اخبار وتقارير

الجمعة - 18 أكتوبر 2019 - الساعة 06:33 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

الحضور التركي في عدن والجنوب والذي يأتي متلازم للحضور القطري ويتوافق مع حليفتهم إيران ، يمثله في الداخل حزب الإصلاح (إخوان اليمن) ، أتخذ شكل رسمي ومعلن مع مسؤولي الإخوان تحت مظلة الحكومة اليمنية ، وشكل سري غير معلن تحت يافطة الملف الاغاثي والإنساني ، هذا الحضور التركي الذي تصاعد مع حكومة معين ووزير الداخلية الميسري والنقل الجبواني وكان ارتباطه بالإرهاب واضحاً ، تلقى ضربات موجعة في عدن ، وحاول التوجه إلى شبوة بعد اجتياح الإخوان لها واحتلالها.


*اهداف المشروع القطري التركي في الجنوب*

وكانت صحيفة الفجر المصرية قد نشرت في يوليو من العام الحالي تقرير لها ، تحدثت فيه عن المشروع القطري التركي الذي تسعى الدولتين المتحالفتان مع إيران لتحقيقه عبر ادواتهم إخوان اليمن والحوثي في الجنوب.

وقال الصحفية : "تدفع قطر التي تم عزلها على خلفية تورط نظامها في تمويل جماعات إرهابية والتحالف مع ايران وتركيا، للعب دور محوري في عدن، وتعتمد أنقرة والدوحة على تنظيم الإخوان لتحقيق تلك المطامح للسيطرة على الجنوب بموقعه الاستراتيجي الهام.

واضافت : بدأ الإخوان السيطرة على جزيرة سقطرى في العام 2017 وقررت أنقرة بناء قاعدة عسكرية في الارخبيل لكن الرفض الشعبي والسياسي في الجنوب حال دون ذلك، لتتراجع أنقرة عن ذلك ببناء قاعدة عسكرية في الصومال.

وتمول قطر وتركيا تنظيم الإخوان بالأموال والأسلحة للسيطرة على الجنوب، وقد كشفت وثائق كشف عنها جهاز الأمن المصري قبل نحو عام إرسال مصرف الدوحة المركزي ملايين الدولارات لدعم تنظيم الإخوان لتنفيذ عمليات إرهابية في مدن الجنوب المحررة.

وفي الوقت الذي أكدت الصحيفة أن قطر قيادات إخوانية بارزة بأسلحة وأموال من أجل تفجير الأوضاع عسكرياً في عدن خلال العام الجاري ، فلا يستبعد وقوف قطر خلف تمويل مخطط اجتياح الجنوب الثالث من قبل مليشيات الإخوان الشمالية وبتحالف مع عناصر الإرهاب ، ويأتي هذا في إطار التهيئة للتواجد والحضور القطري التركي في عدن ، والسيطرة على الجنوب ، الذي يمتلك ثروات متعددة وموقع استراتيجي هام.


*محاولة للعب دور أمني عبر داخلية الشرعية*

على الرغم من أن وفود تركية كانت تأتي إلى عدن وتلتقي مسؤولي الحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية ، إلى أن فترة حكومة معين عبدالملك كانت الأنسب والاكثر حضورا للجانب التركي في عدن ، وعلى وجه التحديد كان شهر يناير من العام الجاري الأكثر ، حيث أرسلت تركيا ثلاثة وفود أمنية إلى عدن خلال يناير أحدها كان على مستوى نائب وزير الداخلية التركي.

وسهل تواجد وزير الداخلية أحمد الميسري - أحد التعيينات التي استطاعة فيها قطر اختراق حكومة الشرعية - الطريق أمام الأجندات التركية التي سعت للعب دور أمني بأدوات الداخلية ورعاية إخوان اليمن المرتبطين بالإرهاب ، واتفق الطرفان على تدريب عناصر من الداخل في تركيا وابتعث مرشحين للتدرب في تركيا من قبل الداخلية اليمنية ووزيرها الذي التقي بالوفد التركي.

وكان للهيمنة الإخوانية على الشرعية واختطاف قرارها دور بارز في تهيئة الأرضية أمام الدور التركي الخطير والمشبوة ، سيما في الجانب الأمني ، والذي ركز عليه الأتراك وبصورة علنية ، وغيرها من الأدوار التي تصاعد حضورها في ظل حكومة معين ووزيري الداخلية والنقل ، ومع كسر شوكة تلك الأدوات وترحيل الحكومة من عدن في أغسطس الماضي أصبح حضور هذا الدور التركي أضعف بشكل عام.

