اخبار وتقارير

الثلاثاء - 14 يناير 2020 - الساعة 05:38 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث /خاص

سيطر تنظيم الإخوان للمسلمين على الصحيفة الرسمية للجيش اليمني بعد إقصاء اي عنصر غير اخواني في ادارتها قبل ان يعيدون صياغة سياستها التحريرية لخدمة الحوثيين عبر حذف صفات المليشيات عنها وحذف صفة الجيش الوطني عن جيش الشرعية كذلك .
واستبدل الإخوان عناصر الصحيفة العريقة للجيش الغير موالية للإخوان بعناصر موالية لسُلطة الأمر الواقع في محافظة مأرب ممثلة بتجمع الإصلاح "إخوان اليمن"، والتي كان أبرزها فرض تعيين أحمد شبح مشرفاً على صحيفة الجيش وموقعها الإلكتروني "سبتمبر نت" بدرجة نائب رئيس تحرير.

ففي مطلع ديسمبر الماضي أقدمت قيادة دائرة التوجيه المعنوي في مأرب على إقصاء مدير التحرير السابق الصحفي مرشد العجي، والذي يعد أحد كوادر الصحيفة، وكان يشغل قبيل انقلاب المليشيا الحوثية سكرتير تحرير صحيفة 26 سبتمبر، واستبدلته بالعقيد عبد الحكيم الشريحي.

عقب إقالة العجي عملت جماعة الإصلاح في مأرب على انتزاع قرار من وزير الدفاع محمد المقدشي قضى بتكليف أحمد شبح مشرفاً على الصحيفة -وبنفس الطريقة التي مارستها مليشيا الحوثي- والشريحي مديراً للتحرير، حيث جسَّدت الصحيفة خلال تلك الفترة خطاباً عدوانياً وموجهاً ضد الجنوب والمجلس الانتقالي ودولة الإمارات العربية الشقيقة الشريك الفاعل إلى جانب المملكة العربية السعودية في التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن.

عكس الخطاب الإعلامي لصحيفة الجيش مؤخرا السياسة العامة لحزب الإصلاح والتي تظهر بجلاء في كل وسائل الإعلام الرسمية التي يفرض سيطرته عليها سواءً القنوات التلفزيونية أو المواقع والإذاعات.

انتهى المطاف بالعقيد الشريحي إلى الاحتجاز والتحقيق حتى اللحظة؛ على خلفية الخطاب الإعلامي والتصعيدي ضد الجنوب والتحالف الذي كان ينفذه تحت إشراف القيادي الإصلاحي أحمد شبح. وقد كان وزير الدفاع أمر بوقف التصعيد ضد التحالف والأمم المتحدة والجنوب.

واستمر "شبح" في ممارسة مهامه الإقصائية التي وجهها هذه المرة ضد زملاء الحرف، حيث ضغط على مدير الدائرة العميد أحمد الأشول بعد تقديمه تقارير كيدية على إيقاف الزميل خليل الزكري الذي كان يشغل منصب نائب مدير تحرير موقع الصحيفة "سبتمبر نت" منذ العام 2017م واحالته للتحقيق وتكليف بديلٍ عنه لإدارة الموقع الناشط الإصلاحي عبد الباسط الشاجع الذي يدير مركز العاصمة الإعلامي التابع للإصلاح في مأرب.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث أقدم المشرف الإصلاحي على الصحيفة أحمد شبح، على فرض سياسة تحريرية جديدة تتجاهل وصف مليشيا الحوثي بالانقلابية وغيرها من الأوصاف التي تشير إلى ذلك، علاوة على رفضه مواد وتقارير صحفية توثق انتهاكات المليشيا بذريعة تجنيب الصحيفة أي تبعات قانونية، وإزالة شعار الجيش اليمني من ترويسة الصحيفة واستبدال تسمية القوات المسلحة بدلاً عن الجيش الوطني، حسب إفادة عدد من الزملاء العاملين فيها.

وطبقاً لإفادة عدد من الزملاء في الصحيفة فإن المشرف الإصلاحي "شبح" استحوذ على المُخصص المالي للإصدار الأسبوعي ويتصرف فيه بعيداً عن هيئة التحرير، حيث رفض صرفه وفق ما كان معتاداً ووزعه على طاقمه الجديد الذين استقدمهم للعمل معه، حيث كان أغلبهم مرتبطين بأعمال خاصة ضمن فرص العمل التي عمل تجمع الإصلاح على توفيرها لأعضائه وهم في نفس الوقت محسوبون إعلاميين على دائرة التوجيه المعنوي.

وتعليقاً على ما يجري في صحيفة "26 سبتمبر" كتب الزميل عارف المقطري، والذي يشغل نائب مدير التحرير في صفحته على الفيسبوك: "القهر يا أصدقائي أن نعيش على عبارة واحدة بابها من حديد وجدرانها من حديد وسقفها أوراق جافة لشجرة ما زالت فصيلتها تساقط الثمار فيلتهمها غيرنا".

"لا يهم إن نحلت أجسادنا وأحلامنا، ففي طريقنا مليون شبح"، يقول المقطري في تغريدته.

ويعد الإخواني أحمد شبح من أكثر الشخصيات قرباً للقيادي الإصلاحي ورئيس دائرة الإصلاح الإعلامية علي الجرادي، وكان الإصلاح فرضه في بداية تشكيل الجيش الوطني في مأرب مدير قطاع الصحافة والإعلام في التوجيه المعنوي، لكنه تجاوز مهامه وصلاحيته، الأمر الذي دفع رئيس الدائرة حينها اللواء محسن خصروف إلى إقالته.

وبعد إقالة شبح من قطاع الصحافة والإعلام في دائرة التوجيه المعنوي وتعيين الإصلاحي أحمد عائض خلفاً له، اتجه شبح إلى تشكيل المركز الإعلامي للقوات المسلحة وبدعم من المقدشي وعبده مجلي الناطق باسم الجيش في مأرب، واقتصر عمل المركز خلال فترة الثلاث السنوات الماضية على صفحة في الفيسبوك وحساب على التويتر وبموازنة شهرية بلغت، وفقاً لمصادر خاصة ومطلعة، عشرة ملايين ريال، فيما موازنة صحيفة 26 سبتمبر وموقعها الإلكتروني أربعة ملايين ريال شهرياً فقط.

كانت صحيفة "26 سبتمبر" ودائرة التوجيه المعنوي بشكل عام المؤسسة الوحيدة في مأرب التي تعكس وجود بقية القوى المناهضة للمشروع الانقلابي بالرغم من هيمنة عناصر الإخوان على أهم مفاصل الدائرة إلا أنهم، مؤخراً، يتجهون إلى تصفيتها وإلحاقها تحت هيمنتهم كبقية مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.