منوعات

الخميس - 14 نوفمبر 2019 - الساعة 10:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات


بين عامي 1491 و1518 في القرن السادس عشر الميلادي، تدور أحداث مسلسل «ممالك النار» المقرر عرضه على مجموعة قنوات MBC السعودية يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، حيث يتناول في 14 حلقة ذروة الصراع العثماني المملوكي واحتلال مصر والشام على يد السلطان العثماني سليم الأول، وشنق طومان باي آخر سلاطين المماليك على باب زويلة وانتهاء الدولة المملوكية.

العمل من كتابة المؤلف المصري محمد سليمان عبد المالك، وإخراج البريطاني بيتر ويبر، وإنتاج الإماراتي ياسر حارب.

يشارك في بطولة المسلسل عدد كبير من الفنانين العرب، في مقدمتهم المصري خالد النبوي في دور طومان باي، والسوري رشيد عساف في دور قنصوة الغوري عم طومان باي، والمنسوب إليه حي الغورية في القاهرة، والفنان السوري محمود نصر الذي يجسد السلطان سليم الأول، والفنان السوري عبد المنعم عمايري ويجسد بايزيد والد سليم الأول، والسورية كندة حنا في دور دلباي حبيبة طومان باي، والفنانة منى واصف كضيفة شرف.

المؤلف محمد سليمان عبد المالك حكى عن بدايات العمل على المسلسل بقوله: «الفكرة جاءت من خلال المنتج ياسر حارب الذي كان من طموحه تقديم عمل تاريخي يرقى للمواصفات العالمية».

ويرى عبد المالك في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الدراما التاريخية في المنطقة العربية وصلت لمستوى معين من التطور ولم تستطع بعدها الارتقاء عنه، وكان آخرها مسلسل عمر للمخرج السوري حاتم علي».

وتابع: «كان لدي شغف كبير لتقديم عمل تاريخي ضخم لكن لم أجد حماساً من المنتجين بسبب التكلفة الباهظة لهذه الأعمال، فتوقفت عن التفكير في هذه النوعية، ثم جاء حارب الذي اقترح فكرة تقديم عمل فني عن الصراع العثماني المملوكي في القرن 16 لأنها حقبة مظلومة تاريخياً ودرامياً».

وأضاف: «استعنا بعدة مراجع مهمة في التاريخ العثماني والمملوكي، وزودنا أستاذ التاريخ دكتور صبري الدالي المتخصص في التاريخ العثماني، بمراجع منها (بدائع الزهور في وقائع الدهور) المتناول للتاريخ المملوكي والمكتوب بدقة أشبه باليوميات أيام الغزو العثماني للدولة المملوكية، وهو ما أعطانا تصور كامل عن حياة الناس وطبيعة السلطة والصراع وقتها، وكتاب (واقعة السلطان الغوري مع سليم العثماني) لابن زمبل الرمال، وهو كتاب خطير كانت السلطة وقتها تتعامل معه باعتباره ممنوعاً ونوعا من المقاومة الصامتة، وكذلك كتاب (مرج دابق) لصلاح عيسى، أما عن التاريخ العثماني فلدينا الكتاب الإنجليزي (The making of Selim) أو صنع سليم، كتبه أستاذ تاريخ تركي في إحدى الجامعات الأميركية، وعشرات المصادر الأخرى».

وكشف عبد المالك أنه عمل على مدار 6 أشهر لإخراج السيناريو للنور في إطار ورشة لكتابته، وأبرز المشاركين فيها: أحمد بكر وحسام هلالي والشاعر أحمد ندا المتخصص في صياغة الحوار بلغة مشابهة للتي تنطق في هذا العصر، فضلاً عن أن المنتج كان حريصاً على ترجمة الحلقات المكتوبة وإرسالها إلى استشاري سيناريو في إنجلترا رغبة منه في الوصول إلى المستوى العالمي.

ودافع المؤلف عن المسلسل، ورفض اتهامه بالتحيز لصالح السلطان المملوكي على حساب نظيره العثماني بقوله: «هناك مقولة دائمة وهي أن التاريخ يكتبه المنتصر، فالوقائع التاريخية كثيراً ما تكون غير حيادية لأنه هناك وجهات نظر ومصالح متضاربة لمن سجلوا التاريخ ووثقوه، والدراما ليس دورها أن تكون محايدة أو تبحث عن حقائق ولكنها تنتصر لقيم وأخلاقيات بعينها، وفكرة الحياد ومحاولة تجنب الهجوم هو أمر صعب منذ بدء الدراما التاريخية ولن تستطيع إرضاء كل الأطراف، ومع ذلك فقد حاولنا أن نكون محايدين لأقصى درجة».

وأضاف: «المسلسل سيثير جدلاً لأن الساحة بالفترة الماضية كانت متروكة للدراما التركية تمجد كيفما تشاء في أبطالها العثمانيين، والعمل تتم مهاجمته أصلاً حتى قبل عرضه لمجرد أنه يعبر عن وجهة نظر بعينها، ويعرض حياة السلطان المملوكي وحب الناس له واشتراكه في المقاومة معهم، بل وأتوقع زيادة حدة الهجوم بعد العرض».

ودافع عن اختيار المخرج البريطاني بيتر ويبر في عمل عربي قائلاً: «استعنا بخبرات عالمية كي يخرج العمل على أعلى مستوى من الاحترافية والجودة وكي ينقلوا خبراتهم للكوادر العربية، فكل الفنيين من مدير التصوير والغرافيك ومهندسي الديكور وفنيي المعارك بريطانيون، وبعضهم الآخر من أستراليا وإيطاليا وكولومبيا».

وكشف المؤلف عن أماكن التصوير، الذي تم بالكامل في تونس في استوديوهات طارق بن عمار مستغرقاً 8 أشهر، شملت التدريب على ركوب الخيل والمعارك، بالإضافة إلى 4 شهور أخرى لإنهاء مراحل الغرافيك والمونتاج والمكساج، وبميزانية تخطت 40 مليون دولار.

وعن السر في اختيار النبوي لأداء دور طومان باي، أكد عبد المالك، أن لغته العربية جيدة ومواصفاته الشكلية تتوافق مع مواصفات السلطان المملوكي، ولديه إسهامات قوية في الأعمال التاريخية منذ فيلم «المهاجر»، كما تلاقت أحلامه في تجسيد الشخصية مع ترشيحه من الجهة المنتجة والمخرج.