*أدوار خفية لتركيا في عدن والجنوب*

وإلى جانب الأدوار التي سعت تركيا للعبها في عدن والجنوب بصورة علنية وعبر وفود ولقاءات مع الجانب الحكومي اليمني ، كانت ولا تزال تركيا تلعب أدوار خفية ، مستخدمة في ذلك هيئة الهلال الأحمر التركي ، وبالتعاون مع جمعيات ومنظمات تابعة لحزب الإصلاح في عدن والجنوب.

وقالت مصادر خاصة ل(عدن تايم) أن بعثت الهلال الأحمر التركي التي تتواجد في عدن ، تعقد لقاءات سرية مع جمعيات ومنظمات تابعة لحزب الإصلاح في عدن ومحافظات الجنوب الأخرى ، بالإضافة إلى لقاءات جمعتهم مع فروع المنظمات والجمعيات في محافظة تعز اليمنية.

وأكدت المصادر أن الهلال التركي يتخذ من النشاط الاغاثي والإنساني مظلة لتمرير اجندات مشبوهة ، عبر لقاءات يختار فيها الجمعيات والمنظمات والنشطاء المنتمين لحزب الإصلاح فقط.

وكشفت المصادر أن اللقاءات لا تزال تتم خلال فترة ما بعد أحداث اغسطس ، وترحيل الحكومة اليمنية من عدن ، وهو الأمر الذي لا بد أن تتنبه له قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطات الأمنية في عدن ، سيما وهذه اللقاءات السرية تحمل خلفها أدوار خفية قد تشكل تترتب عليها العديد من المخاطر.


*طرد الشرعية من عدن ضرب التحركات التركية*

إفشال المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الجنوبية لمخطط اجتياح وغزو الجنوب الثالث ، في أغسطس قبل الماضي ، وطرد الحكومة ، وترحيل ما تبقى من وزرائها الذين شكلوا أدوات الإخوان لاجتياح عدن ، شكل ضرية موجعة للحضور التركي في عدن والجنوب بشكل عام ، وعلى وجه التحديد الدور الأمني الذي كانت تسعى للعبه عبر الحكومة ووزارة داخليتها.

طرد الحكومة من عدن قطع التنسيق والتواصل بين الجانب الحكومي الإخواني وتركيا ، سيما التواصل والتنسيق الرسمي والمعلن ، وبترحيل الميسري وافشال مخططه ضرب التنسيق والتعاون الأمني الذي كانت تركيا تسعى لتمكينه في عدن ، وبشكل عام فقد أدى إسقاط الأدوات الإخوانية لتراجع الحضور التركي واوقف تحركاتها، وحتى الأدوار الخفية تم الحد منها.


*الانتقال إلى شبوة وحضور في الخارجية*

و تتواجد قطر تتواجد تركيا ، ويعود هذا لأن ادواتهم في الداخل هم حزب الإصلاح (إخوان اليمن) ، وشكل غزو قوات الشمال الإخوانية التابعة للشرعية لمحافظة شبوة واجتياحها ، واحتلالها عسكرياً ، حضور للمشروع القطري وبرفقته التركي في محافظة شبوة ، سيما وهي محافظة نفطية وتمتلك موقع استراتيجي وثروات متعددة.

إذ ظهرت قبل أشهر تحركات اخوانية في شبوة تروج مخططات تحت شعارات وهمية تدعي خدمة أبناء شبوة وحقوقهم ، ليتبين أن هدفها الحقيقي هو خدمة أجندة قطرية وإدخال المحافظة في صراع وفوضي ، كتهيئة للتواجد القطري التركي في المحافظة الغنية ، وكان ذلك عبر المسؤول اليمني السابق أحمد مساعد المدعوم من قطر حسب ما تحدث عنه سياسيون من أبناء شبوة والذين حذروا أبناء المحافظة من هذا المخطط ودعوا للتصدي له.

أحداث شبوة وما نتج عنها من إعادة للإحتلال العسكري الشمالي تحت مظلة الشرعية ، أتى بسلطة عملت على أخونة المحافظة ، ليخفت ظهور أحمد مساعد ما يعني أن دوره ودور آخرين كان تهيئة للوضع القائم ، وبالتالي تأتي الأنباء التي تحدثت عن لقاء جمع المحافظة بن عديو بوفد تركي الشهر الماضي ، لترجح أن تركيا قد تكون نقلت حضورها وتحركها المشبوه إلى شبوة برفقة حليفتها قطر وعبر أدواتها إخوان اليمن.

