اخبار سياسية

الأحد - 01 ديسمبر 2019 - الساعة 07:03 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص




لم يدُم مخطط الدوحة طويلاً قبل أن ينكشف ويسقط في عدن، المخطط يهدف إلى ضرب العلاقة بين الرياض وأبوظبي، وتحويل مدن الجنوب على حلبة صراع مستقبلية بين السعودية والإمارات، استخدمت الدوحة أدواتها التنفيذية داخل الحكومة الشرعية، مستغلة سياسية المملكة السعودية القائمة على لم شمل جميع الأطراف اليمنية لمواجهة المشروع الحوثي، من أجل خلق نقاط خلاف بين الدولتين ومحاولة النفخ فيها للوصول على تصدّع التحالف في مدينة عدن.
لكن عدن أسقطت الرهان القطري، ووحدت الدور السعودي والإماراتي أكثر انسجاما مع الجنوب، وانطلاقا نحو علاقات ثلاثية مستقبلا تشكل محور متين أمام أي تهديدات محتملة.
 
بداية وضعت الدوحة على عاتقها استهداف الدور الإماراتي في اليمن، وكان السلاح الأول الذي استخدمته دولة قطر لنسف العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، وفي المقام الأول استهدافا للمملكة السعودية التي تُعد الإمارات، حليفها القوي والأمين، ليس فقط عسكريا، ولكن في كل القضايا المشتركة إقليميا وعربيا ودوليا، فضلا عن الشراكة الاقتصادية بين البلدين والتنسيق بين القطاعات الحكومية والخاصة بين الرياض وابوظبي، وصولا إلى أكبر تبادل تجاري في المنطقة الذي وصل سنويا 23 مليارا. 
 تسعى دولة قطر إلى نسف التحالف المتين بين الرياض وأبوظبي، إذ أن بقاء التكامل والتوافق بين البلدين وفق رؤية "خلوات العزم" التي تخمض عنها الإعلان عن اتفاق شامل في العام 2017، لمواجهة الأخطار التي تهدد أمن المنطقة، ذلك الاتفاق تعاطت معه الدوحة كخطر داهم على مشاريعها التمزيقية المغذية للفوضى في أكثر من مكان في المنطقة.
وتتعامل الدوحة مع مشروع التوافق الإقليمي، بأنه  يهدد أطماعها ويقصقص مخالبها المزروعة في دول المنطقة وأهمها الحركات الجهادية الدائرة في فلك جماعة الإخوان المسلمين الوكيل الحصري لتنفيذ أجندة الدوحة في أكثر من مكان.
 في موازاة ذلك، ترى الرياض بضرورة مواجهة المشاريع التي تستهدف أمنها وأمن الخليج، ولا يمكن السكوت عن التمدد من الشمال وتتمثل التهديدات أولا في المد الإيراني الذي اقترب من شمال الجزيرة (العراق) عبر ميليشيات الحشد الشعبي وأخواتها الممولة من إيران، وكذلك سقوط جنوب الجزيرة العربية (اليمن) في يد حركة الحوثيين التابعة لإيران.
وتفهمت الرياض بعد وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى سدة السلطة، أن التهديد الأخطر فيكمن في تنظيم الإخوان، حيث وجد في ثورات الربيع العربي بيئة خصبة للسيطرة على المنطقة وقد سيطر فعليا على مصر وتونس واليمن وأجزاء من ليبيا، ولم يكتف بذلك، وبدأ يخطط فعليا لإسقاط الرياض وأبوظبي، كخطوة تسبق الإعلان عن الخلافة الإسلامية المفترضة. كل تلك التهديدات التي تضع السعودية أولا والخليج ثانيا، على كف عفريت، تمثل بالنسبة للدوحة انتصارا تاريخيا، وذلك أن قطر أول دولة دعمت الحركة الحوثية في العام 2004، كما أنها تحالفت مع إيران في مواجهة دول الخليج، إضافة إلى دعمها المطلق لتنظيم الإخوان، كل ذلك، يجعل منها مكب تندلع منه كل المخاطر التي تهدد الدول الخليجية. ولمواجهة تلك المساعي وجدت الرياض وأبوظي بضرورة تمتين الحلف الاستراتجي، وعدم السماح لأي اختراقات من شانها تؤدي إلى تصدّع الحلف خدمة للمشروع القطري، الذي لو ترك لفترة وجيزة لحقق أهدافه في الجنوب.
 استخدمت قطر العديد من الجماعات الدينية والسياسية، لضرب التحالف في اليمن، وبدأت معركتها منتصف العام 2017، عندما وظفت كل مؤسساتها الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزبرة، كمنبر، للسياسيين والإعلاميين والحقوقيين، ينتمون إلى جماعة الإخوان والحوثييين، وجماعات أخرى متشددة، واستخدمتهم لفبركة تقارير ومواد لخلط الأوراق، وخداع الرأي العام المحلي ، والدولي وتشويه دور الإمارات في الجنوب. وعبر أدواتها المتغلغلة في مؤسسات الشرعية، المتواجدة في الرياض، تشن الدوحة هجوما لاذعا على الدور الإماراتي، ومن ثم انتقل الهجوم على التحالف السعودي الإماراتي، قبل أن ينكشف صراحة أن الهدف اخراج عدن من التوافق السعودي الإماراتي وضمها إلى المشروع التركي القطري الإيراني.
لكن ذلك المشروع سقط وباتت عدن القلعة التي صدّت مشروع الدوحة، وطويت كل المسائل الخلافية الفرعية لصالح الأهداف الحقيقية التي تأسس من أجلها الحلف.