اخبار سياسية

الإثنين - 02 ديسمبر 2019 - الساعة 05:39 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

توسم جماعة الإخوان المسلمين بصفتي التقية والخبث، ففي جوهرها ومنهجها لا تعترف بالدولة أو الأوطان، ويشهد تاريخها ومنذ تأسيسها، وحيثما ارتحلت وحلّت، أنها منظمة تتبع القالب الماسوني الهرمي، كما خطط لها حسن البنا، للتغلغل في المجتمعات والمؤسسات بما يعرف اصطلاحياً بـ«الأخونة»، يؤمنون كـ«ميكافيللي» أن الغاية تبرر الوسيلة، فلا مانع من استخدام الدين كبساط يرتقون به إلى عقول الشباب، وحديثاً استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لإحكام القبضة والتهديد والوعيد لكل من يعترض على نشاطاتهم الإرهابية.

ومنذ توغلت هذه الجماعة في اليمن، خلال القرن الماضي، في عهد الإمام يحيى، بدأت فوضى تمثلت في منظومة ضخمة من الانقسامات والاغتيالات والفتنة العارمة، ومن هناك، ومن رحم هذه البؤرة من الإرهاب المجتمعي والسياسي، خرج حزب التجمع اليمني للإصلاح، في بداية التسعينيات، على عتبة الوحدة اليمنية، وبتركيبة جهنمية وخطة التحالف مع الخصوم، والخصومة مع الحلفاء، والعمل بسياسة فرق تسد، تحالفت مع ثورة الشباب اليمنية، تماهياً وتوافقاً لما حدث بمصر وتونس وليبيا ومن ثم انقلبت عليه.

التحالف العربي، ما زال يعمل جاداً لتخليص اليمن من ويلات الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران ومن مليشيات الاصلاح بعد تحرك دولي لتخليص اليمن من ارهابهم، فدعا عدة مرات، لتوحيد الصفوف والحوار في جدة، بين الشمال والجنوب، لكن الإخوان هناك، وقفوا كشوكة في حلق هذا الحوار، بل تمادوا في التصعيد، بالتعاون مع القاعدة، على الجنوب، خدمة مدفوعة الأجر لأجندات خارجية، تنشط في تركيا وقطر وإيران .سيكون اليمن سعيداً، مرة أخرى، حين يقتنع الشعب، بأن التخلص من الإخوان، هو الحل.

عودة المؤتمر

وبالرغم ان المؤتمر الشعبي يحظى بشعبية كبيرة وقاعدة مهمة وهو يحمل الوسطية ولكنه انقسم لعدة فصائل في نهاية الأمر وتصب التحركات لإعطاء الولاء والشرعية لهادي.
يعد هادي هو تنظيميا نائب رئيس الحزب ورئيس الحكومة بن دغر من قيادات الحزب أيضا لأن الحزب لا ينتمي لأي اتجاه ديني لذلك يحظى بموافقة الجميع… ولذلك يريد هادي أن يعيد الحزب للواجهة مرة أخرى في المعترك السياسي القادم وذلك ما يذهب إليه مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن…

ومن جانبه أشار القيادي في حزب المؤتمر وليد المشيرعي أن الاجتماع بالقاهرة السابق كان مهم للملمة شمل الحزب بعد الخلافات التي ضربته في ضوء التطورات الأخيرة التي حدثت…

قائلا إن هادي هو الرئيس الشرعي العام بصفته كان نائبا لرئيس الحزب علي عبد الله صالح بينما يرى آخرون أن أحمد صالح هو الأجدر برئاسة المؤتمر بينما اللائحة تقضي بعقد مؤتمر عام وهذا من المستحيل عقدة في ظل هذه الظروف والوضع يقول أن النائب هو الذي يخلفه.

وأضاف المشيرعي أن توحيد صفوف الحزب يخدم التحالف لتعزيز الاستقرار في اليمن مشيرا الى أن حزب المؤتمر يضم خيرة الكفاءات الوطنية وأثبت أنه الأقدر على مخاطبة الوجدان الوطني والشعبي حيث امتد إلى كافة المحافظات وخاصة في الجنوب.


