اخبار وتقارير

الإثنين - 14 أكتوبر 2019 - الساعة 05:25 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص



بدأت قوات حكومة الشرعية بسحب اسلحتها من شبوة وبعض المدن والمحافظات الجنوبية ونقلها إلى محافظة مأرب، معقل الاصلاح الرئيسية، لتخبئتها في الوديان والصحاري تحسباً لأي اتفاق قد يخرج من جدة ينص على هيكلة الجيش أو فرملة غرور هذه الحكومة.
وكشفت مصادر عسكرية للتحديث تايم أن قوات الاصلاح المنضوية في جيش الشرعية، بدأت بسحب معداتها العسكرية النوعية منذ الأسبوع الذي أعلن في عن إعادة هيكلة الجيش في الرياض بالتوافق مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، وبما يخدم أهداف التحالف العربي في اليمن، حيث لاحظت قوات
وأضافت المصادر أنهم "بدأوا كذلك بسحب كميات ضخمة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وقطع الغيار الفنية، من مخازنهم في أبين وشبوة، إلى أماكن مجهولة في محافظة مأرب".
ولا شك أن الهدف من ذلك هو تخزينها لاستخدامها في المستقبل ضد قوات التحالف والتمرد على قراراته كما جرت العادة في تعاملهم وآخرها أحداث أبين وشبوة التي أوكلت إلى منظمات إرهابية لمهاجمة قوى التحالف، والانقلاب على التفاهمات السياسية مع المجلس الانتقالي التي كان الاخير يسعى من خلالها لتحقيق حالة من الامان والاستقرار في المحافظات الجنوبية، وخلف فرص من المساواة في العمل السياسي والإداري والاجتماعي.

ويستبعد مراقبون أن تكون هذا الخطوات من قبل قوات الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها حزب الاصلاح، تأتي بهدف مواجهة الانقلابيين الحوثيين، فتوقف جبهة نهم لاكثر من اربع سنوات ورسائل الغزل التي بدأت تطفو على السطح مؤخرا بين الطرفين (الاصلاح والحوثيين) لهي دليل واضح على المنبت الواحد لهذه الجماعات، التي مهما تظاهرت بالخلافات إلى أنها تتفق على كل ما يتنافى مع مصالحها أو يتفق مع الاحداث الوطنية التي يلتف حولها الشرفاء من أبناء الوطن.

كما أن تهريب الاسلحة من المحافظات الجنوبية ونقلها الى المحافظات الشمالية، لا يأتي هذه المرة من باب بيعها والمتاجرة بها بالسوق السوداء، فطموحات الاخوان يأتي لحشد الكثير من العدة والعتاد، كما أنهم ليسو بحاجة إلى الأموال، إنما لديهم شهوة مفرطة بتخزين السلاح، خاصة مع إدراكهم أن المجتمع والاقليم والعالم لم يعد يحترمهم أو يثق بهم، لذلك يتحسبون لتفجير الاوضاع في أي لحظة.

خبراء عسكريون، أبدو تخوفهم من سقوط هذه الاسلحة غنيمة بيد الحركات الإرهابية أو بيد جماعة الحوثي، كم حصل الأمر في سبتمبر 2014 عندما فر الاصلاحيون من معسكراتهم في صنعاء وسلموها للحوثيين بطريقة غير مباشرة، وهو ما جعل جماعة الحوثي بعد ذلك تكشف عن انيابها وتنقلب على اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واعتقال الرئيس هادي وملاحقته الى عدن واستهداف الجنوب بالطائرات والصواريخ التي كانت في يوما ما بحوزة قيادات الاصلاح، أبرزهم علي محسن الأحمر، الذي فرّ هاربا وترك خلفه بحر من الأسلحة.

مصادر دبلوماسية هي الاخرى كشفت عن ضغوط يمارسها النافذون من جماعة الاصلاح في حكومة الشرعية ضد الرئيس عبدربه منصور هادي، بعدم قبوله اجراء حوارا مباشرا مع ممثلي المجلس الانتقالي، كذلك رفض أي مبادرات تحقق الأمن والسلام بما في ذلك مبادرات التحالف بهيكلة الجيش.

ويأتي تهرب جماعة الاصلاح من الهيكلة كونها تعلم بأن القوات الارهابية المنضوية بالجيش سيتم تجنيبها، وبهذا إن تم، ستفقد جماعة الاصلاح نفوذ الصقور داخل الجيش، وسيتم إعادتها إلى وضعها الطبيعي، هذا الوضع الذي لم تقبله الجماعة من يومها، فهي دائما ما تريد أن تكون المسيطرة على رغبات بقية الاطراف السياسية وطموحاتها.