عرض الصحف

الأربعاء - 25 مارس 2020 - الساعة 05:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | العرب



إشاعات على مقاس بعض المغردين لتصفية حسابات مع ممن أسموهم "العلمانيين والليبراليين الملحدين".


عبارة تفيد بأن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي صرّح بأننا “فقدنا السيطرة، والوباء يفتك بنا. انتهت حُلول الأرض، الأمر متروك للسماء”، تجد رواجا واسعا.
روما - “انتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء” كانت العبارة الأبرز التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عربيا، مؤكدين أن قائلها هو رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي.

وفي المزاعم المتناقلة أن إيطاليا “أعلنت الاستسلام” في معركتها مع وباء كورونا المستجد.

وجاء في بعض هذه المنشورات المتداولة بكثرة على موقعي فيسبوك وتويتر أن “إيطاليا تفقد السيطرة كليّا على فايروس كورونا.. رئيس وزراء إيطاليا في مؤتمر صحافي يقول: انتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء”.

وقد تأكد أن هذا التصريح ليس صحيحا. ومنذ يوم 19 مارس كذب حساب “إيطاليا بالعربي” على تويتر الخبر. وغرد:

وتبين أن كونتي صرّح بالفعل في 19 مارس 2020، لكن ما قاله يعارض تماما ما يتم تداوله على لسانه في وسائل التواصل الاجتماعي،

فقد أعلن أن إجراءات العزل المفروضة منذ أسبوع في إيطاليا، الدولة الأوروبية التي تسجل أعلى إصابات بفايروس كورونا المستجد، “ستمدد إلى ما بعد موعدها” المقرر في 3 أبريل.

وقال في حديث لصحيفة “كورييري ديلا سيرا”، الخميس الماضي، إن “الإجراءات التي اتخذناها، سواء تلك التي أدت إلى إغلاق قسم كبير من الشركات ووقف أنشطة فردية في البلاد أو المتعلقة بالمدارس، لا يمكن إلا أن تمدد إلى ما بعد موعدها”.

ويمكن قراءة المقال في موقع “كورييري ديلا سيرا” Corriere della Sera. ومما قاله كونتي أيضا “لقد تجنبنا انهيار النظام، والإجراءات التقييدية تعمل. ومن الواضح أنه عندما نصل إلى الذروة (انتشار وباء كورونا) وتبدأ العدوى في الانخفاض، على الأقل على صعيد النسب المئوية، ونأمل ذلك في غضون أيام قليلة، فإننا لن نتمكن من العودة مباشرة إلى الحياة كما السابق”.

خبراء يقولون إنه من المستبعد أن يخرج مسؤول في بلد بتصريح من هذا النوع

وتعتبر إيطاليا من أكثر بلاد العالم تضررا بالفايروس، فقد أصبحت مركزا للوباء على مستوى العالم. وتحبس أنفاسها وهي تترقب تراجعا ولو بطيئا بأعداد المصابين.

وأكد الصحافيون المتابعون للمؤتمرات الصحافية للمسؤولين الإيطاليين أنهم لم يسمعوا أي تصريح من هذا القبيل على لسان رئيس الوزراء.

ولم تنقل وكالات الأنباء العالمية أي تصريح من هذا النوع، ولم يتم العثور على أي أثر لهذه التصريحات في مواقع رسمية أو إعلامية إيطالية ذات مصداقية.

كما لم توجد أي تصريحات مشابهة في موقع الحكومة الإيطالية، حيث يضم الموقع تصريحات الحكومة.

وبمراجعة حساب كونتي على تويتر لم توجد أي تغريدة صدرت منه تحتوي مثل هذا الادّعاء.

ويقول خبراء إنه من المستبعد أن يخرج مسؤول في بلد بتصريح من هذا النوع.

لكن رغم ذلك تواصل نشر العبارة في مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وكان التصريح مناسبة لحسابات لاستغلاله لانتقاد مما أسموهم “العلمانيين والليبراليين الملحدين” وأعلن البعض أن الإيطاليين باتوا “مسلمين”.



وفرض فايروس كورونا المستجد نفسه على أجندة الأديان العالمية الكبرى. ولم يختلف الأمر في إيطاليا.

وقال الصحافي الإيطالي ماتيا فيراريسي في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن التوتر بين السلطات الحكومية “العلمانية” والمتدينين لا يزال قائما. وأشار إلى أن بعض المنتقدين اعترضوا على قرار السلطات منع الأنشطة والتجمعات الدينية، وبالغ بعضهم ليشبه الأمر بمنع الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس المسيحيين من التجمع للعبادة في القرن الثالث قبل الميلاد.

ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة على تويتر كشف فيها كيفية إحيائه “يوم الصلاة الوطني”، الذي أعلنه يوم 15 مارس محور اهتمام المغردين العرب.