عرض الصحف

الأربعاء - 22 يناير 2020 - الساعة 11:08 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

تباينت ردود الفعل على الساحة السياسية اللبنانية عقب الإعلان أخيراً عن تشكيل الحكومة، في ظل تباين الموقف السياسي بالبلاد.
وأكدت مصادر سياسية لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، أن مرور نحو مئة يوم على الحراك الشعبي في لبنان لم يبدل شيئاً في تعاطي فريق اللون الواحد، مع تزايد وطأة الأوضاع المالية والاقتصادية.

مصيرها الفشل

في أول تصريح خاص لها، تعليقاً على تشكيل الحكومة، قالت مصادر في حزب "القوات اللبنانية" لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، إن هذه الحكومة جاءت خلافاً لإرادة الناس ولمتطلبات المرحلة الحالية والاقتصادية.
وأضافت المصادر إن "القوات" تعتبر أنّ أي تشكيلة حكومية على نَسق التشكيلات التي سبقتها لجهة تَحَكّم الأكثرية القائمة بقرارها سيكون مصيرها الفشل المحتوم، وبررت المصادر ذلك بقولها إن الادارة السياسية التي أوصلت البلد إلى الانهيار لن تكون قادرة على مواجهة تحديات المرحلة، ولا يفيد في شيء التغطّي بصورة تكنوقراطية فيما المحرك الأساس لهؤلاء التكنوقراط هو إدارة الاكثرية الحاكمة التي تتحكم بقرارهم.
وأشارت المصادر: "أسفت "القوات اللبنانية" لكون هذه الاكثرية لم تتعِظ من انتفاضة الناس ومن حدّة الأزمة، حيث أنها ما زالت تبدّي مصالحها وواقعها ونفوذها على حساب مصلحة البلد والناس، وستتحمّل حكومة اللون الواحد أمام الشعب اللبناني مسؤولية استمرار الانهيار".

انتفاء وظيفة باسيل

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني وليد شقير، إنه مهما قيل في الخلافات التي تحكّمت بتأليف الحكومة الجديدة، فإن المستوى الذي بلغه إنكار البعض للأزمة اللبنانية ربما يكون قد أرضى أصحاب هذا الادعاء، لكن مفعوله ضاعف غياب الصدقية عند هذا الفريق السياسي المتمسك بالسلطة.
وقال شقير في مقال له بصحيفة "نداء الوطن"، هذا الفريق لم يكتف بقول الشيء وفعل عكسه في ما يخص الانتفاضة"، مضيفاً "المناورات السياسية باتت واضحة مع تعاطي هذا الفريق مع أزمة تشكيل الحكومة، قائلاً "كانت لمناورات (وزير الخارجية السابق جبران) باسيل وإصراره على تضخيم حجم حزبه ودور فريق الرئاسة في التركيبة الحكومية وظيفة في السابق، حين كان مطلوباً تحجيم "المستقبل" ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وشهد البلد جولات في هذا المجال".

وأنهى شقير المقال بالإشارة إلى الخارجين عن تشكيلة الحكومة قائلاً: "بدا الخارجون من التركيبة الحاكمة والتسوية الشهيرة وفي مقدمهم الحريري، أكثر واقعية. فالأخير أدرك صعوبة الإنقاذ الاقتصادي مع العهد وانسحب، وقرر إعطاء فرصة المئة يوم للحكومة لعلها تتمكن من تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، بدل معارضتها من البداية وكذلك جنبلاط الذي سيتعامل بإيجابية معها إذا سرّعت الإصلاحات وضبطت الهدر... إلا إذا كان هناك من سيوجه خطواتها نحو ممارسات كيدية باسم الشعارات الإصلاحية".

عقلية الغنائم

من جانبه، حمل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة فريق 8 آذار مسؤولية تفاقم الأزمة السياسية في البلاد، مشيراً إلى أن هذا الفريق يتعاطى بعقلية الغنائم مع متطلبات الوضع السياسي في لبنان.
وقال السنيورة في تصريحات خاصة لصحيفة "العرب" اللندنية، إن مرور ما يقرب من مئة يوم على الحراك الشعبي في لبنان لم يبدل شيئاً في تعاطي فريق اللون الواحد مع تزايد وطأة الأوضاع المالية والاقتصادية.
وأوضح رئيس الوزراء اللبناني الأسبق أن الأوضاع السياسية في لبنان وصلت إلى مرحلة دقيقة، مشيراً إلى وجود عاملين سوف يؤثران على الوضع السياسي في لبنان الآن، الأول حالة الغضب لدى المنتفضين الذين شعروا باستغباء لهم بعد مرور فترة طويلة (على بدء الحراك)، والعامل الثاني وجود مجموعة قد تكون مدفوعة من آخرين لهم مصلحة في حرف الانتفاضة عن مسيرتها السلمية، وحذر السنيورة من كلفة "الاستمرار في عدم الإصغاء" والضرب بعرض الحائط مطالب اللبنانيين.

حكومة اللون الواحد

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس، إن الحكومة اللبنانية أبصرت النور بعد مخاض عسير، وبعدما ساد "التخبط" مسار تأليفها.
وقال بولس في تقرير له بموقع "اندبندنت عربية" أن المصادر الأمريكية قللت من إمكانية نجاح هذه الحكومة موضحاً "أن معالجة الأزمة التي يمر بها لبنان لا يمكن أن تمر عبر حكومة دياب أو أي شخصية أخرى، كون التجارب السابقة والحالية أثبتت أن ذهنية تأليف الحكومات في لبنان ستبقى خاضعة للمحاصصة الحزبية".

وكشف أن عدداً من المسؤولين اللبنانيين تلقوا نصائح عبر موفدين من دول غربية للذهاب في اتجاه تأليف "مجلس إنقاذ" لإدارة المرحلة المقبلة والتواصل مع الدول المانحة وإعادة تفعيل العلاقات الدولية لدعم بيروت، في ظل الأزمات المتعددة التي تواجهها.