مارسَ المؤتمر ما يمكن تسميته ب"المظلومية" خلال السنين السبع الماضية، رغم بقائه في السلطة أو قريبا منها، ليعود من جديد بشخصيات ذات ثقل ويعرفها الشارع اليمني.
واستطاع حافظ معياد، وهو أحد أبرز العقول الاقتصادية إبان حكومات صالح المتعاقبة، أن يعود من جديد للعمل الحكومي متبوءاً منصب محافظ البنك المركزي اليمني ومن ثم رئيس اللجنة الاقتصادية، واستطاع إصدار قرارات مهمة ساعدت على استقرار سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما أعطى مؤشراً ايجابياً لصالح رجالات الحزب، غير أنه لا يمكن إغفال تأثير الدعم الإقليمي الذي تحظى به حكومة معين عبدالملك، في ظل وضع عام بالغ القسوة تشهده البلاد.
ومع التوافق بين الكتل البرلمانية على اختيار البركاني رئيساً لمجلس النوالب، هل يمكن القول إن ذلك سيشكل دفعة قوية لعودة رجال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى السلطة من جديد؟

تمكين الانتقالي

مثَّل اتفاق الرياض نقطة جوهرية في مسار الحلم الجنوبي الأكبر، المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط عن الشمال، بعدما ركّز المجلس الانتقالي في المرحلة الراهنة على توحيد جبهة الحرب على المليشيات الحوثية.
اتفاق الرياض وُقِّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية، بعد أسابيع طويلة من العراقيل الإخوانية، ليؤسس لمرحلة جديدة على أكثر من صعيد.

أحد هذه المسارات يتمثّل فيما سيكون المجلس الانتقالي في المرحلة المقبلة فيما بعد توقيع الاتفاق، وقد أوضح القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العولقي طبيعة هذه المرحلة قائلًا في تصريحات لصحيفة "العرب" إنّ ما بعد الاتفاق سيمثِّل تحولًا جديدًا في مسار المجلس ودوره، كما أنها ستؤسِّس لمرحلة جديدة من التمكين.

ويضيف العولقي: "المجلس الانتقالي يعتقد أن موجبات هذه المرحلة تقتضي منا الكثير من الجهد للحفاظ على ما تحقق من انتصارات خلال الأعوام الخمسة الماضية وتحقيق المزيد منها خلال هذه المرحلة، فضلًا عن الانطلاق بمهام جديدة تصب جميعها في مجرى تعزيز الاستقرار وإطلاق حركة التنمية والإعمار وبناء مؤسساتنا في الجنوب على أسس متينة وصحيحة وصولا إلى تحقيق تطلعات شعبنا".

حملت الفترة الأخيرة الكثير من التطورات، ربما تُصنَّف بأنها من أهم المراحل التاريخية في التاريخ الجنوبي، فيما يتعلق بكثرة التحديات التي رافقت القضية، على طريق تحقيق الحلم الأعظم، وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.
إجمالًا، يمكن القول إنّ اتفاق الرياض قد حمل الكثير من الفوائد للقضية الجنوبية، تتمثل في أنّه برهن على أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الوحيد والشرعي للقضية الجنوبية، وأنّه يعتبر قوة سياسية فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما مكَّن الجنوب من أن يضع قضيته على طاولة الحل المستقبلية للحل السياسي الشامل في اليمن، كما مثّل نجاحًا في خطة المجلس المرحلية التي هدفت إلى توحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني.

المرحلة الأهم للجنوب ربما لا تتمثّل في الاتفاق في حد ذاته، بقدر ما سيكون لزامًا العمل بقوة وحسم ووعي من أجل التصدي لأي مؤمرات إخوانية ضد الجنوب قد تسعى للنيل من هذه الخطوة وإفشالها حتى بعد إقرارها، وقد ظهر ذلك في الهجوم الإخواني المستعر دائمًا ضد اتفاق الرياض.

المرحلة المقبلة على أهميتها وربما خطورتها تتطلب مزيدًا من التكاتف بين أضلاع المثلث الجنوبي، فالقوات المسلحة الجنوبية تكون جاهزةً لصد أي اعتداءات سواء من المليشيات الإخوانية أو "شقيقتها" الحوثية، والقيادة السياسية التي تسير وفق رؤية استراتيجية ثاقبة وصولًا إلى الحلم الأكبر، والطرف الأهم هو التفاف شعب الجنوب حول قاداته من أجل ردع كل هذه المؤامرات.