وإلى جانب هذا الإنتقالي الدور التركي إلى شبوة ، فهناك حضور ذات أهمية لجأت إليه الشرعية الإخوانية بعد طردها من عدن ، ويتمثل هذا الحضور عبر إختراق وزارة الخارجية اليمنية بتعيين قيادي إخواني موالي لقطر ، يعادي في خطابه التحالف والجنوب ، ويمثل اجندات تركيا وقطر ، بل ودلل على هذا الإرتباط أن وزير الخارجية اليمني ، التقى بوزير خارجية تركيا قبل أن يلقى خطابا في الأمم المتحدة هاجم فيه التحالف سيما دولة الإمارات.


*التحالف والجنوبيين حائط صد ودعوات لتعزيزه*

ويشكل الجنوبيين وعلى وجه الخصوص المجلس الانتقالي وقواته الجنوبية ، والتحالف العربي سيما دولة الإمارات حائط صد أمام التدخلات التركية التي تسعى لاستخدام نفوذها من أجل فرضها في عدن والجنوب بالتعاون مع قطر وعبر إخوان اليمن ، وقد تمكن هذا الحائط من افشال تلك التدخلات وفضحها والحد من حضورها.

وأكد سياسيون على أن التصدي لمشاريع إخوان اليمن من قبل الانتقالي وقواته وباسناد ودعم التحالف وعلى وجه الخصوص الأمارات ، والتي كان آخرها إفشال مخطط غزو الجنوب ، هو في الأصل تصدي لمشاريع تركيا وقطر باعتبارهما الداعم الرئيسي لإخوان اليمن الذي لا يتعدى دورهم دور المنفذ لتلك الأجندات.

ودعوا إلى تعزيز الشراكة بين الجنوبيين ومجلسهم وقواته ، والتحالف العربي ودعمها وتقويتها ، باعتبارها ضرورة للتصدي للمشاريع القطرية التركية المتحالفة مع إيران والتي تعادي التحالف والجنوب وتسعى لتحقيق مطامعها ، والأضرار بأمن واستقرار المنطقة وإعادة نشاط الإرهاب.


*مستقبل الدور التركي في الجنوب مع عدوانها على سوريا؟*

بات مستقبل الدور التركي في عدن والجنوب بشكل عام أقل من ذي قبل ، سيما بعد تلقي أدواته ضربات موجعة في عدن ، ترتب عليها غياب أي تواصل على الجانب الرسمي ، وكذلك تم الحد من النشاط السري ، الذي افتقد إلى الحاضنة التي تمثلها قيادات ومسؤولين في الحكومة الإخوانية.

ولكن هذا لا يعني انتهاء هذا الدور الذي عاد للحضور في شبوة الجنوبية ، وكذلك ترجيحات بحضوره مجدداً وعبر مسؤولين الإخوان ، عقب النتائج التي من المزمع أن يخرج بها حوار جدة ، بالإضافة إلى الحضور لهذا الدور في الخارجية اليمنية ، سيما والموقف العربي لم يكن مناهض لتركيا بشكل كبير بما فيه موقف السعودية التي تقود التحالف.

إلى أن أقدام تركيا على شن عدوان سافر على الشعب السوري وتحديداً أكراد سوريا ، واحتلال أراضي سورية ، صعد من الموقف العربي الجامع ضدها ، واعتبره وزراء خارجية العرب بأنها عدوان واحتلال يحق مقاومته ، واتخذ الوزراء في القمة العربية التي انعقدت مطلع الأسبوع الحالي عدد من الإجراءات العقابة بحق تركيا.

ويصب تصاعد الموقف العربي من تركيا في صالح الحد من حضروها في الجنوب ، حيث أصبحت تعاني وتواجه مشكلات مختلفة واكبرها هذا العدوان ، وبالتالي الحد من حضروها جنوبا بشكل كبير.

وإلى جانب ذلك فإن تصاعد ووحدة الموقف العربي المناهض لتركيا ، ستدفع نحو منعها من لعب اي دور في المنطقة العربية برمتها بما فيها جنوب الجزيرة العربية التي تعد خاصرة المنطقة ، بل وسيدعم التحالف والدول العربية جهود التصدي لمشاريع تركيا وأدواتها في المنطقة ، وبالتالي ينعكسا هذا إيجابيا تجاه الجنوب وقواته.