عرض الصحف

السبت - 15 فبراير 2020 - الساعة 11:14 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/وكالات:

رصدت صحف عربية صادرة اليوم السبت تداعيات الأزمة السياسية في لبنان، مشيرة إلى إعلان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لعدد من الخطوات السياسية، ومنها شبه انفصاله عن رئيس الجمهورية ميشال عون بعدما اتهمه بالسعي مع تيّاره الذي يرأسه جبران باسيل إلى "إلغاء الحريرية وتيّار المستقبل".
ووفقاً لصحف عربية، فإن الحريري يصر على الدفاع عن أبناء الطائفة السنية رافضاً أن يدفعوا ثمن الأزمة السياسية في البلاد، في الوقت الذي استعرضت فيه صحف أخرى دور الحريري الأب ومحاولاته إنقاذ الوضع في لبنان.

الحريري وعون

توقفت صحيفة "العرب" اللندنية عند ما ورد في خطاب الحريري الأخير الذي ألقاه في مناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال والده، مشيرة إلى أن الحريري هاجم إيران التي تغدق المال على حزب الله لكنّه سعى في الوقت ذاته إلى تحييد الثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله نسبياً.
ولاحظ مراقبون تحدثت إليهم الصحيفة أنّ الحريري ركز في خطابه على أهل السنّة في لبنان، وقال سياسي لبناني للصحيفة إن الحريري يريد شدّ العصب السنّي مشدداً على أن لا أحد يستطيع إلغاء أهل السنّة وشطبهم من المعادلة اللبنانية.

حلول للأزمة

بدوره عرض الكاتب الصحفي وليد شقير محاولات رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري تحسين الأوضاع في لبنان، موضحاً في مقاله له بصحيفة "نداء الوطن" اللبنانية أن الحريري الأب ركب السباق بين تأهيل البلد لدور اقتصادي رائد، وبين خطوات التقدم في عملية السلام في بداية التسعينيات.
وقال الكاتب "تنبه الحريري الأب عام 95 - 96 إلى أن ملاءمة الاستثمار في بناء الاقتصاد، مع خريطة جديدة للمنطقة يجب أن تأخذ في الاعتبار تراجع فرص السلام، بعد أن كانت دمشق انخرطت في التفاوض عليه وفي التأقلم مع هذه الفرص بمشاريعها".
وأشار شقير إلى أن الحريري حاول معالجة الأوضاع اللبنانية التي تأزمت مع تصاعد الأزمة السياسية قائلاً "لم ينفع قرار رفيق الحريري منذ التسعينيات بالتعايش مع التدخل السوري المباشر، ومع التأزم الإقليمي بفعل عدوانية إسرائيل، لإكمال أحلامه بتمتين اقتصاد لبنان. حتى مرونته وفضيلة الاعتراف بخطأ بعض سياساته".

الأزمة اللبنانية

من جهته قال راجح الخوري الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن الأوضاع الدولية تزيد من الضغوط السياسية على لبنان، مستعرضاً في هذا الإطار محاولات رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب لحل الأزمة.
وأشار الكاتب إلى لقاء دياب أخيراً مع بعض من سفراء دول الاتحاد الأوروبي، حيث قال رئيس الوزراء اللبناني لهم إن بيروت تعرف مدى حرص الدول الأوروبية على استقرار البلاد، لأن أي اهتزاز في الاستقرار، ستكون له انعكاسات سلبية على أوروبا أيضاً، ولهذا فإنه يحتاج إلى مساعدة عاجلة على مختلف المستويات!

وفي هذا الإطار عرض الكاتب تفاصيل الأزمة والمشكلة اللبنانية قائلاً "المشكلة هنا تعني أن أبواب الدعم والمساعدة مقفلة تماماً في وجه الحكومة، التي تواجه ثورة متزايدة في الداخل قد تصل إلى انفجار المجاعة في البلاد، ورغم هذا يقول دياب إنه ينوي القيام بجولة على الدول الخليجية والعربية طلباً للمساعدة، وكأنه لا يعرف استحالة حصول لبنان على أي دعم، بعدما وصلت الدولة إلى حد التعامي والسكوت عن وجود تلفزيون "المسيرة" التابع للحوثيين وأيضاً تلفزيون "النبأ"، اللذين تديرهما إيران في لبنان".

تحديات

من جانبه قال الكاتب جوزف الهاشم في تحليل له بصحيفة الجمهورية اللبنانية إن التحديات التي تواجهها الحكومة متعددة وصعبة، قائلاً "ما دام أُطلقَ على هذه الحكومة إسم: "حكومة مواجهة التحدّيات"، وما دام تحدّي الأخطار "بالأفعال وليس بالوعود" كما جاء في البيان، فإنَّ أمام الحكومة امتحان للطاقة غير المنظورة يُختصر بإثنينِ من التحديات".
وعرض الكاتب هذه التحديات في سؤالين، الأول هل تستطيع الحكومة مثلاً أن تتحدَّى بالمواجهة القاطعة هيمنة كبار الزعامات، وأن تفرض "أنا" الحكومية التي ليست فوقها "أنت"؟

ثانياً: هل تستطيع الحكومة إسترداد الأموال المنهوبة، حتى ولو كان المتَّهمون من أصحاب الفضل على وجودها؟
وقال الكاتب "هذان التحدِّيان هما البيان الوزاري كلُّه، إنْ نجحت الحكومة بهما جازَ لنا أن نرشقها بحبوب الرزّ وأوراق الورد كما كانت نساء "أثينا" اليونانية في القديم، يرشقْنَ الجيوش المنتصرة وهي عائدةٌ من جبهات القتال".
وسخر الكاتب في نهاية مقاله من قدرة الحكومة على القيام بهذا التحدي قائلاً "إذا استطاعت هذه الحكومة أن ترفع الحكم الذليل الى مستوى الشرف، فقد تستحق إذ ذاك أن يَهدي إليها الجاحظ كتاب "البيان والتبيين" لا كتاب "الحيوان".