول الإقليمية الأخرى وعلى رأسها إسرائيل، التي تتعاطف كثيراً مع حلم الدولة المؤجل عند الأكراد، الذي لا تدخر فيه إسرائيل جهداً لحث من فيه على تحقيق هذا الحلم والتمسك به مهما طال الزمن، الأمر الذي يطيل وفي النهاية من أمد الحرب المشتعلة حالياً في سوريا والأخطر هو موقف الفرق المؤيدة لها.
المأزق التركي
ومن جانبها، قالت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها إن "تركيا كان يمكن أن تلعب أدواراً أكبر مما وضعت فيه نفسها، لكن ما حصل أن الرئيس التركي اختطّ لنفسه خطاً، واعتقد واهماً أنه سيعيد أمجاد الدولة العثمانية البائدة، متناسياً ومتجاهلاً أن لا الزمن هو الزمن ولا الظروف هي الظروف".
ولفتت إلى خطورة هذا الغزو التركي، حيث أقحم الرئيس أردوغان بلاده في قضايا توهّم أنها ستحقق له مجداً لن يكون، ومكانة هي أكبر من طموحاته، وما الغزو التركي للأراضي السورية إلا إحدى الشطحات التي ستلحق الضرر ببلاده.
ورصدت الصحيفة مؤشرات هذه العملية، قائلة إن "كل المؤشرات تعطي انطباعاً بأن الغزو التركي للأراضي السورية لن يكون إلا وبالاً على الرئيس التركي سياسياً أو اقتصادياً فقط، ولكن أيضاً على الجبهة الداخلية التي رغم القمع المستمر لم تسكت على ما يجري في بلادها، وهو ما يزيد من دقة الأزمة التي أشعلتها الحرب في سوريا".
نبع الظلام التركي
وفي صحيفة أخبار الخليج البحرينية، أوضح الكاتب الصحافي عبدالله الأيوبي أن "العالم يشجب نبع الظلام التركي"، مشيراً إلى أن أنقرة تحاول خداع العالم بطرح أسماء إيجابية لهذه العملية، إلا أن الواقع يؤكد أن هذه العملية العسكرية إلا عملية قبيحة تحول تركي من ورائها حصد أي مكاسب.
وذكر أن تركيا تكيل وبمكيالين فيما يتعلق بالموقف من الإرهاب والجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن تركيا تتعامل مع جميع المنظمات الكردية باعتبارها جماعات إرهابية ترتبط بحزب العمال الكردستاني التركي، مع أن أكراد سوريا لم يطلقوا طلقة واحدة صوب الحدود التركية.
ودعا الكاتب إلى ضرورة طرح موقف عربي قوي للتصدي للعملية العسكرية التركية، منوهاً أن الإدانة العربية للاعتداء التركي على الأراضي السورية، يفترض أن تقرأها القيادة التركية بعناية لأنها تعني أن خلافات بعض الدول العربية مع النظام السوري لا تعني القبول بمثل هذه التصرفات العدوانية من جانب تركيا.
وأضاف أن "المواقف العربية تجاه العدوان التركي يمكن أن تشكل مدخلاً ينهي حالة الابتعاد بين بعض الدول العربية وسوريا، وصولاً إلى إخراج تركيا من الملف السوري نهائياً وتحويله إلى ملف عربي فقط لأن المصلحة القومية تقتضي ذلك قبل كل شيء".
أزمة عربية
وبدوره، قال الكاتب الصحافي أميل أمين في مقال له بصحيفة الاتحاد الإماراتية: إن "ما يجري في سوريا يمثل محاولة لتغيير الواقع الجغرافي والديموجرافي لدولة عربية، وهو أمر في منتهى الدقة".
وأضاف أن "تركيا لم تكتف بأنها تستولي منذ عقود طوال على منطقة جغرافية سورية تاريخية هي لواء الإسكندرون أو اللواء السليب، بل تسع أيضاً لقضم المزيد من الأراضي بحجة وجود الأكراد فيها وتأثيراتهم على الأمن القومي التركي، على الرغم من أن القاصي والداني يعلم علم اليقين أن أردوغان ينتهج سياسات مخادعة يهدف فقط من ورائها إلى حصد المكاسب واحتلال سوريا ليس أكثر".
وطالب بمراعاة الوضع في سوريا وأن تكون هذه العملية التركية بداية لنبذ أي خلاف عربي عربي، مشيراً إلى أهمية تغريدة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، والذي قال إن "التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي الحالي".
وأوضح أن قرقاش أجاد في توصيف المشهد المتهالك، لافتاً إلى أن هناك دول عربية تنهار مؤسساتها وتنتهك سيادتها وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني.