اخبار وتقارير

الجمعة - 15 نوفمبر 2019 - الساعة 04:56 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

غضبُ جنوبي واسع على مواقع التواصل الإجتماعي منذ يومين إزاء بعض التصرفات الإستفزازية في عدن، حيث قامت جهات محسوبة على الشرعية بإنزال العلم الجنوبي من على بوابة المطار الدولي، قبل ان يعاد رفعه مساء الثلاثاء بأوامر مدير الامن شلال علي شائع ذلك ما أثار اسيتاء الجنوبيين وغضبهم وسط تحذيرات ان تلك الخطوات الإستفزازية من شأنها ان تعرقل اتفاق الرياض.

من جانبه أكد نائب رئيس المجلس الإنتقالي الإستاذ هاني بن بريك " أن العلم الجنوبي لن يزول ولن يتم تنكسيه ما دام هناك رجالا ينبض الدم في عروقهم ، وأردف قائلا كيف لا نرفع راية سقط تحت ظلها خيرة الرجال والأحباب. .. مضيفا ان الجنوبيين حققوا الإنتصارات طيلة الأعوام الماضية وهم يحملون العلم الجنوبي الى جانب علميي الإمارات والسعودية.

الإستاذ بن بريك قال ايضا ان الشرفاء من ابناء المحافطات الشمالية يحترمون العلم الجنوبي ولكن هناك فئة منبوذه تسعى لإثارة الفتن والإصتياد في المياة العكره.. هذا ونظم الجنوبيون حملة على مواقع التواصل وووضعوا هاشتجا قالوا فيه ان العلم الجنوبي خط أحمر.

ناشطون وكتاب وسياسيون شاركوا في الحملة وأنذروا من تبعات التصرفات الصبيانية التي تنتهجُها الشرعيةكما حذروا في الوقت ذاته أن الجنوبيين لن يتنازلوا عن ثوابتهم الرئيسية
مؤكدين ان الراية الجنوبية إحدى الثوابت الراسخة التي لايمكن التنازل عنها او جعلها موضع للجدال.

انزال العلم فشل الاتفاق

وقال الصحفي حسين حنشي رئيس تحرير صحيفة المرصد " إذا قام اي سعودي او شرعي او غيره بانزال علم الجنوب في اي بقعة من الجنوب فهذا يعني الفشل الكبير لاي تسوية ونسف لكل اتفاق الرياض!.
واشار حنشي انه " سيقول الشعب حينها طز في اتفاق الرياض طز في الانتقالي وطز في التحالف العربي وانا اول واحد من الشعب ساقول ذلك!
واكد حنشي يجب ان يعلم الأشقاء في المملكة انه لن يكون نجاح لاي عمل في الجنوب الا اذا وافق ما يريده هذا الشعب.
وطالب حسين " على قيادة المجلس ان تعي ذلك فتفويض الشعب لها ليس شيك على بياض بل لخدمة القضية واذا حدث شيء للقضية فلا قيادة للشعب الا قضيته!.
شخصيا اذا حدث هذا فسأقوم بواجبي وهو العمل الاعلامي من اجل ثورة ضد الجميع فداء للعلم والقضية وما يقطع الراس الا من يركبها !.

ويحاول تنظيم الاخوان داخل الشرعية افشال اتفاق الرياض عبر خلق الكثير من النزعات والمشكلات تارة بمحاولة انزال علم الجنوب وتارة بعدم قدرتهم على النزول الى عدن.

ودعا القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة لتجنب استفزاز الشعب الجنوبي.
وقال شطارة في تغريدة على موقع تويتر ” رصدها تحديث تايم ” أن علم الجنوب رمز للهوية وشموخ القضية.
وأشار عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى أن “الجنوبي صبر وسيصبر ولكنه لم ولن يساوم فلا تستفزوه ولا تختبروا إرادته”.
وأضاف: “أكرر .. دم شهدائنا الجنوبيين ليس ماء”

علم الجنوب ليس قطعة قماش

علق هاني البيض، نجل آخر رئيس لجنوب ما قبل الوحدة، على #حادثة_العلم في مطار عدن الدولي، التي أثارت سخطاً واسعاً في صفوف أنصار الانتقالي.

وقال البيض، على صفحته في تويتر، إن علم الجنوب خط أحمر أمام كل محاولات المساس به، مؤكداً أنه ليس مجرد قطعة قماش كما يراه البعض.
وأضاف: “بل هو رمز لهويتهم وكيانهم، وعنوان آخر لنضالهم، سطروا تحت رايته أروع ملاحم البطولات وسقطت لأجله أزكى وأطهر دماء أبنائه ليرفعوه عالياً”.

حوار مع التحالف بعدن

يقول ماجد الشعيبي الناطق العسكري لجبهة الضالع - قبل أيام فقط جمعنا لقاء مع قائد التحالف العربي في عدن ، دار خلاله نقاش مستفيض تضمن أبرز الموضوعات السياسية والاجتماعية التي شغلت الرأي العام العدني والجنوبي بشكل عام ، أبدى القائد السعودي المعين حديثا تفهما غير مسبوق لخصوصية الحالة الجنوبية، وأكد لنا أن مهمة الاشقاء تقتضي حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة المشروع الحوثي ومكافحة الإرهاب، وانها لم تأت إلى هنا لفرض إرادة سياسية معينة على اليمنيين جنوبا أو شمالا..

ويروي الشعيبي انه في خضم اللقاء الذي ضم قيادات عسكرية مع نخبة من الإعلاميين الجنوبيين، أشار احد الإعلاميين إلى العلم الجنوبي الذي كان يزين كتفي وأنا ارتدي بزتي العسكرية، وأخبر قيادة التحالف أن أي خطوات سعودية نحو إنزال العلم الجنوبي من أي مرفق حكومي ستقابل بردة فعل شعبية غاضبة .. وأكد زميلنا الاعلامي وهو يشير إلى العلم الوطني الجنوبي إنه تحت هذه الراية سجلت الانتصارات المتتالية حتى تكللت بتحرير جميع المحافظات الجنوبية بعكس غيرها .

بدوره رد قائد التحالف العربي مؤكدا أن مهمتهم ليست رفع أو إنزال أي علم ، وإنما تثبيث الأمن والاستقرار وتطبيق مخرجات اتفاق الرياض ومحاربة المشروع الإيراني في المنطقة كما يقول ماجد الشعيبي .

ويؤكد الشعيبي ان هذا الحوار كرس قاعدة جديدة للتعامل المتبادل ؛ يسهل الجنوبيون مهام التحالف العربي وينخرطون إيجابا في تحقيق أهدافه الإستراتيجية ، بينما يحترم السعوديون خصوصية البيئة الجنوبية و يتعاطون إيجابا مع قضيتهم السياسية.

لكن هذا الوفاق لم يمنع من أن تنغصه بعض الاجراءات الأحادية والتي قوبلت ايضا بردود فعل شعبية وسياسية حادة هددت بتوتير الأجواء الاخوية والتصالحية.

ولعل القيادة السعودية في عدن تحتاج إلى مزيد من الوقت كي تفهم و تتفهم طبيعة الحالة جنوبا؛ مثلها مثل الأشقاء في دولة الإمارات الذين كانوا يطرحون ذات الطرح السعودي لحظة وصولهم عدن، ولكنهم مع الأيام ومن خلال تجربتهم على الأرض اصبحوا الأكثر حرصا على مراعاة حساسيات الشارع الجنوبي و استيعاب الرمزيات السياسية للبيئة الحاضنة، لاسيما وإن الآلاف في عدن وما جاورها من محافظات ضحوا بحياتهم فقط كي يضمنوا أن يرفرف هذا العلم مجددا فوق مدنهم .

ويتابع الشعيبي إلى أن يتم تثبيت اتفاق الرياض عمليا ، و حتى يتلمس المواطنون فعليا ثمار المصالحة السياسية ؛ سيكون علينا كجنوبيين وعلى ضيوفنا السعوديين أن نتعاطى بحرص وحذر شديدين؛ كي نتجاوز بنجاح تركة القهر السياسي وألغام الحرب المادية والمعنوية التي مازالت قابلة للانفجار في أي وقت..

علينا أولا أن نضمن الوصول بسلام إلى بر الأمان، وبعدها نضع موضوع (العلم ، الوحدة ، الانفصال) على طاولة النقاش...

ومثلما تتطلب المرحلة الراهنة مرونة محلية في استيعاب حكومة الشرعية كأحد ضرورات المصالحة ، فإنها أيضا تتطلب مرونة سعودية للإبقاء على هذا العلم الجنوبي مرفرفا باعتباره إحدى حقائق التحرير ..

وسيكون من الصعب إبعاده عن سفينة الحل السياسي .. إذ يعتقد الجنوبيون أنهم في حال اشاحوا النظر قليلا عن نجمتهم الحمراء ، فإنهم سوف يتوهون ويتخبطون مجددا في لجج البحر اليمني..