اخبار سياسية

السبت - 19 أكتوبر 2019 - الساعة 09:40 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص





أقصى درجات ضبط النفس مارسها المجلس الانتقالي الجنوبي، في معركته السياسية المفتوحة مع الحكومة الشرعية المقيمة في الرياض، متوجاً المراحل الشاقة من حوار جدة بحزمة مكاسب للقضية الجنوبية أبرزها الاعتراف بالجنوبيين كرقم صعب في أي معادلة قد تفضي إلى اتفاق يسهم في إيقاف الحرب برعاية إقليمية أو دولية، وتقليم أظافر الشرعية ونزع مخالبها في الجنوب وتعرية عجزها في إدارة المناطق المحررة أو حسم أي جبهة قتال ضد المتمردين الحوثيين.
كل المناورات التي حاولت الشرعية إتباعها لإفشال حوار جدة، بداية من المماطلة بالحوار، مروراً إلى وضع شروط مسبقة للجلوس على طاولته، وانتهاءاً بمحاولة تسريب معلومات مغلوطة عن مخرجاته، أحبطها الانتقالي بصبر وثبات قيادته وحنكتها السياسية.
القيادي في الوفد الانتقالي المفاوض، علي الكثيري، قال إن "نَفسُنا طويل وثباتُنا على قضيتِنا وأهداف شعبنا أمرٌ لا فصال فيه... ولعل مما تعلمناه: أن لا فصل في أي لحظة أو جزئية بين الحكمة والإقدام"، مؤكداً في تغريدة على حائط صفحته في "تويتر" بأن "الحكمة بلا إقدام جبن وفشل والإقدام بلا حكمة تهور وفشل... أما تلازمهما معاً فشجاعة حكيمة ونجاح ونجاة".
إدراك الانتقالي بأن تحقيق أهداف الثورة الجنوبية مرتبط بعمق الشراكة الحقيقية مع التحالف، التي تقتضي هزيمة الانقلابيين الحوثيين، ومواصلة الحرب على الإرهاب، وتأمين اليمن من خطر التمدد الإيراني الذي يمس أمن المنطقة ومصالحها في الصميم، ترجم من خلال حرص وفده التفاوضي على إنجاح حوار جدة وقبوله بالانخراط ضمن الشرعية كشريك مناصفة مع الشمال، وانتزاعه الحق بتعيين محافظين في المحافظات الجنوبية وإدارة مناطقه وفقاً لشروطه، التي من بينها إخراج القوات الشمالية من الجنوب والزج بها في جبهات القتال ضد الحوثيين.
مكاسب الجنوبيين من حوار جدة، بالإمكان قراءة ما بين سطورها من خلال التمعن جيداً في الحملة الإعلامية التي بدأت تشنها قنوات الأخوان وفي مقدمتها "الجزيرة" وصحفها الورقية كـ"اخبار اليوم"، ومواقعها الإلكترونية، على مخرجاته، التي قال المتحدث باسم الانتقالي سالم ثابت العولقي بإنها عبارة عن "صياغات وأهواء لن تؤثر على مسار الحوار والمسودة الحقيقية"، مؤكداً بأن "زمن التنسيق الإعلامي بين قطر وإخوان اليمن وتأثيره على سير الأحداث ولى بدون رجعة".
وأوضح العولقي في تغريدة في "تويتر": بأن "التحالف صمام أمان ولا مجال للعبث بالجنوب المُحرر والشمال الذي يعمل التحالف على تحريره وإرجاعه لمحيطه العربي".
وأضاف: "بعد كل محاولاتهم اليائسة لإنكار مأزقهم عادوا ليقولوا أنها حقائب وزارية ومناصب ليس إلا وهم يدركون أن الأمر ليس كذلك لخسارتهم الجولة بامتياز". وشدد بأنه "شتان بين ما قبل الحوار وما بعده. فالهيكلة شاملة ولا مجال لحكومات العوائل والأبناء والأصهار وجيوش الأحزاب ولا تفرد بالقرار السياسي والإداري".
بدوره الخبير العسكري الإماراتي، خلفان الكعبي، سخر من تأويلات سكرتير الرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، حول مخرجات حوار جدة، قائلاً: "هذا رد رحبيكم مختار بعد طول تفكير شرعية اللاانجازات لا يمكنهم الرد، بإمكانهم السب والشتم والكذب هذه بضاعتهم. يعني ما عندكم إنجازات سوى الكذب والكلام الفاضي".
وأكد: "ليس لديك ما ترد به شرعيه اللا انجازات أفضل تستر نفسك وتسكت ولا تناطح يا عديمي الانجاز، لا حررت الشمال، ولا كان لكم دور في تحرير الجنوب يا سكان الفنادق. اكذب على غيري".
المحلل السياسي هاني مسهور، قال إنه "لا حاجة لتبادل التسريبات حول مسودة حوار جدة، فالأطراف المأزومة وحدها هي المستفيدة من تمرير المعلومات المغلوطة". وأكد بأن "السعودية تدير حواراً مسئولاً غايته تحقيق مصلحة الجميع دون إنكار لجهود قدمت في سنوات عاصفة الحزم". وما يقصده مسهور ضمنيا، هو دور المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية في إلحاق الهزيمة بالحوثيين في الجنوب أولاً وداخل العمق في المحافظات الشمالية، بينما يمارس جيش الشرعية الفساد ولم يعد خافياً تعاونه مع الحوثيين لإطالة أمد الحرب واستنزاف التحالف.
المحلل السياسي حسين لقور، استغرب من "إصرار وفد حكومة المنفى اليمنية على تضمين حوار جدة بنودا تعطي حصانة لمسؤولي الشرعية من أي محاكمة مستقبلا سواءاً من دول التحالف بسبب سوء إدارة المعارك و الفساد في إستخدام الدعم المقدم من التحالف أو من محاكمة وطنية في صنعاء أو عدن بعد قيام الدولتين."
عضو رئاسة الانتقالي، لطفي شطارة، شرح باختصار مسيرة الانتقالي منذ قيامه، مؤكداً بأنه "ظل يتمدد بهدوء داخليا وخارجيا، ممارسا سياسة ضبط النفس في الداخل، والنفس الطويل في تطوير علاقاته بالخارج متحملا قضية شعب بكل مسؤولية وأمانة".
وأضاف: "ما يقدمه فريق الانتقالي في جدة برئاسة قائده عيدروس الزبيدي، يأتي ضمن مسؤولية وطنية لقيادة قالت وفعلت حتى تحقق إرادة الجنوبيين".